
بينما رحبت المنصات إعلامية "مؤثرة"، بالزيارة التي أداها الرئاسي المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا ووصفتها عدة قنوات بأنها "زيارة تاريخية ومهمة جدا للبلدين"، أحجمت وسائل إعلام أخرى موالية لجماعة الإخوان عن التعليق، مُفضلة الصمت، على ألا تتخطى الخط الأحمر الذي وضعته أنقرة.
تعليقا على هذا الصمت، يرى مراقبون أن تنظيم الإخوان المُصنف إرهابيًا في القاهرة، ويتخذ بعض قياداته من أنقرة مقرًا له، يجد اليوم نفسه في أزمة، فلا تذمره له صدى ولا مناوراته تجد قبولا.
أحجمت وسائل إعلام أخرى موالية لجماعة الإخوان عن التعليق مُفضلة الصمت على ألا تتخطى الخط الأحمر الذي وضعته أنقرة
في السياق، يقول الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم إن بعض أجنحة الإخوان "لاذت بالصمت جبرًا، كونه خيار مَن لا يملك أي خيار آخر في ظل التنبيه والتعليمات التركية الصارمة والواضحة بشدة لأبواقها الإعلامية، بألا حديث يضر المصالح بين البلدين، ولا حديث يعلو فوق صوت الزيارة".
واعتبر عبدالمنعم في تصريحه لموقع "العين الإخبارية"، أن التحذيرات من أجهزة الأمن التركية من أي نشاط سياسي للإخوان أو تصريحات من شأنها أن تعكر صفو العلاقة بين البلدين، كانت -كذلك- وراء حالة الصمت تلك.
تنظيم الإخوان المُصنف إرهابيًا في القاهرة ويتخذ بعض قياداته من أنقرة مقرًا له يجد اليوم نفسه في أزمة فلا تذمره له صدى ولا مناوراته تجد قبولا
بحسب عبدالمنعم، فإن مستوى التقارب والتفاهم السياسي الكبير في ملفات عديدة بين مصر وتركيا في ظل أجواء الزيارة الإيجابية، سيترتب عليه انكماش واضح للإخوان وغيابها تماما عن الحضور؛ كونها فقدت آخر حائط تستند إليه سياسيا.
وأشار إلى أن "الجماعة الآن بلا أدوات حقيقية، فيما تستند شرعية وجودها واستمرارها في تركيا إلى اعتبارات إنسانية فقط".
كما أشار بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لموقع "العين الإخبارية"، إلى أن "هذا التقارب المصري التركي، سيؤدي إلى إنهاء وجود الإخوان في أنقرة إما بتسليم قيادات للقاهرة على ذمة قضايا عنف، أو اعتقالهم، أو ترحيلهم لبلد ثالث خارج تركيا".
هذا التقارب المصري التركي سيؤدي إلى إنهاء وجود الإخوان في أنقرة إما بتسليم قيادات للقاهرة على ذمة قضايا عنف أو اعتقالهم أو ترحيلهم
ومنذ استعادة أنقرة والقاهرة العلاقات الدبلوماسية، تواجه جماعة الإخوان ضغوطا كبيرة في الأراضي التركية، بدأت بالتضييق الإعلامي ووصلت إلى الاعتقالات وسحب الجنسية، بحسب مصادر خاصة تحدثت لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق.
هذا واعتبر الخبير في الإسلام السياسي هشام النجار لـ"العين الإخبارية"، أن تنظيم الإخوان أمام تحول وتطور إقليمي جديد "هو في غير صالحها؛ لأن المزيد من توطيد العلاقات بين مصر وتركيا، يُعد تكريسا لأزمتها وترسيخا لعزلتها، كما يجعلها بلا دور وظيفي.