بموازاة الاقتتال على أرض الواقع... الإخوان يشنون حرباً إلكترونية على السودانيين

بموازاة الاقتتال على أرض الواقع... الإخوان يشنون حرباً إلكترونية على السودانيين

بموازاة الاقتتال على أرض الواقع... الإخوان يشنون حرباً إلكترونية على السودانيين


18/07/2024

 

بموازاة الحرب الدائرة على الأرض في السودان بين كتائب الحركة الإسلامية الداعمة للجيش، وبين قوات الدعم السريع، تخوص جماعة (الإخوان المسلمين) والنظام السابق حرباً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ورغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، والتي أدت إلى مقتل أكثر من (15) ألفاً وتشريد نحو (9) ملايين، وأحدثت خسائر اقتصادية تقدّر بمئات المليارات، إلا أنّ مجموعات سياسية وإعلامية تقودها عناصر المؤتمر الوطني -الجناح السياسي لتنظيم الإخوان- تعمل على الترويج علناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستمرار الحرب ورفض أيّ جهود دولية أو إقليمية لاستئناف عملية التفاوض، وتقوم يومياً بنشر مقاطع فيديو تظهر الجرائم التي ترتكب بهدف التحريض، وتزويد الحرب بالوقود لتواصل اشتعالها، وفق ما نقلت شبكة (سكاي نيوز).

 

مجموعات سياسية وإعلامية تقودها عناصر المؤتمر الوطني -الجناح السياسي لتنظيم الإخوان- تعمل على الترويج علناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستمرار الحرب.

 

ووفق شبكة (الإندبندنت)، فإنّ كارثة الأحداث في السودان لا تقتصر على ما يجري على أرض الواقع، فقد امتدت ظلالها إلى الأثير العنكبوتي، وهي الظلال التي يقتنصها هواة ومحترفو ومرتزقة إشعال الفتنة. 

 

وأضافت الشبكة أنّ مقاطع فيديو وتدوينات فيسبوكية وتغريدات يجري بثها على منصات التواصل الاجتماعي كأنّها عمليات منظمة تنتظر اللحظة السانحة والفرصة الفارقة من أجل الانتشار، وتقوم بها كتائب وميليشيات وأفراد ناشطة، وغيرها من بقايا المنصات التلفزيونية التي تم تدشينها قبل أعوام قليلة بهدف النفخ في النيران، تعمل منذ اللحظات الأولى لتفجر الأحداث الدامية لتمضي قُدماً على طريق تحقيق الهدف: بث الفرقة ونشر الفتنة والصيد في مياه الصراع العكرة؛ بهدف العودة إلى المشهد وحصد الرأي العام السوداني.

 

وخلصت دراسة بشأن خطاب الحرب في السودان إلى أنّ المتناول بـ (فيسبوك) كان له مقدرة كبيرة في تشكيل الآراء وتحديد الاتجاهات.

 

شبكة (إندبندنت): كارثة الأحداث في السودان لا تقتصر على ما يجري على أرض الواقع، فقد امتدت ظلالها إلى الأثير العنكبوتي.

 

وأكدت دراسة نقدية تأثير خطاب مواقع التواصل الاجتماعي في حرب السودان، واستخدامها في بث الشائعات التي تعزز من موقف طرفي الحرب، وذلك بنشر أخبار زائفة وغير موثوقة، للتلاعب بالرأي العام ونشر المخاوف وزيادة حدة الانقسام الاجتماعي، مع المساهمة في نشر خطاب الكراهية، وفق ما نقلت صحيفة (التغيير) السودانية.

 

وتهدف الدراسة التي أعدها د. سانديوس كودي لمناقشة خطاب الحرب خلال (100) يوم الأولى من بدايتها، بالتركيز على (فيسبوك)، كما تناولت تحليل سرديات طرفي الحرب "الجيش برعاية الإخوان، وقوات الدعم السريع"، وردود الأفعال عليها، وحجج المؤيدين للحرب، وخطابات الواقفين ضد حملة "لا للحرب"، وتطرقت لردود الفعل على انتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب تحليل خطاب الحرب اعتماداً على النوع الاجتماعي، وتحليل الخطاب المدني في الحرب وردود الفعل عليه، ثم ردود الأفعال على مبادرات الحل التفاوضي، كما تطرقت الدراسة لدور الشائعة في التضليل الإعلامي ونشر خطاب الكراهية.

 

وخلصت الدراسة التي نوقشت خلال مائدة مستديرة نظمها مركز "الخاتم عدلان" ومنظمة pax  بالعاصمة الأوغندية كمبالا، أول من أمس، إلى أنّ المتناول خلال صفحات (فيسبوك) كان له مقدرة كبيرة على تشكيل آراء القراء وتحديد اتجاهاتهم حول القرار من الحرب، وتحديد شكل تناول المواضيع المختصة بالحرب؛ ممّا أسهم وأثر سلباً على جهود نشر خطاب السلام.

 

مقاطع فيديو وتدوينات فيسبوكية وتغريدات وصور يجري بثها على منصات التواصل الاجتماعي كأنّها عمليات منظمة تقوم بها كتائب وميليشيات ناشطة.

 

ولاحظ كودي تغييراً في حدة الخطاب بعد (3) أشهر من الحرب، وكانت في الفترة الأولى، السمة الغالبة هي التشدد والمغالاة ورفض كل الحلول التفاوضية، ثم أصبح شرط ميلان ميزان القوى لصالح الجيش وجماعة الإخوان المسلمين شرطاً للتفاوض، قبل أن يسود خطاب يعتقد أنّ رفع الغطاء السياسي عن قوات الدعم السريع هو السبيل لإنهاء الحرب.

 

وبعد إطالة أمد الحرب بدأ ترديد خطابات عن وجود خيانة داخل الجيش، أو أنّ البعض له المصلحة في عدم تحقيق النصر، وتمّت الإشارة إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تحديداً بإطلاق حملات تطالبه بفك يد القوات المسلحة لحسم المعركة، بل تمت المطالبة بإقالته أحياناً، كما ذكرت الدراسة، وهذا أيضاً بدافع من الحركة الإسلامية التي أرادت أن تنقل للجميع أنّها هي من تدير الرأي العام السوداني، وتتحكم بالإعلام الرسمي وبمواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما أكد مراقبون لـ (حفريات).

 

أخبار زائفة وغير موثوقة للتلاعب بالرأي العام ونشر المخاوف وزيادة حدة الانقسام الاجتماعي، مع المساهمة في نشر خطاب الكراهية.

 

وأكدت رئيسة تحرير صحيفة (التغيير) الإلكترونية رشا عوض تراجع خطاب الحسم العسكري، وتبنّي خطاب أكثر ليونة تجاه قوات الدعم السريع. وأشارت إلى حدوث انقسام داخل معسكر دعاة الحرب بين من يدعون إلى التفاوض والتسوية، وبين من ينتقدون القيادة العسكرية.

 

وتطرقت أيضاً إلى حملات التنمر والإساءات الشخصية الموجهة ضد النساء، والتي تُعدّ قاسماً مشتركاً بين دعاة الحرب من كلا الطرفين، دون تضامن من أيّ جهة. وشددت على أنّ الخصومة السياسية يجب أن يكون لها حدود، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالنساء.

 

وأوضحت أنّ حجب بعض الصفحات على (فيسبوك) لم ينجح في تحجيم خطاب الكراهية، فقد تم اللجوء إلى بدائل؛ مثل إنشاء قنوات على (يوتيوب) وتوزيع المحتوى عبر (واتساب) و(تيك توك).  

 

الحركة الإسلامية أرادت أن تنقل للجميع أنّها هي من تدير الرأي العام السوداني، وتتحكم بالإعلام الرسمي وبمواقع التواصل الاجتماعي.

 

ووفق ما رصد (حفريات)، فإنّ مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة (فيسبوك) الذي يُعتبر من أكثر المواقع رواجاً في السودان، تشهد حرباً شعواء، لكن في الغالب يكون فيها المتفوق، بحسب مؤشرات الـ (سوشيل ميديا)، "المشاركات والمتابعات والإعجابات" هم جماعة الإخوان المسلمين؛ بسبب هيمنتهم على أبرز وسائل الإعلام في السودان من صحف وقنوات وإذاعات، لهذا فإنّ ظهور الجيش يُعتبر هو المنتصر عبر الـ (سوشال ميديا).

 

وأضاف مراقبون أنّ الراصد لـ (فيسبوك) بالتحديد، يدرك سريعاً أنّ القائمين على الحسابات الداعمة للجيش هم كتائب منظمة بعكس المؤيدين لقوات الدعم السريع، لأنّ أيّ فيديو وأيّ خبر يوافق سردية الحركة الإسلامية ينتشر خلال دقائق قليلة، وهذا يؤكد أنّ الإخوان يسعون جاهدين لحصد الرأي العام لاستكمال مخططاتهم بالعودة إلى سدة الحكم.

 

كما رصد مراقبون أنّ كتائب الإخوان تشن حرباً ضد أيّ حملة مناهضة للحرب تطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتتزامن مع حملة "بلوكات وتقارير" لإفشالها، وهذا ينجح بالغالب، لهذا فإنّ تأثير القوى المدنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي محدود جداً.

 

مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة (فيسبوك)، تشهد حرباً شعواء، لكن في الغالب يكون المتفوق فيها، بحسب مؤشرات الـ (سوشيل ميديا)، هم جماعة الإخوان المسلمين.

 

وفي السياق، قال الكاتب الصحفي صلاح شعيب في مقالة له: إنّ الحركة الإسلامية وظفت الأموال التي نهبتها لقلب الحقائق على الأرض، وابتزاز القوى ‏الوطنية عبر حملات إلكترونية لتشويه تنظيماتهم وقادتها، واستخدام لغة تخوين مكثفة ضد كل من ‏يرى ضرورة إيقاف الحرب، وهذا أوضح أنّ فكرتها الرئيسية هي خلط الأوراق السياسية ‏لإظهار المكون الثوري بأنّه الواجهة السياسية لقوات لدعم السريع.‏

 

وأضاف شعيب أنّه مهما استطالت مساحة الباطل الإعلامي لقلب الحقائق، وكثُرت حملات ‏الابتزاز ضد قوانا السياسية الحيّة، وتخوين الشرفاء من المطالبين بإيقاف الحرب، واستخدام ‏أقذع عبارات الشتم، فسيظل النضال مستمراً ضد مشاريع الإخوان للعودة إلى الحكم، أو تمزيق ‏البلاد‎.‎ 

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية