
تحدى الرئيس دونالد ترامب انتقادات الدبلوماسيين وأدرج الحرس الثوري الإيراني بالكامل على قائمة الإرهاب، خلال إدارته الأخيرة، وينبغي له الآن، بحسب المركز العربي لدراسات التطرف، أن يصنف جماعة الإخوان المسلمين على نحو مماثل ـ منظمة إرهابية أجنبية.
وشدد المركز على أن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، سواء بشكل مباشر أو من خلال فروعها الخارجية، كما أن العديد من مؤسساتها الخيرية أصبحت مغذيات للجماعات الإرهابية. وأن الأيديولوجية مهمة هنا.
فقد أرست تعاليم سيد قطب، وهو من أبرز منظري الإخوان المسلمين، الأساس للحركات الجهادية الحديثة، كما تلهم أيديولوجية الإخوان المسلمين الجماعات المتطرفة مثل القاعدة والدولة الإسلامية.
وقال المركز إن استعداد الإخوان لاستخدام العنف لاستبدال الحكومات العلمانية بحكومات إسلامية يتماشى مع التصنيف الأمريكي للجماعات الإرهابية المحددة.
كما لفت المركز إلى أن الولايات المتحدة ليست بمنأى عن خطر هذه الجماعة؛ ذلك أن المنظمات التابعة للإخوان المسلمين تسعى بشكل منهجي إلى استغلال المؤسسات الديمقراطية والتسلل إليها لتعزيز أجندتها.
ففي الولايات المتحدة، تعمل منظمات مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا) على التأثير على الرأي العام وصنع السياسات وإجراءات إنفاذ القانون بما يتماشى مع الأهداف التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين.
تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية من شأنه أن يشير إلى أن إدارة ترامب ترفض التسامح مع الجماعات التي تقوض أمن الولايات المتحدة
وقال المركز إن المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين في الولايات المتحدة تستغل الحريات المدنية لتقويض الأمن القومي، إذ تمارس منظمة “كير” الضغوط ضد تدابير مكافحة الإرهاب، وتروج شكل متكرر لروايات كاذبة لنزع الشرعية عن إجراءات إنفاذ الأمن، وتسعى إلى إسكات الانتقادات المشروعة للتطرف الإسلاموي من خلال الحرب القانونية وتحت ستار مكافحة الإسلاموفوبيا.
وتعمل المنظمات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين كأذرع علاقات عامة للإرهاب، في كثير من الأحيان، فعلى سبيل المثال، يدافع قادة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عن الأفراد المدانين بتهم الإرهاب، زاعمين أنهم ضحايا للتمييز أو المخططات السياسية.
ويبدو أن ازدراء حياة الأمريكيين يشكل عاملاً مشتركاً بين هذه المنظمات، حتى عند التعامل مع الإرهاب المدعوم من إيران. فقد أدانت المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بينما تجاهلت التهديد الذي يشكله على الجنود والمدنيين الأمريكيين والاستقرار في الشرق الأوسط.
المركز اعتبر أن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية من شأنه أن يشير إلى أن إدارة ترامب ترفض التسامح مع الجماعات التي تقوض أمن الولايات المتحدة.
ومن شأن مثل هذا الإجراء أن يفكك المخطط الذي يسمح لأنصار حماس وغيرهم بالاختباء وراء عباءة الشرعية. ومن شأنه أيضاً، أن ينزع الغطاء الزائف للاعتدال الذي تستخدمه جماعات الإسلام السياسي للتسلل إلى المؤسسات الأمريكية والتأثير على صناع السياسات.
وخلص إلى أنه إذا كانت هناك رغبة في أن يسود السلام في الشرق الأوسط، فلابد أن تعالج الحكومات ليس فقط العنف الإرهابي والشبكة المالية التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية، بل وأيضاً الشبكات الأيديولوجية التي تمكن هذه الجماعات من تعزيز وجودها. وربما يكون ترامب الشخص المناسب في الوقت المناسب لقلب الممارسة الدبلوماسية رأساً على عقب على النحو الذي من شأنه أن ينقذ أرواحاً لا حصر لها في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة.