ما أهمية دعوة الأمم المتحدة إلى متابعة نتائج لقاء السرّاج وحفتر في أبوظبي؟

الأمم المتحدة

ما أهمية دعوة الأمم المتحدة إلى متابعة نتائج لقاء السرّاج وحفتر في أبوظبي؟


10/03/2019

يقود المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، جهوداً متواصلة للبحث في حلول سياسية للأزمة الليبية، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة والمتنافسة، باتجاه إرساء حكومة مدنية تكون لها السلطة العليا في البلاد، وينضوي الجيش تحت مظلتها.

رحبت حكومات كل من فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة باجتماع السراج وحفتر في أبوظبي الشهر الماضي

وبعد اجتماع دول الجوار الليبي، تونس والجزائر ومصر، قبل أيام، وهو الاجتماع الذي أعقب لقاء أبوظبي الذي جمع نهاية الشهر الماضي رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، والقائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، تتواصل التساؤلات عمّا تحقق في هذه الاجتماعات.
سلامة التقى أول من أمس، الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، بقصر قرطاج، ضمن جولة جديدة للبحث عن حل للأزمة السياسية في ليبيا. وقال بيان للرئاسة التونسية إنّ السبسي وسلامة تطرقا "إلى مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، والجهود الأممية والإقليمية المبذولة من أجل دفع العملية السياسية في ليبيا، وأهمية دور دول الجوار المباشر، تونس والجزائر ومصر، في إنجاح ومعاضدة جهود الأمم المتحدة من أجل التقدّم بالعملية السياسية في ليبيا ودفع مختلف الأطراف نحو الحوار والتفاهم".
وقال سلامة إثر لقائه السبسي: "قدمت له عرضاً عمّا أسعى للقيام به في مختلف مجالات العملية السياسية، في المجال الاقتصادي أولاً والنقدي أيضاً والنصائح التي نود أن نعطيها للحكومة الليبية".

إنجازات تتطلب المتابعة والتطوير
ومن الواضح أنّ لقاء أبوظبي لتضييق مسافة الخلاف بين السراج وحفتر، والدعوة لتكريس الاستقرار، وتقريب الجهود نحو حلول توافقية للموضوع الليبي قد حققت إنجازات أولية، في ملف معقد ومتشابك، يمكن البناء عليها، وتطويرها ومتابعتها وتقييمها، ومن ذلك الأفكار والرؤى التالية:
1. ضرورة إعادة بناء وزارة الداخلية ونشر قوى نظامية من أجل استعادة الأمن في ليبيا، إلى جانب تعزيز الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس ومنها إلى مدن أخرى في البلاد.

جاء اللقاء لتضييق مسافة الخلاف بين السراج وحفتر، والدعوة لتكريس الاستقرار وتقريب الجهود نحو حلول توافقية للموضوع الليبي

2. البناء على ما توصل إليه السراج وحفتر، اللذين تعهدا في 27 شباط (فبراير) الماضي، خلال اجتماعهما في أبوظبي (بحضور سلامة)، بإجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري. كما اتفق الطرفان، حسب بيان البعثة الأممية، "على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، وسبل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها". وقد يكون من الضرورات الملحّة لهذا الاستقرار تجنيب طرابلس أي نوع من أنواع الصراع المسلح من داخلها أو خارجها؛ مع أولوية الحفاظ على الاستقرار فيها.
3. تطوير الجهود التي تقودها دول الجوار الثلاث، تونس والجزائر ومصر، وهي تبذل جهوداً سياسية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ودعم خطط سلامة. وفي اجتماعهم الأخير شدد وزراء خارجية الدول الثلاث خلال اجتماع في القاهرة عقد في الخامس من آذار (مارس) الجاري، على "أهمية مواصلة التعاون والتنسيق الأمني في ما بينهم في إطار جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه واستئصاله".

اقرأ أيضاً: ما حقيقة العلاقة بين السراج والإخوان المسلمين في ليبيا؟
4. متابعة ما توصّل إليه لقاء السراج وحفتر في أبوظبي نهاية الشهر الماضي، في ما يتعلق بتشكيل مجلس رئاسي ثلاثي مصغر يسمح فيه للقائد العام للجيش اختيار أحد أعضائه مع تأكيد ضرورة اتخاذ القرارات بالإجماع، وقيل إنه تم التفاهم على أن تعطى للقيادة العامة للجيش مهمة اتخاذ قرار تعيين وزير الدفاع.
5. دراسة إيجابيات وسلبيات ما تضمنته نتائج لقاء أبوظبي في شأن إعادة النظر في حالة المؤسسات الرسمية السيادية للدولة سواء على مستوى الانقسام، أو فيما يخص متقلدي المناصب العليا فيها، من بينها المؤسسة الليبية للاستثمار ومنصب محافظ مصرف ليبيا المركزي الحالي.
موقف الأمين العام للأمم المتحدة
وفي دعوته إلى متابعة ما تمخض من إنجازات ونتائج بعد اجتماع أبوظبي، كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، رحّب بالاجتماع الذي انعقد في دولة الإمارات، بإشراف ممثله الخاص في ليبيا غسان سلامة، بين السراج وحفتر. وأثنى الأمين العام في الأول من الشهر الجاري، حسب المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، على الطرفين لما أحرزاه من تقدم، "ولا سيما الاتفاق على ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا من خلال إجراء انتخابات عامة، وكذلك التزام المحافظة على استقرار البلاد وتوحيد مؤسساتها". وقال المتحدث إنّ الأمين العام يأمل في تحقيق المزيد من التقدم بناء على ما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع، وبدعم من المجتمع الدولي. وقد قيل إنّ مما تسرب من اجتماع أبوظبي، هو انضواء الجيش تحت حكومة مدنية، وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي، وإنشاء مجلس للأمن القومي.
الاستفتاء والدستور
وفي تعليقها على اجتماع أبوظبي تحدثت صحيفة "إندبندنت عربية"، في تقرير لها أمس، عن التزام الطرفين إجراء انتخابات عامة قبل نهاية العام 2019 الحالي، وأنّها ستكون سابقة للاستفتاء على الدستور. وقالت الصحيفة: "لعل هذا الاتفاق كان في مصلحة حفتر الذي يرفض وفريقه إجراء استفتاء على الدستور قبل الانتخابات". لكن الصحيفة، في المقابل، قللت من أهمية الاجتماع ورأت أنّه "لم يكن موازياً بتفاصيله للتطورات العسكرية الكبيرة على الأرض، إذ إنّ هذا اللقاء هو الأول من نوعه بعدما تمكّن حفتر من بسط سيطرته على مناطق الجنوب الليبي، بما فيها الحقول النفطية".


ويؤكد الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر أنّ العمليات التي يقوم بها في جنوب البلاد هي للقضاء على الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة. وفي مقابلة لـ"بي بي سي" مع الإعلامية الليبية فاطمة غندور صرحت بأنّ الجيش الليبي بقيادة حفتر ذهب إلى هذه المنطقة بعد مطالبات كثيرة من أهلها؛ حيث عانى سكان هذه المنطقة الجرائم المنظمة، والهجرة غير الشرعية، والإرهاب.

اقرأ أيضاً: الخارجية الروسية: هذه مخططات داعش في ليبيا
وتابعت غندور في تصريحاتها لـ"بي بي سي" بأنّ هناك صراعاً بين أطراف ومكونات ليبية في جنوب البلاد؛ مثل التبو والطوارق والعرب حول التجارة والهجرة، بالإضافة إلى أنّ تجارة الممنوعات تزدهر بين فترة وأخرى في هذه المنطقة، ولكن لم يتم الاستجابة للأهالي من جانب حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، تضيف غندور، "ولذلك تدخل الجيش الليبي لفض الصراع بين هذه المكونات، وللقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله"، حسب قولها.
الدول الكبرى ترحّب باجتماع أبوظبي
وكانت حكومات كل من فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، رحبت باجتماع السراج وحفتر في أبوظبي الشهر الماضي. وقالت الحكومات الأربع في بيان لها إنّها ترحب بإعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنّه يمكن التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا من خلال إجراء انتخابات عامة. كما أشادت الحكومات في بيانها بإعلان "الرئاسي" استئناف العمليات بحقل الشرارة النفطي، مؤكدة ضرورة أن تبقى الموارد الأساسية تحت المؤسسة الوطنية للنفط.

اقرأ أيضاً: هل يدعم الإخوان المسلمون تنظيم داعش في ليبيا؟
"وتؤمّن قوات شرق ليبيا بالفعل موانئ نفطية في الشرق، ما دفع المؤسسة الوطنية للنفط للعمل مع حفتر"، وفق تقرير نشرته وكالة "رويترز" للأنباء.
يُذكر أنّ وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أشاد الخميس الماضي بالدور الإيجابي لدولة الإمارات في ليبيا وصولاً إلى حل سلمي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية