الكشف عن جهاز حوثي وراء الجرائم الأخلاقية

الكشف عن جهاز حوثي وراء الجرائم الأخلاقية


18/03/2019

شھدت العاصمة صنعاء، الأسبوع الماضي، مسیرة غاضبة، ضد الجماعة الانقلابیة وتندیدا بجرائم الاختطاف؛ وذلك على خلفیة اختطاف 7 فتیات تشھدھا صنعاء، في یوم واحد فقط.
أحدث جرائم الاختطافات التي ترتكبھا ملیشیا الحوثي في العاصمة صنعاء ومدن یمنیة أخرى، وقعت قبل أیام، حینما اختطفت الطفلة، غدیر العصري، عقب خروجھا من مدرستھا في العاصمة صنعاء، وست فتیات أخریات، الأمر الذي أثار سخط وغضب سكان العاصمة لتثور نساء العاصمة في مظاھرة منددة بظاھرة جرائم الاختطاف للفتیات التي تشھدھا صنعاء ومناطق سیطرة الملیشیا الانقلابیة، منذ انقلابھا على الشرعیة الیمنیة وسیطرتھا على مؤسسات الدولة، لیؤكد وقوف ھذه الملیشیا وراء ھذه الجرائم الاخلاقیة، تقاریر أمنیة وأخرى حقوقیة لمنظمات مختصة ونشطاء ومحامین، عن جمعیات ومنظمات وخلایا حوثیة تدیر شبكة دعارة واتجار بالبشر، یشرف علیھا زعیم الجماعة عبدالملك الحوثي، وتدیرھا قیادات وناشطات بارزة في الجماعة، بینھم وزراء و أعضاء في الجماعة.

موظفون في منظمات الأمم المتحدة، وجنسیات عراقیة ولبنانیة وباكستانیة وإفریقیة، تعمل على الایقاع ببنات القیادات المدنیة والعسكریة -السیاسیة والتجاریة والعسكریة- لخصوم الجماعة أو موالین ممن تدور الشكوك بولائھم، وذلك لممارسة الابتزاز السیاسي وضمان بقاء آباء وأھالي ھذه الفتیات یدینون بالولاء للانقلابیین.. وأیضاً لجني المزید من الأموال لتغطیة نفقات حربھا المشتعلة منذ قرابة 5سنوات عجاف، من خلال الاتجار بالأعضاء البشریة وإدارات شبكة دعارة.. ھذا التوجھ والسیاسة تنتھجھا أجنحة ملالي إیران في المنطقة العربیة.. حیث كشفت تقاریر لمنظمات دولیة عن مافیا للاتجار بالبشر وشبكة دعارة تدیرھا ملیشیا الحشد الشعبي في العراق وسوریا ولبنان، قبل أن تنظم الملیشیا الحوثیة إلى ھذه التقاریر.
وعلمت ”26 سبتمبر“ من مصادر أمنیة رفیعة في العاصمة صنعاء، أن غدیر العصري، اختطفت، الأربعاء الماضي، بعد خروجھا من مدرستھا في حي عصر نفس الیوم من أحیاء أخرى في صنعاء. في وقت تتزاید فیھا حالات الاختطاف للفتیاتغرب العاصمة- وأنھا لم تعد إلى منزلھا بالتزامن مع اختطاف ست فتیات أخرى في والاطفال من قبل ملیشیا الحوثي الانقلابیة.
وجراء تنامي ھذه الظاھرة، سادت المخاوف لدى السكان الذین اضطر كثیر منھم إلى منع بناتھم ونسائھم وأطفالھم الخروج من المنازل والذھاب إلى المدارس أو إلى الحدائق العامة خشیة تعرضھن للاختطاف.
وحیال ھذه الجرائم، كشفت مصادر أمنیة وأخرى حقوقیة متطابقة لـ“26سبتمبر“: أن قیادات حوثیة -من خلال جمعیات خیریة ومنظمات إغاثیة وإنسانیة- تدیر شبكة كبیرة
للإتجار بالبشر والدعارة السیاسیة والتجسس والاغتیالات واختطاف النساء لإجبارھن على العمل لصالح الملیشیات الحوثیة من خلال ”جھاز مكافحة الحرب الناعمة“، الذي أنشأه المجلس السیاسي بتوجیھ من عبدالملك الحوثي، مطلع العام 2015م، بعد شھرینمن سیطرة الجماعة على العاصمة صنعاء.

وأوضحت المصادر لـ“26سبتمبر“ أن الملیشیا الایرانیة شكلت عقب سیطرتھا على العاصمة صنعاء، جھازاً امنیاً خاصاً بإدارة خلایا وشبكات دعارة للإیقاع بفتیات للجماعة ولضمان ولائھم للجماعة، والایقاع بموظفي المنظمات الحقوقیة الأممیة للعملبنات- الخصوم السیاسیین وقیادات تنتمي لما یسمون بالھاشمیین المشكوك في ولائھم في صفھا، وتجییر مواقفھا وتقاریرھا لصالح الانقلابیین في المحافل الدولیة، فضلاً إلى الثراء الفاحش وجني الاموال لتمویل حرب الجماعة من وراء الاتجار بالبشر وشبكة الدعارة التي امتھنتھا الملیشیا الحوثیة الإیرانیة في الیمن.
وأضافت: أن مقاطع الفیدیو المخلة التي سربتھا ملیشیا الحوثي لما یسمى وزیر الخدمة المدنیة المعین من قبلھا (طلال عقلان)، كانت إحدى عملیات جھاز مكافحة الحرب الناعمة التابع لجماعة الحوثي الانقلابیة، للتخلص من أتباعھا أو من یتحالفون معھا، أو
والوھا في انقلابھا على الشرعیة الیمنیة، مؤكدة أن ھناك الكثیر من القیادات التي ساندت الجماعة منذ انقلابھا في 21 سبتمبر 2014م، أوقعت بھا الملیشیا في قضایا آداب ووثقتھا من خلال تصویرھا فیدیو أثناء ممارستھا الجنس مع فتیات من أسر
سلالیة أو وفتیات أخرى قریبات من قیادات غیر ھاشمیة تشك جماعة الحوثیین بولائھا لھا.
جھاز أمني بصورة منظمة
أكدت المصادر الأمنیة التي فضلت عدم ذكر ھویتھا خشیة من بطش الجماعة الحوثیة، أن ھذا الجھاز یقوده شقیق زعیم الجماعة، یحیى الحوثي ما یسمى بوزیر التربیة والتعلیم في حكومة الانقلاب غیر المعترف بھا، وینوبھ القیادي في الجماعة وزیر الریاضة، حسن زید، ویضم في عضویتھ، حسین البیطار والناشطة الحوثیة رضیة المتوكل وغیرھم.

موظفون في مكاتب الأمم المتحدة بصنعاء قالوا: إن عناصر جماعة الحوثي وخصوصاً المشرفین على السجون وأجھزة المخابرات -(البحث الجنائي والأمن السیاسي والقومي ووزارة الشباب وبعض المنظمات المدنیة)- في النصف الثاني من العام 2015م، بعد سیطرة جماعة الحوثیین على مرافق الدولة، بدأوا بإنشاء دور لتجارة الدعارة انتشرت في مناطق متفرقة في صنعاء، لتصبح بعض ھذه الأماكن معروفة لدى العدید من الزبائن الذین یترددون علیھا لممارسة الجنس مقابل دفع مبلغ من المال، مع فتیات یتم اصطیادھن بعدة طرق منھا الاختطاف وتلبیسھن تھم الفعل الفاضح للزج بھن الى السجن ما یضطر أسرھن إلى التخلي عنھن بدوعى العار الاجتماعي لتصبح تلك الفتیات لا مأوى لھن و بضاعة معروضة في دور الدعارة التي أنشأتھا جماعة الحوثي الإیرانیة، على غرار ما یجري في العراق من قبل ملیشیا الحشد الشعبي.

مكافحة الحرب الناعمة
كشف الناشط الحقوقي مصطفى محمود، عن (جھاز مكافحة الحرب الناعمة) تابع لجماعة الحوثي یتم الایقاع بفتیات المسؤولین والقیادات المتحوثة المحسوبة على الرئیس السابق صالح لضمان ولاء اھالیھن للجماعة.. مؤكدا أنھ تمكن من الوصول إلى خمس فتیات ممن تعرضن للإیقاع بھن من قبل الجھاز الأمني للحوثیین، استطاع إقناع ثلاث منھن لتوثیق شھاداتھن واسرھن صوت وصورة لیتم عرضھا على منظمات حقوقیة دولیة قادرة على توفیر الحمایة لھن ولأسرھن وإنصاف المجتمع الیمني والاقتصاص من ھذه الملیشیا.
وأضاف إن الحوثیین من خلال جھاز مكافحة الحرب الناعمة، الذي یتكون من عدة خلایا لكل منھا مھام مخصصة، حیث یقومون بتدریب الضحایا على التجسس واستخراج المعلومات وینشروھن في الأعراس ویزودوھن بكامیرات على شكل قنینة میاه یصعب تمییزھا عن قنینة المیاه، وھي عالیة الجودة في التصویر، صناعة كوریة، یتم تصویر النساء فیدیو ثم یجبروھن بالتجسس على أزواجھن وأقربائھن.
ید الحوثي في الشبكة

وقال مصطفى: إن عدداً من القیادات الحوثیة المنتمیة إلى ما یسمى بالھاشمیین تدیر جھاز مكافحة الحرب الناعمة منھم أحمد شرف الدین، صھر عبدالملك الحوثي، قائد الملیشیا -متزوجان شقیقتان- وھو حلقة الوصل بین جماعة الحوثي وحزب الله اللبناني، إلى جانب مھمتھ في الجھاز الإشراف العام ومسؤول حفظ مقاطع الفیدیو.. وھذه المھمة بتوجیھات مشددة من قبل عبدالملك الحوثي شخصیاَ، وھذا یعتبر أھم وأخطر مسؤولیة في جھاز المكافحة. بینما الضابط، أحمد البشاري، فھو مسؤول الضبط والإحضار في جھاز المكافحة، مھمتھ ضبط وإحضار الفتاة التي بدأت تتملل وشعروا أنھا ممكن تفشي أسرارھم أو التي تخرج عن حدود المھمة الموكلة لھا، وإحضارھا إلى مدیر البحث الجنائي، سلطان زابن، مع مقاطع الفیدیو التي صوروھا في بدایة استدراجھا والإیقاع بھا حتى تنفذ أھداف الجھاز، وتكون مكافئة نھایة خدمتھا بأن یعتقلونھا بتھمة الدعارة
ویبتزون أسرتھا ویفرجون عنھا بمبالغ مالیة ضخمة.
مسؤولة الشبكة في الجامعات
وقال: إن القیادیة الحوثیة، الدكتورة ابتسام المتوكل ھي مسؤولة على شؤون الجامعات داخل الجھاز وفي مكتب الحوثیین ( أنصارالله)، والتي تتخذ من مؤسسة تنمیة القیادات الشابة مقرآ سریاً لھا.. وھي بالطبع أستاذة في كلیة الآداب جامعة صنعاء، وتدیر عدداً
من منظمات المجتمع، كما أنھا شاعرة ومتزوجة من شاعر كویتي مشھور.. مضیفاً: أن ابتسام المتوكل تدفع بالفتیات من كلیة الآداب إلى منظمة تنمیة القیادات الشابة (جھازمكافحة الحرب الناعمة)، لیتم الایقاع بالضحایا وتصویرھن وتجنیدھن بعد ذلك في التجسس على طالبات جامعة صنعاء والجامعات الاھلیة والتجسس على الناشطات الیمنیات، والكشف عن النساء المعارضات للملیشیات الانقلابیة لیتم اختطافھن من قبل كتیبة الزھراء المسلحة التي تعمل ضمن ادارة جھاز مكافحة الحرب الناعمة. بینما فردوس المتوكل مسؤولة المؤسسة، مھمتھا في جھاز الحرب الناعمة، ھي مسؤولة الخلیة التنفیذیة المختصة بالایقاع بالضحایا من نساء و رجال وتصویرھم ، وتضم ھذه الخلیة بقیادة فردوس المتوكل مجموعة من الفتیات الیمنیات ومن الشباب العراقیین والسوریین واللبنانیین والباكستانیین والأفارقة، مھمتھم في الجھاز تنفیذیة یتلقون توجیھاتھم المباشرة من فردوس المتوكل.

وأضاف: أن القیادیة الحوثیة انطلاق المتوكل ھي المسؤولة المالیة للجھاز، والقیادیة، أمل شرف الدین المسؤولة التنفیذیة لمجموعة الفتیات المكلفات باستدراج الرجال والإیقاع بھم.
بینما القیادیة الحوثیة، صفاء راویة، ھي مسؤولة الموارد البشریة في مؤسسة تنمیة القیادات الشابة، ومسؤولة الإعداد والتجھیز في جھاز المكافحة.
اصطیاد قیادات متحوثة
وأشار إلى أن الجھاز یستھدف الایقاع بالقیادات المتحوثة والتي یخشى الحوثیون من خروجھم علیھم والعمل ضدھم، أو العمل مع التحالف والشرعیة من خلال منصبھ القیادي داخل الجماعة، فتكون تلك المقاطع التي یتم الاحتفاظ بھا في مكان سري بحوزة – عدیل قائد الملیشیا، أحمد شرف الدین، لضمان بقائھم مع الحركة والتضحیة معھا إلى آخر قطرة دم، بالإضافة الى استھداف الایقاع بنساء قیادات الحلفاء السیاسیین للحوثیین، ونساء التجار الوسطاء بین ألملیشیات والدول المنتجة للسلاح والمخدرات والنفط، وأجھزة التجسس والسموم الخاصة بالاغتیالات.

الإیقاع بخبراء المنظمات الاممیة
وتابع الناشط مصطفى محمود قائلاً: أن الاستشاري في عدید من المنظمات الدولیة والمنتمي للطائفة الإسماعیلیة، حسین البیطار، ولھ علاقات دولیة، ویجید عدة لغات أجنبیة ولھ نفوذه في لجنة الشؤون الانسانیة التابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولیة أخرى تم الایقاع بھ من خلال مجندتین قامتا  تصویره وھو معھن في وضع مخل. ھو یدعي استقلالیته وعدم ارتباطه بالحوثیین. لكن في الحقیقة ھو یعمل حالیاً تحت الابتزاز المنسق العام بین مؤسسة تنمیة القدرات الشابة (جھاز مكافحة الحرب الناعمة) وبین المنظمات الدولیة، ویقدم خدمات جلیلة في ھذا الجانب.

وفي السیاق، تحدث موظف إحدى المنظمات الأممیة -فضل عدم ذكر اسمھ- أنھم قاموا بتتبع جذور قضیة الایقاع بالفتیات و استغلال السجینات في شبكة دعارة لصالح جماعة الحوثیین، فقال لـ“26سبتمبر“: حاولنا أن نلتقي ببعض الضحایا ومعرفة من یقف خلفھا، لنكتشف انھا تجارة منظمة تشارك فیھا العدید من الجھات التابعة لجماعة الحوثي.. وأكد أنھم التقوا بسجینات وعدد من الضحایا.
وأفادت إحدى السجینات في سجن النساء المركزي الكائن في منطقة الجراف بصنعاء -40سنة- مسجونة على ذمة تھم مالیة -كما تقول- للنشطاء، أن امرأة تدعى“أم حبیبة“ تقوم بإدارة سلسلة دور دعارة في صنعاء منھا دار في حي الأصبحي -جنوب العاصمة صنعاء- وآخر في حي الصافیة  شرقا- وآخر في حي الأندلس بمذبح -شمال غرب- وفي حي السنینة وحي حدة وغیرھا.
وأشارت إلى أنھ یتواجد في كل ھذه الدور أو في بعضھا مجموعة من الفتیات والنساء الضحایا التي تم توریطھن وإیداعھن في ھذه الدور للمتاجرة بھن.
تھم كیدیة
فتاة في صنعاء (20سنة)، یتیمة الأب، تزوجت وعمرھا 18 عاماً، ولم تحظ بالوفاق في بیت الزوجیة، اشتكت لإحدى جاراتھا التي تسكن في حي شمیلة سوء المعاملة الزوجیة التي تسود حیاتھا، نصحتھا جارتھا بالھرب إلى أھلھا، ویبدو أن أھلھا أرجعوھا مرغمة إلى زوجھا مجددا، ليشتھر  صيتھا في محیط معیشتھا، یوما ما خرجت إلى الشارع وتم القبض علیھا من قبل نقطة أمنیة وإرسالھا إلى السجن المركزي بصنعاء دون العبور على النیابة والمحكمة -ویبدو أن ھناك رصداً مجتمعیاً من قبل الجماعة في أحیاء صنعاء- تم إیداعھا السجن بتھمة الفعل الفاضح، ولأنھا فتاة حسناء وفي عمر الشباب بدأ المدعو أبو طھ بالمتاجرة بھا وعرضھا على الزبائن، وحین علمت منظمة محلیة معنیة بالنساء مشكلتھا بدأت بتعقب القضیة، واتخاذ إجراءات قانونیة رغبة في تقدیم العون القضائي لھا، قام فریق من المنظمة بزیارة السجن لیواجھ المزید من العراقیل منھا إنكار القائمین تواجدھا وعدم تسھیل مھمة الفریق، بعد سلسلة من الإجراءات اعترف بعض القائمین بوجودھا ورفضوا تسلیمھا بحكم برائتھا من التھمة الموجھ إلیھا، بعد الموافقة على تسلیمھا للمنظمة، اعترفت بكل مایجري داخل السجن والتي تم سرده سابقا ومن قبل من تم ذكرھم، تم اختطاف زھور مجددا بعملیة خاطفة بعد أن تم إخضاعھا لبرامج تأھیلیة متنوعة من قبل المنظمة، لم تمض فترة طویلة لیتضح بأنھ تم إیداعھا في إحدى دور الدعارة بحي الأصبحي التي یتمتع بحمایة مشددة، ولا یجرؤ الناشطون والمنظمات المحلیة والدولیة على بذل أي وساطات لإنقاذھا لأنھا تتمتع بنفوذ  يرتبط بقیادات الجماعة.

حصار خانق
تعیش الفتیات الضحایا التي تم إیداعھن في دور البغاء حصاراً خانقاً یتمثل في الحمایة المشددة لھذه الدور، والرقابة الدائمة الشدیدة في اللیل والنھار، حیث أفاد ناشط حقوقي بأن فتاة سجینة في مركزي صنعاء، كان یقدم لھا عونا قضائیا، لیتفاجأ بأنھ تم إخفاؤھا من السجن، وبعد مرور أشھر قامت بمراسلتھ من تلفون أحد الزبائن المترددین على دور الدعارة بعد أن أقنعت الزبون بأنھا تود التواصل مع أھلھا وتوددت إلیھ كثیرا، لتفیده بأنھ تم نقلھا إلى مكان للدعارة وإجبارھا على ذلك، وقد حاولت مرارا التسلق على السور محاولة الھروب لكن یتم إرجاعھا وإیساعھا ضربا وإرغامھا على الجلوس مع الزبائن، كما أفادت للناشط بأنھا حاولت الانتحار مرات ولم تتمكن من ذلك فھي تعیش رقابة مشددة، وتنتمي ھذه الفتاة البالغ عمرھا 32عاماً إلى محافظة خارج صنعاء، لكنھا تواجدت في صنعاء للدراسة، ورفض الناشط تحدید المكان الذي تقبع فیھ الفتاة إذا كانت قد أفصحت لھ عن ذلك، معلقا بأنھ لایستطیع الإفصاح عنھ في ھذه المرحلة.
ناشطون یلتقون بضحایا
وأضافوا أنھم سألوا سجینة كبیرة في السن، كانت متواجدة، عن التغذیة التي تقدم للسجینات ھل ھي كافیة وتغطي الاحتیاج الیومي؟ أجابت بأن ھناك تمییزاً في صرف التغذیة بالكم والنوع، وحین سألناھا لماذا یتم ھذا التمییز؟ ابتسمت ولم تجب، كنا مصرین على الإجابة فقالت: “ الأكل الممیز یعطى للشباب ”، في إشارة إلى من یتم استثمارھن في تجارة الدعارة.

وكشف حقوقیون عن لوبي رفیع تحمیھ قیادات الجماعة على إیقاع النساء البریئات لیتم الزج بھن مكرھات إلى ھذه الدور وھذه الممارسات، یتوزع بین مصلحة السجون والنیابات والبحث الجنائي ومشرفي المناطق التابعین للجماعة، ویعمل في إطارھم عصابات تم تشكلیھا من مختلف القوات الأمنیة التابعة لھم.
وتحدث المحامي (م.أ)، وھو استشاري لعدد من المؤسسات المحلیة في صنعاء العاملة في مجال العنف القائم على النوع، عن طرق الإیقاع بالفتیات قال: في بعض النقاط الأمنیة أو الدوریات اللیلیة الموكلة إلیھا ھذه المھام من قبل اللوبي، حیث تقوم باصطیاد النساء من الشوارع أو ”الكوفیھات“ العامة التي تتردد علیھا النساء أو المطاعم التي تخصص قسماً للنساء، من خلال إلقاء تھم علیھن أثناء القبض مثل الفعل الفاضح أو الاختلاط أو الخروج لیلاً بدون محرم، ویتم نقلھن فوراً إلى السجن المركزي دون المرور على النیابات والمحاكم، أو حتى توثیق أسمائھن في سجلات السجن بحیث یتمكن أھالیھن من العثور علیھن في حالة البحث. وطبعا لا یتم إبلاغ أھالیھن بالاحتجاز، ومن ثم تبدأ مرحلة المتاجرة بھن جنسیاً.
وأكدوا بانھ كلما أرادت المنظمات تقدیم العون القضائي للسجینات یتم عرقلة ذلك من قبل المدعو أبو فاضل وأعوانھ كما كشفوا عن وجود زنزانات سریة لا یتمكن أحد من دخولھا یرجح أنھا لنساء خصوم الجماعة، وسجون سریة أخرى خاصة بالنساء منتشرة في أرجاء صنعاء تدار من قبل البحث الجنائي والأمن القومي التابع للجماعة، ویتم فیھا استعباد السجینات جنسیاً.
دور سلبي للمفوضیة السامیة
أفادت منظمات محلیة وناشطون بأنھم أبلغوا المفوضیة السامیة لحقوق الإنسان ببعض ھذه الوقائع، وتم إرشادھم إلى أماكن حدوثھا وبعض القائمین علیھا، كما تم التنسیق لراصدیھم بالنزول والاستماع لبعض الضحایا الذین تمكنوا من النجاة، وتمت عملیة التوثیق وفقاً لمنھجیتھم، والاستماع لعدد من الضحايا.

وأكدوا أن موقف المفوضیة السامیة لایزال سلبیاً حتى الآن على الرغم من أنھم انتظروا طویلاً بأن تعكس ذلك في تقاریرھا أو تطلق بیان إدانة، وھو – كما یقولون – أمر محبط للغایة في ظل زیادة حدة الانتھاكات القائمة على النوع الاجتماعي من قبل ھذه الجماعة، والتي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانیة.

ویفید مراقبون وحقوقیون بأن من طرق استقطاب النساء من قبل الجماعة إرسال نساء تم تجنیدھن لجلب النساء إلى دورات ثقافیة وریاضیة ودورات أخرى باستخدام أطر تنظیمیة كوزارة الشباب التابعة للحوثیین، والتي یقودھا القیادي في الجماعة حسن زید، ومؤسسة مودة التابعة للقیادیین عبدالله الكبسي والمداني، ومؤسسة تنمیة القیادات الشابة التابعة للقیادیة قبول المتوكل، ومجموعة شركات السلام التابعة للقیادیة انطلاق المتوكل، ووزارة التربیة التابعة للجماعة من خلال اللوبي المتمثل بعبد الخالق الحوثي ومحمد طاھر أنعم وغیرھم، ویتخصص ھؤلاء باصطیاد طالبات المدارس، ویحظى كل ھؤلاء بحمایة ومساندة من كبار قیادات الجماعة.

استغلال مشین للسجینات!!
واكدت سجینة انھ وبشكل یومي، تشاھد القیادیین في جماعة الحوثي، المشرف على السجن المكنى بـ“ابو طھ“ ونائبھ المكنى ”ابو فاضل“، یقتحمون سجن النساء بشكل متكرر ویومي لیلاً ونھاراً، ویقتادون الكثیر من السجینات الشابات بعضھن یعدن إلى السجن وبعضھن یتم إیداعھن في ھذه الدور بشكل مستمر.. مشیرة إلى أن السجینات ممن قضین فترة طویلة تقارب السنتین وأكثر، یتوفر لھن، شبكة واي فاي وأرقام واتس أب، ویتم توزیع أرقامھن على كبار الزبائن من قبل أبو طھ وأبو فاضل والعاملین لدیھم، ویتم إجبارھن على الاستجابة للزبائن في كل طلباتھم كالصور الشخصیة وصورة للشعر، وصور تبدي بعض المفاتن الداخلیة وتقدیم المعلومات الخاصة بھن كالعمر وغیر ذلك.
وحین یقع اختیار الزبون على إحدى الفتیات، علیھ أن یفاوض ”أبو طھ“ أو“أبو فاضل“ على المبلغ المالي، وبعد الاتفاق تقع مسئولیة إیصال الفتاة للزبون وإعادتھا على أبو طھ مشرف الحوثیین على السجن المركزي.

وأكد حقوقیون، أن أربع سجینات أجبن بما سبق وكانت أقوالھن متطابقة إلى حد كبیر، غیر أن السجینات لم یستطعن معرفة المبالغ التي یتقاضاھا المشرفان عن ھذه رغم أن إفادتھن متطابقة أیضا في أن المشرفین یوفروا لھن وبشكل یومي وجبات ممیزة وقات من أجود أنواع القات قد تصل قیمتھ 20000 ألف ریال للواحدة.

صراخ لا یتوقف طوال اللیل
وأفادت عددا من السجینات في سجن النساء المركزي بأنھن یسمعن صراخا لنساء لا یتوقف من أول اللیل حتى طلوع الفجر من زنزانات مجاورة لھن، وھو ما جعل الحقوقیین أن یوجھ سؤالاً لمأمور السجن، عن ماھیة ھذه الزنزانات؟ فاستطار فزعاً، وقال: بأن ھذه النساء مشكلتھن تتعلق بقیادات اللجان الشعبیة، وھو ما جعل بعض الحقوقیین یرجحون بأنھا لنساء خصوم الجماعة ومعارضیھم الذین یتم مداھمة منازلھم واختطاف كل من فیھا لیتم فصل الرجال عن نسائھم داخل السجون.
ویحتفظ الناشطون والمدافعون عن حقوق الإنسان بكثیر من القصص المؤلمة في ھذا السیاق، ولكنھم یحتفظون بھا في إطار السریة خوفاً على حیاتھم من بطش الملیشیا وقبضتھا الأمنیة، وجمیعھم یؤكد بأن یوماً ما سیفصحون عن كل ذلك إذا ما شعروا بالأمان، ویؤكدون بأن ھذه مسئولیة تقع على عاتق المنظمات الدولیة التي باستطاعتھا ممارسة الضغط على الملیشیا الحوثیة لإیقاف ھذه الجرائم الجسیمة والخطرة.
مداھمات واختطافات لیلیة
فتاة أخرى تفید لمدافع عن حقوق النساء في صنعاء حین التقى بھا داخل السجن، بأنھا تسكن مع والدتھا في شارع جیبوتي القریب من الحي السیاسي وسط صنعاء، وكل إخوانھا مغتربون، وأنھا خرجت قرابة الحادیة عشر لیلا إلى الصیدلیة لشراء علاج لأمھا العجوز المصابة بعدة أمراض مزمنة، وكان من الضرورة بمكان أن تقوم بذلك فلیس ھناك أحد للقیام بھذه المھمة، وقبل أن تصل إلى الصیدلیة أوقفت نقطة أمنیة سیارة الأجرة التي كانت تستقلھا، وسألوا السائق عن ما إذا كانت قریبتھ لیجیب بالنفي، فقاموا بإنزالھا وإرسالھا إلى السجن المركزي على الفور، ولم تعرف أمھا عن ما حصل لھا، وقد قضت ما یزید عن أربعة أشھر داخل السجن، وأوضحت بأن كل ما تتمناه فقط أن تعرف عن صحة والداتھا، وأن یتم إبلاغھا بأنھا في سجن النساء.

عن "المشهد اليمني"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية