خلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن... ماذا يحدث قبيل الانتخابات؟

خلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن... ماذا يحدث قبيل الانتخابات؟

خلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن... ماذا يحدث قبيل الانتخابات؟


01/08/2024

تستعد حركة "الإخوان المسلمين" في الأردن للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها في 10 أيلول (سبتمبر) المقبل، وتأتي هذه الاستعدادات من خلال عقد عدد من الاجتماعات لوضع آلية لكسب نتائج إيجابية في المجلس النيابي المقبل، فيما يواجه حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان، أزمة داخلية، بسبب طريقة إدارة عملية اختيار المرشحين للانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 10 أيلول (سبتمبر) المقبل.

ونادراً ما تظهر الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين إلى العلن؛ بسبب سياسة التكتم التي تنتهجها، لكن هذه المرة الوضع يختلف، وهو ما يشي بأنّ القيادة الحالية تواجه صعوبة في احتواء ردود فعل الغاضبين، وفق صحيفة (العرب) اللندنية.

وأعلن النائب والوزير السابق، ورئيس كتلة (الإصلاح) النيابية سابقاً عبد الله العكايلة، عن قراره بعدم الترشح للانتخابات النيابية القادمة، واستقالته "غير نادم ولا آسف" من حزب جبهة العمل الإسلامي.

وجاء قرار العكايلة بعد أيام من تلويح النائب المعروف صالح العرموطي بعدم الترشح للاستحقاق الانتخابي، ومغادرة الساحة السياسية، قبل أن تتدخل قيادة الحزب وتقنعه بالتراجع عن قراره، لما قد يثيره ذلك من تأويلات تمسّ بصورة الجماعة قبيل الانتخابات.

الحباشنة: إخوان الأردن الفصيل الوحيد من التيار الإسلام السياسي بالعالم العربي الذي يشارك بالعملية الانتخابية باستثناء التجربة المغربية

استقالة عبد الله العكايلة من جبهة العمل الإسلامي أو التراجع عنها يبقيان مرتبطين بإعلان أسماء القائمة الوطنية التي ستخوض الانتخابات باسم حزب الإخوان المسلمين، وفق ما نقل موقع (عمون) المحلي.

ويرى متابعون أنّ بيان الاستقالة المختصر حمل الكثير من المعاني والدلالات، لما تضمنه من عبارات غير معهودة عن أعضاء أو قيادات الجماعة، ممّا يعكس حجم الغضب الذي لا يمكن اختزاله فقط في عدم ورود اسم العكايلة في القائمة الوطنية.

 

القيادة الحالية في جماعة الإخوان المسلمين تواجه صعوبة في احتواء ردود الفعل، وبيان العكايلة حمل الكثير من المعاني والدلالات.

 

ولفت المتابعون إلى أنّ من الواضح أنّ هناك احتقاناً من طريقة القيادة الجديدة في إدارة العملية الانتخابية، ولهذا جاءت استقالة العكايلة بعد احتجاج (3) مرات من القيادي البارز المحامي صالح العرموطي، الذي اضطر إلى أن يعلن انسحابه من الترشح، لولا التدخلات التي قام بها عدد من قادة الجماعة والحزب لإعادته إلى السباق الانتخابي.

وفي السياق، قال مراقبون: إنّ جماعة الإخوان تدرك أنّها ليست لها القدرة أو الإمكانية لتحمل غضب السلطة السياسية، وأنّ الأفضل العودة والعمل على تحسين العلاقة معها، وقد تكون الانتخابات النيابية المقبلة فرصتها لتكريس نفسها كرقم صعب داخل الأردن، وهو ما سيفتح لها الباب للحوار مع السلطة.

وأشار المراقبون إلى أنّ هذا أحد الدوافع الأساسية التي ستقود جماعة الإخوان إلى استرضاء القيادات الغاضبة حالياً من طريقة إدارة العملية الانتخابية، لتجنب أيّ إشكالات تضعف موقفها قبيل الاستحقاق.

 

جماعة الإخوان تدرك أنّها ليست لديها القدرة أو الإمكانية لتحمّل غضب السلطة السياسية، لهذا قد تكون الانتخابات النيابية المقبلة فرصتها لتكريس نفسها كرقم صعب داخل الأردن.

 

وأشار الصحفي الأردني فارس الحباشنة إلى أنّ الإخوان المسلمين في الأردن هم الفصيل الوحيد من التيار الإسلامي السياسي في العالم العربي الذي يشارك في العملية الانتخابية، باستثناء التجربة المغربية. 

وأضاف في تصريح صحفي لموقع (صوت الحق) أنّه فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والإخوان، أوضح الحباشنة أنّ هناك حرصاً سياسياً رسمياً على احتواء الإخوان وإشراكهم في العملية السياسية، وبيّن أنّ مشاركتهم في الانتخابات تعكس رغبتهم القوية في العودة إلى الواجهة السياسية، رغم التحديات التي تواجههم في الدول العربية الأخرى.  

النائب والوزير السابق، ورئيس كتلة (الإصلاح) النيابية سابقاً عبد الله العكايلة

ومن ناحية رؤية الإخوان المسلمين في الأردن، أكد الحباشنة أنّهم ما زالوا يحملون رؤية منفصلة تجاه الدولة والهوية الوطنية، ممّا يعكس بعض الجوانب المتطرفة والإقصائية في فكرهم، وخصوصاً في العلاقات الخارجية، بما في ذلك علاقتهم مع حركة حماس، التي ما زالت تشكل تحديات تؤثر على وضعهم السياسي والمؤسسي في الأردن.  

ويرى الحباشنة أنّ الظروف الحالية والهزائم السابقة جعلت حضور الإخوان في المشهد السياسي الأردني محدوداً، ممّا يدفعهم للمنافسة على عدد قليل من المقاعد، في ظل غياب الدعم السياسي الذي كانوا يتلقونه في فترات سابقة، مثل فترة الربيع العربي.

 

الحباشنة: الظروف الحالية والهزائم السابقة جعلت حضور الإخوان في المشهد السياسي الأردني محدوداً، ممّا يدفعهم للمنافسة على عدد قليل من المقاعد.

 

وفي سياق متصل، يشهد الشارع الأردني حراكاً كبيراً من قبل قواعد الإخوان المسلمين استعداداً لخوض الانتخابات، لضمان حصد أصوات للقائمة الحزبية وللقوائم المفتوحة التي سيدعمها الحزب في الانتخابات المقبلة.

ووفق معلومات حصلت عليها (حفريات)، فإنّ الإخوان زجوا في حملاتهم الانتخابية الباكرة  الجمعيات الخيرية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والمؤسسات التعليمية التابعة لهم، لحشد الداعمين، ووجهوا المدراء للبدء في الترويج للمرشحين.

ووفق المصادر ذاتها، فإنّ الجماعة نجحت في جمع تبرعات مالية وعينية من أصحاب مؤسسات ومطابع موالين للجماعة، لاستكمال التجهزات الضرورية للحملات الانتخابية.     

وتشكل الانتخابات المنتظرة أهمية استثنائية بالنسبة إلى حزب جبهة العمل الإسلامي، لا سيّما بعد التعديلات التي أدخلت على قانوني الأحزاب والانتخابات.

 

الإخوان زجوا في حملاتهم الانتخابية الباكرة الجمعيات الخيرية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والمؤسسات التعليمية التابعة لهم، لحشد الداعمين.

 

وتُجرى الانتخابات المقررة في 10 أيلول (سبتمبر)، وفق قانون جديد أقرّ في كانون الثاني (يناير) 2022، رفع عدد مقاعد مجلس النواب من (130) إلى (138) مقعداً، وخُصص منها (41) لقوائم الأحزاب.

وسيتنافس على مقاعد الأحزاب (38) حزباً، ومنها حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أكبر أحزاب المعارضة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية