إخوان فرنسا في مهب الريح... ما جديدهم؟

قال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو: إنّه يمتلك تقريرًا حول أهداف إخوان فرنسا، لكنّه لا يستطيع الإفصاح عن مضمونه، ممّا رفع درجة الغموض والمخاوف من تصريحات في بلد أدرك منذ فترة خطورة تغلغل الجماعة بمفاصله.

 وقال ريتايو في مقابلة أجراها مؤخرًا مع قناة (سي نيوز) المحلية: إنّه يمتلك في حوزته تقريرًا "مثيرًا للقلق" حول "أهداف جماعة الإخوان بفرنسا، مبررًا بذلك حربه ضد الإسلام السياسي.

وأضاف وزير الداخلية الفرنسي: إنّه سيرفع السرّية عن التقرير، وسينشر محتواه المقلق حول أهداف جماعة الاخوان المسلمين، دون أيّ توضيح لكلامه.

وتابع: الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان، يتسللون إلى كل مكان: الجمعيات الثقافية والاجتماعية والرياضية، والسياسة، "إنّهم في كل مكان".    

وأضاف: "سأحث ولاة الأمر على توخي الحذر الشديد، لا سيّما فيما يتعلق بقوائم البلديات"،  مشيرًا إلى أنّه يأمل أن يتمكن من نشر هذا التقرير السرّي خلال أسابيع قليلة.

 بالمقابلة نفسها، قال الوزير: "لدينا عدد من الأسماء، ومعلومات سرّية للغاية. أريد أن يُطرح هذا التقرير للنقاش العام. أريد أن يدرك الفرنسيون، من خلاله، أين نحن، لأنّه، بالطبع، هناك تطرف، تطرف عنيف، وإرهاب".

الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان، يتسللون إلى كل مكان: الجمعيات الثقافية والاجتماعية والرياضية، والسياسة، "إنّهم في كل مكان".

وأشار إلى أنّه "كانت هناك نزعة انفصالية ادّعت إنشاء مجتمعات مضادة صغيرة في وضح النهار، لكن يريد الإخوان فرض الشريعة الإسلامية على مجتمعنا بأكمله غدًا"، قبل أن يحدد: "على المدى البعيد".

وحذّر من أنّ الإخوان "يتسللون بهدوء، وبخطاب سلس وبلاغة بارعة، حيث يتبنون مفاهيمنا، ويقلبون حجة الحرية ضد الديمقراطية الليبرالية".  

في تفاعلها مع تصريحات ريتايو، دعت رئيسة كتلة "التجمع الوطني" في الجمعية الوطنية الفرنسية مارين لوبان، الوزير إلى حظر جماعة الإخوان في البلاد.

وكتبت لوبان، الثلاثاء الماضي، تقول متحدثة عن الوزير، عبر منصة (إكس): "يبدو أنّه يمتلك عناصر دقيقة حول خطر جماعة الإخوان. لقد كنا نُحذّر من هذا الخطر لأعوام".  

وأضافت: "ماذا ينتظر لحظر هذه المنظمة، هذه الحركة الشمولية التي تمدّ أذرعها في كل مكان، حتى إلى قلب مسجد باريس الذي قدّم للمسلمين امتنانًا للجنود المسلمين الفرنسيين في الحرب العالمية الأولى؟".

والمخاوف من تنامي الإخوان في فرنسا ليست مستجدة في فرنسا بل تعود إلى أعوام مضت، وسط تحذيرات من التهديدات التي تمثلها الجماعة على المسار الديمقراطي والأمني للبلاد.

وفي تقرير نشره موقع (يوروبيان كونسيرفاتيف) في 2024، كشفت الكاتبة والباحثة الفرنسية هيلين دي لوزون، نقلًا عن تصريحات خبير استخباراتي فرنسي لصحيفة (لو جورنال دي ديمانش)، أنّ عدد الإخوان في فرنسا زاد منذ 2019 من (50) ألفًا إلى (100) ألف عضو.