تحالف الحوثي والقاعدة وحركة الشباب الصومالية... الخطر المحتوم على طريق الملاحة البحرية

تحالف الحوثي والقاعدة وحركة الشباب الصومالية... الخطر المحتوم على طريق الملاحة البحرية

تحالف الحوثي والقاعدة وحركة الشباب الصومالية... الخطر المحتوم على طريق الملاحة البحرية


28/11/2024

كشفت تقارير أمنية عن تورط عصابة الحوثي "وكلاء إيران" في دعم وتسليح تنظيم القاعدة، وإعادة ترتيب صفوفه بعد هزيمته وهروب عناصره من المحافظات الجنوبية، إلى جانب علاقتها مع حركة الشباب الصومالية.

وأفادت التقارير أنّ التنظيم نفذ مؤخراً عدة هجمات في بعض المحافظات الجنوبية في محاولات لإعادة إثبات وجوده، مستغلاً الدعم الحوثي لتعويض خسائره التي تلقاها على يد القوات الحكومية، وفق موقع (المنتصف نت).

وذكرت التقارير أنّ عصابة الحوثي لجأت إلى الإفراج عن قيادات سابقة من التنظيم كانت محتجزة في العاصمة المختطفة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة العصابة  وإعادة تسليحهم كجزء من خطة لزعزعة استقرار المحافظات الجنوبية.

وفي السياق كشف فريق خبراء مجلس الأمن الدولي المعني باليمن عن ارتباط جماعة الحوثيين بعلاقات تحالف وثيقة مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب الصومالية، معتبراً ذلك "أمراً مثيراً للقلق".

وأفاد فريق التحقيق التابع للجنة العقوبات، في تقريره النهائي الذي رفعه الشهر الماضي لمجلس الأمن الدولي، نقلاً عن مصادر وصفها بالسرّية، أنّ التحالف الانتهازي بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة يتميز بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباراتي، وبقيام الجماعتين بتوفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما البعض وبتعزيز معاقلهما وبتنسيق الجهود لاستهداف القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وفق ما نقلت (العربية).

 التحالف الانتهازي بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة يتميز بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباراتي

وأضاف: "منذ بداية عام 2024 والجماعتان تنسقان عملياتهما مع بعضهما البعض بشكل مباشر".

وأكد التقرير اتفاق الجماعتين على أن يقوم الحوثيون بنقل (4) طائرات مسيّرة، إضافة إلى صواريخ حرارية وأجهزة تفجير وبتوفير التدريب لمقاتلي تنظيم القاعدة.

وأشار إلى أنّه، علاوة على ذلك، "ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدم تنظيم القاعدة الدعم في الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على أهداف بحرية".

وقد استخدم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية طائرات مسيّرة وأجهزة متفجرة يدوية الصنع في هجماته ضد القوات التابعة للحكومة اليمنية في أبين وشبوة.

دراسة للمركز المصري: تطورت بشكل ملحوظ علاقة ميليشيات الحوثي الإرهابية بتنظيم القاعدة في اليمن، وبحركة شباب المجاهدين الصومالية.

واعتبر الفريق أنّ تزايد استخدام التنظيم للطائرات المسيّرة وخاصة الطائرات ذات المدى الأطول، هو أمر مثير للقلق.

ووفقاً للحكومة اليمنية، أسفر استخدام تنظيم القاعدة للأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع منذ العام الماضي عن مقتل (84) جندياً وإصابة (133) آخرين.

إلى ذلك، كشف فريق التحقيق الأممي عن قيام جماعة الحوثي بتعزيز علاقاتها مع حركة الشباب المجاهدين الصومالية الإرهابية في إطار خططها لتنفيذ هجمات في البحر من الساحل الصومالي من أجل توسيع نطاق منطقة عملياتها ضد خطوط الملاحة الدولية.

وتلقى الفريق معلومات من الحكومة اليمنية عن أنشطة تهريب متزايدة بين الحوثيين وحركة الشباب، يتعلق معظمها بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة.

وأكد فريق التحقيق الأممي أنّ امتلاك الجماعتين أسلحة من الطرازات نفسها وبأرقام تسلسلية من الدفعات نفسها يشير إمّا إلى توريد الأسلحة ونقلها بصورة غير مشروعة بينهما، وإمّا إلى وجود مورد مشترك، أو إلى كليهما.

وقال الفريق: إنّه يواصل التحقيق بشأن الجهود التعاونية المتزايدة بين الحوثيين وحركة الشباب في تهريب الأسلحة ونقلها بصورة غير مشروعة لزعزعة السلام والأمن في اليمن والمنطقة.

وبحسب دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فقد تطورت بشكل ملحوظ علاقة ميليشيات الحوثي الإرهابية بتنظيم القاعدة في اليمن المعروف باسم "قاعدة الجزيرة العربية"، وبحركة شباب المجاهدين الصومالية، وأشارت تقديرات الاستخبارات الأمريكية إلى وجود تعاون متنامٍ بين الأطراف الثلاثة.

ووفق الدراسة، فقد كانت إيران هي الفاعل الأهم في الأعوام الأخيرة على مستوى التقريب بين الحوثيين وبين الفرع اليمني لتنظيم القاعدة، وقد بدأت إيران في هذا المسار منذ العام 2015، عندما عقدت مباحثات سرّية مع تنظيم القاعدة للإفراج عن بعض الأسرى لديه، ومن بينهم دبلوماسي إيراني، نظير إفراج إيران عن (5) من سجناء التنظيم البارزين الذين كانوا محبوسين لديها، وفي العام 2016 توسطت طهران بين الحوثيين والقاعدة لعقد مجموعة كبيرة من صفقات تبادل الأسرى، بمحافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء، وبمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، وقد استمرت هذه الوساطة الإيرانية بين الجانبين حتى اليوم.

 كانت إيران هي الفاعل الأهم في الأعوام الأخيرة على مستوى التقريب بين الحوثيين وبين الفرع اليمني لتنظيم القاعدة

في سياق ما تشهده منطقة البحر الأحمر من هجمات حوثية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، وما تلاه من عودة عمليات القرصنة في السواحل الصومالية، أشارت المخابرات الأمريكية، في 11 حزيران (يونيو) 2024، إلى رغبة الحوثيين في التعاون مع حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة؛ لتوفير أنظمة أسلحة متقدمة للحركة الأفريقية مقابل توسيع نفوذ الجماعة على عمليات الشحن في مضيق باب المندب. ومن غير الواضح ما نوع الأسلحة التي سيتم تبادلها، ولكن من المرجح أن يقدم الحوثيون لحركة الشباب طائرات مسيّرة هجومية أو صواريخ أرض جو. 

وبحسب (وول ستريت جورنال)، فإنّ المخابرات الأمريكية تبحث عن أدلة حول وجود يد لإيران في هذا الاتفاق المحتمل، فبرغم مشاركة طهران في عمليات مكافحة القرصنة بعد عام 2008، فإنّ ذلك لم يمنعها من استخدام القراصنة في عمليات تهريب أسلحة لوكلائها في المنطقة، حيث إنّ الأسلحة الإيرانية كانت تصل إلى الحوثيين عبر القرن الأفريقي، وكان لحركة الشباب دور في إيصالها.

ويثير تصاعد النشاط والتحالف بين الجماعات الإرهابية "الحوثيين والقاعدة وحركة الشباب" قلقاً حول إمكانية استمرار استهداف الأمن الملاحي في المنطقة، وهو ما يتطلب تعزيز الجهود الأمنية والاستخباراتية لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية