
مع تواصل الاحتجاجات الغاضبة بإيران التي لم تنقطع منذ أيلول (سبتمبر) الماضي يواصل النظام الإيراني قمعها بطرق مختلفة، وقد قام في آخر إجراءاته باعتقال (40) مواطناً أجنبياً خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي عن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مسعود ستايشي الثلاثاء.
وأغلقت السلطات الإيرانية صحيفة "جيهان سانات" (عالم الصناعة) الاقتصادية بعد توجيهها اتهامات إلى قوات الأمن، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفاد الثلاثاء موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.
اتهمت مجموعات حقوقية قوات الأمن الإيرانية باستخدام الرصاص الحي وأسلحة مختلفة لقمع المحتجين في المناطق التي يقطنها الأكراد
وأفاد بيان صادر عن وزارة الثقافة أنّ "صحيفة جيهان سانات اليومية أغلقت الإثنين، بسبب انتهاكها قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي"، دون الإشارة إلى تفاصيل عن القرارات.
وكانت صحيفة "سازانديجي" الإصلاحية قد أوردت في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) أنّ "أكثر من (20) صحافياً ما يزالون قيد الاعتقال"، واستدعت السلطات عدداً من الصحافيين الآخرين.
هذا، واتهمت مجموعات حقوقية قوات الأمن الإيرانية الإثنين باستخدام الرصاص الحي وأسلحة مختلفة لقمع المحتجين في المناطق التي يقطنها الأكراد غرب إيران، في تكثيف للحملة الأمنية التي أودت بـ (13) شخصاً خلال الساعات الـ (24) الأخيرة.
مجموعة هانكاو: قوات الأمن قتلت (13) شخصاً خلال الساعات الـ (24) الأخيرة
وذكرت مجموعة "هنكاو" الحقوقية، ومقرها النرويج، أنّ القوات الإيرانية قصفت خلال الليل مدن بيرانشهر ومريوان وجافانرود، ونشرت تسجيلات مصورة سمع فيها صوت الأسلحة الثقيلة والرصاص الحي، وأفادت بأنّ قوات الأمن قتلت (13) شخصاً خلال الساعات الـ (24) الأخيرة؛ (7) في جافانرود، و(4) في بيرانشهر، و(2) في أماكن أخرى.
وذكرت "هنكاو" أنّ فتى يبلغ من العمر (16) عاماً، يدعى كاروان قادر شكري، كان من بين (6) أشخاص قتلوا بنيران قوات الأمن الأحد، وأضافت أنّ شخصاً آخر قتل عندما أطلقت قوات الأمن النار على الحشود التي كانت تحمل جثمان الفتى إلى المسجد.
بدورها، نشرت منظمة حقوق الإنسان في إيران تسجيلات مصورة قالت إنّها تظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين في بيرانشهر، وأظهرت التسجيلات والدة كاروان قادر شكري وهي ترمي نفسها باتجاه جثة ابنها بينما كانت تنقل ليتم دفنها.
هذا، وباتت الاحتجاجات التي أثارتها وفاة مهسا أميني من بين التحديات الأكبر لنظام الجمهورية الإسلامية منذ ثورة عام 1979، ولفت محللون إلى أنّ لجوء قوات الأمن إلى العنف أشعل مزيداً من التظاهرات، وقد باتت حشود ضخمة تشارك في الجنازات والأربعينيات.