كيف نجا نتنياهو من صدمة 7 أكتوبر؟

كيف نجا نتنياهو من صدمة 7 أكتوبر؟

كيف نجا نتنياهو من صدمة 7 أكتوبر؟


07/10/2024

شهم محمد

قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "ليس قريباً" من فقدان السلطة، بعد عام من "أسوأ فشل" أمني في تاريخ البلاد، في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة.

وأرجع التقرير استمرار نتنياهو في السلطة إلى "تحقيقه انتصارات سياسية واستراتيجية، تشجعه أكثر من أي وقت مضى".

وقال الموقع إن "نتانياهو تحدى الصعاب كلها بالتشبث بالسلطة، حتى الذكرى الأولى للهجمات التي شنتها حماس، وهو الآن يمتلك رأس المال السياسي اللازم للمفاوضات، التي قد تحدد الميزانية المقبلة للبلاد، وتسمح له بمواصلة اتخاذ القرارات لمدة عام آخر على الأقل في الحرب الإقليمية متعددة الجبهات، التي تخوضها إسرائيل".

ونقل الموقع عن أحد مساعدي نتنياهو: "إنه يشعر بأنه فائز".

ومن المتوقع أن يستمر رئيس الوزراء، الذي تولى المنصب 6 مرات، في منصبه لفترة أطول.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن فشل إلى حد كبير في محاولاته لاحتواء الصراع في الشرق الأوسط، والسيطرة على نتانياهو، بحسب "أكسيوس".

لكن التقرير يؤكد أن "أغلبية الإسرائيليين لا يريدون أن يصبح زعيم حزب الليكود ــ الحزب اليميني الرئيسي في إسرائيل ــ رئيساً للوزراء".

في الأيام والأسابيع التي أعقبت السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، اعتقد بايدن وزعماء المعارضة الإسرائيلية ونتنياهو نفسه، أن نهاية المسيرة السياسية لرئيس الوزراء كانت مسألة وقت.

وقال مسؤولون أمريكيون لموقع "أكسيوس" إن "المكالمات الأولى التي أجراها بايدن مع نتنياهو بعد الهجمات جعلته يشعر بقلق بالغ، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدا في حالة صدمة".

وأضاف المسؤولون أن "بايدن، الذي يعرف نتنياهو منذ أكثر من 40 عاماً، لم يسمع منه مثل هذا من قبل، مما أثر في قرار بايدن بالسفر إلى إسرائيل بعد 10 أيام من الهجمات".

وعلى مدى الأشهر القليلة التالية، هبطت شعبية نتنياهو بشكل حاد، وتزايدت الدعوات لاستقالته يوما بعد يوم، وتعززت مكانة منافسيه السياسيين في استطلاعات الرأي، بحسب الموقع.

لكن "نجح نتنياهو في البقاء على قيد الحياة يوماً بيوم، إلى أن ساعدته سلسلة من النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل على مدى الأشهر الثلاثة الماضية في تحويل مسار الأمور"، وفقاً للتقرير.

نجاحات نتنياهو

في منتصف يوليو (تموز) شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية في جنوب غزة، مما أسفر عن مقتل قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف.

وكانت هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تنجح فيها إسرائيل في قتل أحد العقول المدبرة لهجمات السابع من أكتوبر  (تشرين الأول).

وواصلت إسرائيل تنفيذ أطول حرب في تاريخها، وضربت منشآت نفطية في اليمن، وبعد ذلك، قتلت إسرائيل القائد العسكري الأعلى في حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية على بيروت.

وبعد أقل من يوم واحد، اغتالت الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في دار ضيافة تابعة للحكومة الإيرانية في طهران.

وبعد شهرين، شنت إسرائيل هجمات سرية على حزب الله، ففجرت عن بعد آلاف أجهزة النداء "بيجر" واللاسلكي، مما أسفر عن مقتل وجرح الآلاف، وعرقلت أنظمة الاتصالات الداخلية للجماعة، وأثارت حالة من الجنون في صفوفها، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أن الغارات الجوية غير المسبوقة على مدى الأسبوعين الماضيين أدت إلى تدمير ثلثي ترسانة الصواريخ والقذائف لحزب الله، وقتلت جميع قياداته العليا تقريباً فضلا عن العديد من القادة من المستوى المتوسط.

وبلغت الهجمات ذروتها باغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، وعدد كبير من كبار نوابه.

وفي الثلاثاء الماضي، حققت إسرائيل إنجازاً عسكرياً آخر بصد هجوم صاروخي باليستي إيراني ضخم .

كيف استمر نتنياهو؟

بعد مرور عام على هجمات حماس، قال "أكسيوس" إن أحد الأسباب التي جعلت نتنياهو لا يُعزل وبقاء حياته السياسية آمنة، هو إقناع منافسه السياسي الرئيسي، وزير الدفاع السابق بيني غانتس، بالانضمام إلى حكومة الطوارئ ومجلس الحرب.

ولم يكن نتنياهو مضطرا إلى بذل جهد كبير لتحقيق ذلك.

ففي أعقاب الصدمة التي أعقبت السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تطوع غانتس للانضمام إلى التحالف دون أي شروط تقريباً، ودون أن يضطر نتنياهو إلى الانفصال عن أي من شركائه القوميين المتطرفين في الائتلاف.

وأدى انضمام غانتس إلى الحكومة إلى استقرار ائتلاف نتنياهو، بينما أدى إلى تقسيم المعارضة، التي فشلت في تقديم رؤية بديلة لإسرائيل وزيادة الضغوط على حكومة نتنياهو، وفقاً لـ"أكسيوس".

لكن، بعد أشهر قليلة، "انتهى شهر العسل وعاد رئيس الوزراء إلى مهاجمة غانتس وتهميشه، الذي خسر رأس ماله السياسي بشكل متزايد حتى غادر الائتلاف في يونيو (حزيران)".

وأخيراً، حقق نتانياهو انتصاراً آخر عندما انضم منافسه السياسي اللدود جدعون ساعر إلى حكومته الذي يقول "أكسيوس" إنه كان يحاول إنقاذ حياته السياسية.

ورفض نتانياهو تحمل مسؤولية الفشل الأمني ​​الذي أدى إلى هجمات السابع حماس، وتشكيل لجنة تحقيق وطنية بشأنها.

كما واجه رئيس الوزراء، الاحتجاجات بسبب رفضه الموافقة على اتفاق إطلاق النار، واحتجاز الرهائن في غزة.

موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية