نجحوا في إلغاء محاضرة... الإخوان يهددون قيم الجمهورية في الجامعات الفرنسية

في فرنسا، ما زالت جماعة الإخوان المسلمين تسعى تجاه إرهاب المخالفين لها، عبر الضغط من خلال تحالف واسع مع جماعات اليسار، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في جامعة ليل، حيث نجح الإخوان في منع ندوة تهاجم إيديولوجية الجماعة الانفصالية، تحت عنوان: "الإخوان وشبكاتهم".

كانت جامعة ليل قد أعلنت في أواخر شباط (فبراير) الماضي عن عقد محاضرة لعالمة الأنثروبولوجيا الفرنسية فلورنس بيرغود بلاكلر، المتخصصة في تفكيك بنية تنظيم الإخوان المسلمين، وكشف مزاعم الجماعة الإسلامية المتطرفة، إلّا أنّ ضغوطاً قامت بها الجماعة أدّت إلى إلغاء المحاضرة.

من جهتها، أعربت الدكتورة بلاكلر عن غضبها تجاه إدارة جامعة ليل، بعد أن ألغت المؤسسة محاضرتها، تحت ضغط من اتحاد الطلاب، الذي تهيمن عليه الجماعات اليسارية المتطرفة والتيار الإسلاموي، حسبما ذكرت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية.

وأكدت بيرغود بلاكلير، رئيسة المركز الأوروبي للأبحاث والمعلومات حول الإخوة (CERIF)، والباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، ملاحقة الجامعة قضائياً. وقالت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (إكس): "أشعر بالأسف؛ لأنّ جامعة ليل استسلمت لهذه الأساليب الإرهابية، ولم تستطع استضافة محاضرتي، أو تنظيم مناظرة أكاديمية".

وأضافت بلاكلر، التي حصلت مؤخراً على وسام جوقة الشرف، أنّ الحدث تم إلغاؤه بقرار من العميد، بعد أن تعرض لضغوط من اليسار ومن حلفائه من طلاب جماعة الإخوان، على الرغم من أنّ المحاضرة كانت بتنظيم من مجموعة الطلاب (UNI)، والذي حصل مسبقاً على كل التراخيص اللازمة.

بدوره، أوضح إيفين لو كوز، المندوب الوطني لجامعة بوليتكنيك، لصحيفة (لوفيغارو)، أنّه بعد الحصول على الموافقة لإقامة الندوة، والإعلان عنها للطلاب، نشر اتحاد الطلاب اليساري بياناً على شبكاته الاجتماعية، يدعو فيها إلى إلغاء الحدث، ومارس الإخوان ضغوطاً ترهيبية ضدّ الجميع.

اتحاد طلاب اليسار يرحب بإلغاء الفعالية

احتفى اتحاد الطلاب اليساري بقرار إلغاء الحدث. وفي منشور على موقع (إنستغرام)  نشرت صورة لعالمة الاجتماع مصحوبة برسالة تقول: "ضد المحاضرات العنصرية في الجامعة". وأضاف المنشور: "هذا الأسبوع أعلنت مجموعة الطلاب (UNI) عن محاضرتين في الكليّة؛ الأولى حول التوافق الضريبي الأوروبي، والثانية حول الإخوان وشبكاتهم. هذه المحاضرات جزء من أجندتهم السياسية العنصرية والإسلاموفوبية والليبرالية الجديدة".   

المنشور مارس نوعاً من الترهيب، معتبراً أنّ أيّ هجوم على جماعة الإخوان، هو نوع من الفاشية، حين قال: "نلاحظ بقلق عودة الموجة الفاشية التي تنتشر في جميع أنحاء المجتمع".

مبررات واهية لإدارة الجامعة

من جهته، برر أيمريك بوتو، عميد جامعة ليل، قرار إلغاء الحدث بأنّه قد يؤدي إلى الفوضى، وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلت إلى مجموعة (UNI)، التي اطلعت عليها صحيفة (لوفيغارو): "يؤسفني أن أبلغكم أنّ طلبكم لا يمكن أن يتم؛ بسبب حجم الإخلال بالنظام العام الذي من المحتمل أن تثيره المحاضرة في حرم مولان، نظراً للصراع الشديد بين الضيفة، وأعضاء اتحاد الطلاب في ذلك الحرم الجامعي".

وفي حديثها لصحيفة (لوفيغارو) الفرنسية، أكدت بيرغود بلاكلير أنّ الجامعة لم تبلغها بالقرار، لكنّها علمت به من الطلاب الذين نظموا الحدث. وقالت: "أنا مستاءة من الجامعة لأنّها لم تدافع عنّي، وليس من الطلاب الذين يرفضون وجودي".

وردّت الباحثة أيضاً على المنشور الذي نشره اتحاد الطلبة ضدها، وكتبت عالمة الاجتماع: "اتحاد الطلاب، بسبب هذا الملصق المشين، سأقاضيكم". وأضافت: "يجب أن تكون أساليب الإخوان المسلمين معروفة للجميع".

وأعلن عدد كبير من المتضامنين مع بيرغود خشيتهم من انهيار قيم الحرية داخل الجامعة، مع تفاقم النفوذ الإخواني بين التيار اليساري في صفوف الطلاب، حيث تستغل الجماعة الإسلاموفوبيا كفزاعة؛ من أجل المزيد من التمدد والهيمنة، وهو الأمر الذي يضرب عرض الحائط بقيم الجمهورية الفرنسية.