بعهد الإخوان.. خطة أردوغان للسيطرة على التعليم في مصر

بعهد الإخوان.. خطة أردوغان للسيطرة على التعليم في مصر


28/02/2021

كشف وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور محمد صابر عرب عن مخطط تركي لنشر التعليم والثقافة في مصر خلال عهد الإخوان وبمباركة قيادات الجماعة خلال تولي فترة محمد مرسي الحكم.

إلى ذلك، قال عرب لـ"العربية.نت" أنه خلال عهد الإخوان وأثناء توليه حقيبة وزارة الثقافة، لاحظ محاولات الأتراك بقيادة رجب طيب أردوغان لاختراق المجتمعات العربية بعدة وسائل من خلال نشر الثقافة والدراما التركية حتى الثقافة الغذائية التركية من خلال افتتاح عدة مطاعم تركية في عدة دول عربية، مضيفا أن تلك المحاولات زادت كثيرا عقب وصول الإخوان للحكم ووجدت طريقا رسميا للنفاذ منه للمجتمع المصري.

وأضاف أن تركيا أنشأت عدة محال تجارية شهيرة ومطاعم في مصر خلال عهد الإخوان، في محاولة لفتح أسواق جديدة للمنتجات التركية على حساب المنتجات المصرية، وساعدهم قيادات الجماعة على ذلك من خلال تسهيلات كثيرة.

مدارس تركية في كل مصر

وأشار إلى أن تركيا خططت لإنشاء عدة مدارس في مصر لنشر اللغة التركية وتخريج أجيال جديدة من الشباب والنشء يدرسون الثقافة والمناهج التركية، وإعادة أوهام الرئيس التركي رجب أردوغان بعودة الخلافة العثمانية مجددا، من خلال الغزو الفكري والثقافي والتعليمي.

كما أضاف أنه فوجئ في أحد الأيام وخلال تواجده في مكتبه بالوزارة برجال أعمال أتراك وبصحبتهم السفير التركي في مصر يطلبون مقابلته، وعندما قابلهم أكدوا له أن لديهم مدرسة تركية في منطقة التجمع الخامس شرق القاهرة، وأنهم ينوون التوسع وإقامة فروع للمدرسة في كل محافظات مصر طالبين دعمه ووساطته.

اللغة التركية قبل العربية

وقال إن حجتهم ومبررهم لذلك هو دعم العلاقات المصرية التركية، وزيادة التقارب بين الشعبين، مؤكدا أنه اكتشف أن المدرسة تعلم الطلاب اللغة التركية والإنجليزية وتضع اللغة العربية في مرحلة تالية وكمادة غير أساسية، وكانت الفكرة واضحة جدا، وهي تخريج الناطقين بالتركية في مصر، والتغول في نشر الثقافة التركية بالبلاد وهو ما كان خطرا كبيرا.

كما ذكر الوزير المصري الذي شغل المنصب في الفترة من العام 2011 وحتى العام 2014 أن أصحاب هذه المدرسة وغيرهم من رجال الأعمال الأتراك كانوا مدعومين من قيادات الجماعة، ويقابلون وزراء الوزارات الخدمية كالتعليم والصحة وغيرها بتوصيات من قادة الإخوان، مضيفا أنهم طلبوا دعمه في تنفيذ فكرة نشر المدارس التركية والترويج للفكرة وشيوعها وهو ما رفضه.

الوقوف بوجه المشروع الإخواني

وأكد الوزير تصديه للمشروع الإخواني والتركي، مؤكدا فشل الجماعة في اختراق المؤسسات الثقافية، كما وقف ضد محاولات تركيا وأردوغان لإعادة تصحيح المفاهيم الموجودة في المناهج المصرية عن الحكم العثماني، حيث طلب أردوغان ذلك رسميا من الجامعة العربية خلال تولي عمرو موسى منصب الأمين العام للجامعة.

وذكر عرب أنه رد على ذلك وقتها وبوضوح، وطالب الأتراك بتقديم اعتذار رسمي على فترة احتلالهم للعالم العربي، وما أحدثته في دولنا من تخلف وجهل، فخلال سنوات العثمانيين من القرن السادس عشر وحتى بداية الحرب العالمية الأولى في القرن العشرين، وهي فترة انطلاق النهضة الأوروبية الحديثة، وقطعت فيها دول أوروبا شوطا كبيرا نحو الحضارة، كنا قد وقفنا على يد العثمانيين عند نهاية العصر المملوكي، وأصبح الفارق الثقافي والحضاري بيننا وبين الأوروبيين نحو 4 قرون من الزمن، مشيرا إلى أنه طالب أردوغان والأتراك بالاعتذار عن تلك الحقبة وتقديم تعويضات مالية كبيرة مقابل الخسائر التي لحقت بنا، بدلا من السعي لتصحيح الصورة التي كانت في الأساس صورة سلبية ومؤسفة.

فرصة السيطرة على مصر

وكشف الوزير المصري أن الأتراك وقيادات حزب أردوغان كانوا مستقوين جدا بقيادات الإخوان في مصر، وكانوا يحاولون استغلال تلك الفرصة للسيطرة على مصر تعليميا وثقافيا وفكريا، ومن ثم يسهل عليهم إعادة وهم الخلافة وإقامة الدولة الإسلامية الواحدة، متسائلا "أي دولة تلك التي يرغبون في قيامها وتاريخهم معنا واحتلالهم لنا أوصلنا لبئر سحيق من الجهل والتخلف عن ركب الحضارة الحديثة".

وقال إن السفير التركي السابق في القاهرة تواصل معه مجددا وطالبه بالتوسط لمقابلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأخبره - أي السفير - أن حكومة بلاده سوف تتبرع بـ5 آلاف خروف لفقراء المصريين خلال العيد، واشترط أن يعلن شيخ الأزهر ذلك بنفسه، مؤكدا أنه رفض إبلاغ شيخ الأزهر بالأمر، ولم يتوسط لطلب السفير من الأساس.

عن "الحدث نت"

الصفحة الرئيسية