
ربط الكاتب السوداني المرموق د. مرتضى الغالي فشل المفاوضات في سويسرا، وعدم مشاركة القوات المسلحة، بالإخوان المسلمين.
وأضاف في مقالة نشرها عبر صحيفة (التغيير) السودانية أنّه ما تزال "حركة الكيزان الظلامية" تتمسّك بالاقتتال، وتناور لإفشال أيّ مسعى للتفاوض حول إيقاف هذه الحرب اللعينة التي أهلكت الحرث والنسل، بعد أن امتلكت قرار قيادة الجيش وشكمت أنوف جنرالات البرهان.
وتابع: "ما يزال الكيزان (جماعة الإخوان المسلمين) يريدون تحويل هذه الحرب الفاجرة إلى (أرمجدون) يرون فيها دمار العالم وفناء الخليقة، وتراودهم الأحلام بأنّهم عائدون إلى السلطة لمواصلة "منظومة السوء" التي ظلوا يمارسونها طوال (30) عاماً، يُضاف إليها الأعوام الـ (4) الماضية...! ولكن هذه المرّة بصورة أشد سوءاً وإجراماً... وذلك انتقاماً من الثورة التي ثلت عرش ضلالهم وجعلتهم يهربون مفزوعين إلى المخابئ والمطارات السرّية ومواقف الحافلات البرية".
وأضاف الكاتب السوداني: بالأمس خرج أحدهم، وهو (أمين حسن عمر)، في صورة كئيبة بائسة وعيون تائهة أقرب إلى "الزغللة"، وقال إنّهم سيناصرون البرهان ويقومون بحمايته إذا حافظ على "ثوابت الدين".
وأوضح الغالي أنّ (أمين حسن عمر) يتحدث باسم حركة الإخوان، وهو أحد قادتهم الذين ظلوا يتقلبون في المناصب حتى قيام الثورة المباركة في كانون الأول (ديسمبر) الميمون، وقد كان التلميذ الأقرب لشيخهم الترابي، رغم أنّه سار في ركاب جماعة المخلوع وأهل "السلطة الزمنية" الذين كان بأيديهم نشب المال والعقار وقائمة الوظائف التي ترتع في ريع الدولة.
وذكر الغالي أنّه لو كان لأمين حسن قدر يسير من الفطنة السياسية لما ذكر الدين "بثوابته ومتحركاته"، ولكان مثل إخوانه أو مناصريهم، فهم الآن لا يتحدثون عن دين ولا عن ثوابت حتى لا يذكّروا الناس بمخازيهم ومتاجرتهم بالدين، وإنّما قلبوا لهجتهم إلى "رطانة أخرى" عنوانها المضلل "كرامة الوطن، وحماية الأعراض، واستعادة البيوت".
وذكر الغالي أنّه لو كان أمين حسن عمر "أميناً حقاً مع نفسه"، لما طالب البرهان بمهمة الحفاظ على ثوابت الدين..! وهو لا شك يعلم أكثر من الآخرين سيرة البرهان ومسيرته، ويدرك تمام الإدراك ما إذا كان من الذين يمكن أن يؤتمنوا على الحفاظ على ثوابت الدين.
وختم مقالته قائلاً: طبعاً من التكرار الممل أن نتحدث بالتفصيل عن سيرة الإنقاذ "الثلاثينية"، وسيرة سلطة البرهان "الحالية"، وما فيهما من وقائع دامية ومؤسفة ومخزية... لا تناقض الدين وثوابته فحسب، وإنّما تطعن كل ما يمّت إلى الإنسانية والشرف.