
سلطت المحكمة الجنائية الدولية بإصدارها مذكرة اعتقال في حق زعيم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" إياد آغ غالي الموالي لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، الضوء على أكثر شخصية جدلية وتقلباً في المنطقة.
فغالي مر، بحسب صحيفة "اندبندنت عربية"، بفترة من شبابه بدأت بإدمان الكحول مروراً بمسار دبلوماسي قصير وصولاً إلى تزعم جماعة إرهابية تؤرق الجيش المالي وبقية القوى الحكومية في المنطقة، خصوصاً أنه أضحى يملك نفوذاً واسعاً إثر توحيده الفصائل السابقة التابعة لـ"القاعدة" وقيادتها.
واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن غالي كان لوقت قصير قبل تحوله إلى زعيم إرهابي "مدمناً للروك وموسيقى البلوز الطوارقية، وأيضاً متعلقاً، بصورة كبيرة بالكحول".
ويتحدر آغ غالي البالغ من العمر 66 سنة من قبيلة "إيفوغاس" العريقة في مالي من مدينة تمبكتو، وعندما أجبرت الظروف المناخية الآلاف من الطوارق على الهجرة، غادر، بدوره نحو ليبيا ولبنان وتشاد.
كان لغالي تاريخ طويل انتقل خلاله من العمل العسكري إلى الدبلوماسي قبل أن ينتهي به المطاف زعيماً لتمرد الطوارق ثم لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين
وكان لغالي تاريخ طويل انتقل خلاله من العمل العسكري إلى الدبلوماسي قبل أن ينتهي به المطاف زعيماً لتمرد الطوارق ثم لجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لـ"القاعدة". وقد انضوى الرجل تحت لواء كتائب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل أن يعود إلى بلاده في التسعينيات ويقود تمرداً ضد الحكومة المركزية في باماكو.
وتقلد آغ غالي مناصب دبلوماسية أيضاً، إذ شغل منصب قنصل عام لبلاده لدى السعودية قبل أن يعود إلى مالي ويؤسس حركة "أنصار الدين" المتشددة ثم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين".
واعتبر الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية سلطان ألبان أنه "يمكن قراءة هذه الشخصية وفقاً لما نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) بصرف النظر عن مدى صدقية المعلومات التي وردت في هذا التحقيق، فبيئة إياد آغ غالي السابقة أسهمت في صناعة شخصيته من شاب مدمن للكحول وعاشق للروك إلى قائد لجماعة إرهابية بارزة في منطقة الساحل موالية للقاعدة".
وتابع ألبان أن "هذا الأمر يحمل دلالات عميقة، أولها قدرة الرجل على التكيف مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة به، وثانياً قدرة الأيديولوجيات المتشددة على استقطاب الأفراد الذين يبحثون عن هدف أو معنى لحياتهم، أو لديهم حتى حال نفسية، أو اجتماعية تدفع بهم للتفكير بصورة سلبية، خصوصاً في مناطق تعاني الفقر والتهميش وغيرهما"، وأوضح أن "آغ غالي أظهر قدرة على الانتقال بين الأيديولوجيات المختلفة، إذ نتحدث عن فترة شبابية في ليبيا مليئة بالموسيقى وصولاً إلى شخصية ملاحقة دولياً، مما يتيح بصورة واضحة التحول من بيئة شخصية قومية إلى شخصية دينية متشددة، وقد أسهمت البيئة السياسية التي نشأ فيها في صقل شخصيته".
ولعب آغ غالي دوراً بارزاً في تجنيد محاربين جدد في ليبيا بتكليف مباشر من القذافي الذي كانت له علاقة وطيدة مع زعيم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين".