رمضان في العراق.. مسحّراتي تصحبه الدبكة ودليمية تزين موائد الإفطار

رمضان في العراق.. مسحّراتي تصحبه الدبكة ودليمية تزين موائد الإفطار

رمضان في العراق.. مسحّراتي تصحبه الدبكة ودليمية تزين موائد الإفطار


09/03/2025

يحفل شهر رمضان في العراق بعادات شعبية متجذرة، ويستقبل العراقيون شهر رمضان بإطلاق الأعيرة النارية عند رؤية الهلال، وتنشط الأسواق على غير المعتاد، وتظل الأسواق مزدحمة طوال الشهر، ومن أشهرها: سوق المنصور، وسوق الشورجة، الذي يضم عددا من الأسواق الأخرى الفرعية، مثل: سوق الخضار، وسوق البهارات والحلويات.

ويظهر المسحّراتي ليلاً، وتنفرد مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى الجنوبية، بأنّ المسحّراتي يؤدي طقسه بأسلوب خاص، حيث يرافق ضارب الطبل عازف أو أكثر على آلة موسيقية شعبية، ومعهم فريق من المسحّراتية الشباب، يتوقفون عند رأس كل شارع، ليبدأ طقسهم مصحوباً بدبكة راقصة؛ لإيقاظ الناس واستقبال السحور بطريقة احتفالية.

وما يزال مدفع الإفطار له حضور في الذاكرة الشعبية العراقية، حيث تطلق قذائفه معلنة حلول وقت الإفطار. وتنتشر في العراق موائد الإفطار المجانية، تعبر عن التكافل الاجتماعي في الشهر الفضيل.

وتتنوع الأطباق وتتعدد على موائد الإفطار في البيوت العراقية، ويحرص الأهل والجيران على تبادل أطباق الطعام التي يعدونها، وترسل كل أسرة أطباقاً متنوعة من إفطارها إلى الجيران أو الأقارب. ومن أشهر الأطباق العراقية في رمضان "سمك المسكوف"، أو "سمچ مسگوف" كما يسمى بالعامية العراقية، وهو من أطباق الأسماك المطهوة ببطء. ومن الأطباق العراقية المميزة أيضا أطباق الخضراوات المحشوة المعروفة باسم الدولمة أو المحشي، وتُحشى الخضراوات بالأرز المتبل بالبهارات العراقية والمخلوط باللحم المفروم وصلصة الطماطم. أمّا محافظة الأنبار فتشتهر بطبق مميز هو "الدليمية"، وتأتي التسمية نسبة إلى قبائل دليم، وتتكون "الدليمية" من كمية كبيرة من أرز العنبر المخلوط بالمكسرات، فوق طبقة من الخبز المغمور في مرق اللحم، وتُزيَّن من الأعلى بقطع من لحم الغنم. ومن أطباق اللحوم العراقية الفريدة كذلك طبق كباب أربيل، ويمتاز عن غيره بوجود نسبة كبيرة من الدهون، مما يجعله يمتاز بهشاشته.

ومن أشهر أطباق الحلوى الرمضانية في العراق حلاوة التمر التي تصنعها أغلب العائلات استعدادا للشهر الفضيل، وتتكون من مزيج من التمر والسمن، وقد يضاف إليها جوز الهند واللوز وحبوب الينسون. وهناك كذلك طبق "من السما"، وتُصنع من مادة المن، وهي عبارة عن مادة دبقة تُجمع من الأشجار في منطقة جبال بنجوين في السليمانية بشمال العراق، وبعد جمعها تُذاب في المياه المغلية ويُضاف إليها المكسرات وحب الهال. هذا بالإضافة إلى أطباق الشعرية والبرمة وزنود الست والبقلاوة والزلابية التي يتفنَّن العراقيون في إعدادها خلال أيام شهر رمضان.

ومن المشروبات الشهيرة في العراق أيضا شراب "النومي بصرة"، وتعود التسمية إلى ارتباطه بمدينة البصرة حيث كان يُستورد من الصومال وبعض الدول الأخرى عن طريق موانئ مدينة البصرة، وهكذا حمل اسمها. ويُصنع من النومي أو اللومي أو الليمون الأسود المجفف، حيث يُنقع بطريقة خاصة مع الماء والسكر، ثم يُصفَّى ويُباع في زجاجات. وإلى جانب شربات الزبيب والنومي بصرة، تحمل المائدة الرمضانية عصائر أخرى مثل عصير الرمان وعصير التمر الهندي.

ومن بين العادات التي يمارسها العراقيون في ليالي رمضان هي لعبة "المحيبس" التي تضم فريقين من الرجال، يقوم أحد أفراد الفريق الأول بإخفاء خاتم بإحدى يديه، فيمد جميع أفراد الفريق أيديهم مقبوضة، ليحزر أحد أعضاء الفريق الآخر في أي يد يوجد الخاتم، فإن نجح في ذلك أخذ الخاتم لفريقه ليقوموا بنفس العملية. يتخلل هذه اللعبة تناول المشروبات المرطبة، والحلوى التي تعد خصيصًا لمثل تلك الليالي الرمضانية، كما تخصص للفريق الفائز هدايا معينة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية