الإخوان يدعون السلطات المصرية للتصالح... لماذا طرحت المبادرة الآن؟ وماذا سيكون رد السلطات؟

الإخوان يدعون السلطات المصرية للتصالح... لماذا طرحت المبادرة الآن؟ وماذا سيكون رد السلطات؟

الإخوان يدعون السلطات المصرية للتصالح... لماذا طرحت المبادرة الآن؟ وماذا سيكون رد السلطات؟


25/08/2024

وجهت جماعة الإخوان المسلمين دعوة للسلطات المصرية للتصالح، ونداء للعفو عن قادتها وعناصرها، مقابل توقفها عن العمل السياسي.

وكشف الإعلامي الإخواني ماجد عبد الله في فضائية (الشرق) التي تبث من تركيا عن وجود نداء من الرجل الثاني في جماعة الإخوان، ونائب القائم بعمل المرشد العام، الدكتور حلمي الجزار، للسلطات المصرية للعفو عن الجماعة وإطلاق سراح المعتقلين من عناصرها في السجون المصرية مقابل تخليها عن العمل السياسي، وقد كشف مسؤول أمني مصري سابق أنّ هذه المبادرة مرفوضة شكلاً وموضوعاً لعدة أسباب، بل سيتم تجاهلها، وفق ما نقلت (العربية).

وقال مسؤول ملف الإخوان السابق بجهاز الأمن الوطني المصري اللواء عادل عزب، في تصريحات صحفية: إنّ ما يطلبه حلمي الجزار مرفوض من حيث الشكل والمضمون، فمن حيث الشكل لا يصح إطلاق مبادرة لعودة الإخوان إلى مصر دون منحها الشكل الذي يليق بمصر حكومة وشعباً، كما لا يملك الجزار أو غيره الخروج بمبادرة مثل مبادرة الجماعة الإسلامية في التسعينيات إلا في حال صدوره عن مجلس شورى الإخوان، لكن بهذا الشكل والمضمون لا قيمة له، ولن يكون هناك حتى رد رسمي مصري عليه، لأنّه لا اعتبار له.

وأشار اللواء عزب إلى أنّ هناك إشكالية ثانية قائلاً: بفرض السماح للإخوان بالعودة إلى مصر، فما علاقتهم بالتنظيم الدولي للإخوان؟ هل سيقطعون علاقتهم بالتنظيم؟ وإذا سمح لهم بالعودة، فما موقف الإخوان في الدول الأخرى وأجنحة التنظيم المختلفة الموجودة في أكثر من (80) دولة؟ متسائلاً أيضاً: ماذا عن مصير أنشطتهم الاقتصادية وكياناتهم الاستثمارية في الخارج؟.

 

حلمي الجزار يناشد السلطات المصرية للعفو عن الجماعة، وإطلاق سراح المعتقلين من عناصرها في السجون المصرية، مقابل تخليها عن العمل السياسي.

 

وأضاف المسؤول الأمني أنّ الجزار يقول في المقترح إنه سيتم التخلي عن السياسة، وسيقتصر دور الجماعة على الدعوة فقط لمدة (10 أو 15) عاماً، مشيراً إلى أنّ هذا الادعاء سبق أن رددته الجماعة على لسان عبد المنعم أبو الفتوح بعد تفجر القضية (404) لعام 2009، التي وصفوها بأنّها تكسير عظام للجماعة وقطع أذرعها، فقد أعاد المقترح نفسه وهو أنّهم سيبتعدون عن السياسة لفترة معينة، لكنّها كانت مناورات غرضها تهدئة الأجواء لحين إعادة الجماعة مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى أنّه ربما تعود رغبة الجماعة في العودة إلى مصر بسبب ارتفاع تكلفة تواجدها في الغرب، ولكونها باتت تمثل عبئاً مالياً وسياسياً على الدول المستضيفة لها ولعناصرها، وتسبب لهم المشكلات والتوترات بين الدول الفارين إليها ودولهم الأصلية، وهو ما قد يشير إلى وجود ضغوط عليهم من الدول المستضيفة ومطالبتها لهم بالرحيل والعودة إلى بلدانهم وفتح صفحة جديدة مع حكوماتهم، خاصة في ظل أزمات إقليمية واقتصادية تتداعى آثارها على الجميع.

وكانت (العربية نت) قد تلقت رسالة من عناصر بالجماعة في بعض سجون مصر تطلب البراءة والانسلاخ من جماعة الإخوان على غرار ضيوف البرنامج المفارقين للتنظيم.

وتضمنت الرسالة التي أطلق عليها عناصر الجماعة ملتقى "رشد" بالداخل، نداء للمصريين، وكافة فئات المجتمع المصري يطلبون الصفح والغفران عمّا اقترفوه في حق الوطن، واصفين أنفسهم بأنّهم مجموعة من الشباب المصري، خدعوا بشعارات جماعة الإخوان الجذابة البراقة، فانضموا إليها وتدرجوا في عضويتها، حتى تم سجنهم بأحكام مختلفة.

وأضافوا أنّهم تعلموا بالطريقة الأصعب، وبالتجربة والخطأ في رحلة شاقة، أنّ هذه الجماعة ليست كما تبدو عليه، وأنّ طريقها لا يأتي بخير، وأنّ الوطن الآمن المستقر هو خير ما يرجو الإنسان، وأنّ الأمن لا يتحقق بانتهاج العنف، وأنّ الإسلام ليس شعارات ترفع، وإنّما بناء وعمل.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية