رحيل المسرحي اللبناني زياد أبو عبسي... وهذا إرثه الفنّي

رحيل المسرحي اللبناني زياد أبو عبسي... وهذا إرثه الفنّي


19/11/2018

غيّب الموت، أمس، أحد روّاد المسرح اللبناني، الفنان زياد أبو عبسي، في بيروت، عن عمر ناهز 62 عاماً بعد صراع مرير مع المرض.

ونعت نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون اللبنانية، وفق ما نقلت "روسيا اليوم"، أبو عبسي، الذي رافق صوته اللبنانيين من خلال مسرحياته مع الفنان زياد الرحباني، أثناء الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد بين عامي 1975 و1990

أبو عبسي خاض تجارب مسرحية كثيرة منفردة إلا أنّ محطته مع الرحباني ستظلّ الأكثر حضوراً

وكتب نائب رئيس تحرير جريدة "الأخبار" اللبنانية، بيير أبي صعب، على حسابه في تويتر: "المناضل استسلم لموته المفاجئ بعد مشوار متشعب في الفلسفة والكتابة والتمثيل وعمر على الخشبة."

وأَضاف: "صحيح أنّ "أبو عبسي" خاض تجارب مسرحية كثيرة منفردة (تأليفه وإخراجه)، أو مع مخرجين بارزين، إلا أنّ محطته مع زياد ستظلّ الأكثر حضوراً وانتشاراً في مسيرته؛ فهو الذي شارك في جميع أعمال الرحباني منذ عام 1978".

وارتبط اسم هذا الفنان الطليعي، منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بشخصية "أبو الزلف"؛ التي أدّاها بإتقان في مسرحية "شي فاشل"، للفنان زياد الرحباني، وقبل "أبو الزلف"؛ عرف بشخصية "إدوار"، في مسرحية "فيلم أمريكي طويل" للرحباني أيضاً، وقد رسخت هذه الشخصية في أذهان اللبنانيين طيلة فترة الحرب؛ لأنّها عكست الحالة الطائفية من خلال رجل مسيحي لديه رهاب الإسلام.

ولد أبو عبسي عام 1956 في صيدا، لعائلة أصلها من بلدة راشيا الفخار الجنوبية، واتجه نحو اعتناق الأفكار الماركسية واليسارية، رغم تلقيه علومه ودراساته في مدارس وجامعات أمريكية.

كانت أولى كتاباته المسرحية عام 1979؛ في مسرحية "الشمع" التي جاءت بمنحى فلسفي تشكيكي، لكنّ تجاربه المسرحية في الجامعة قادته إلى التعرف إلى زياد الرحباني، عام 1977، الذي أسند إليه دوراً في مسرحية "بالنسبة لبكرا شو".

وكان أبو عبسي قد أعلن مراراً؛ أنّه لم يتوافق كثيراً مع طريقة زياد الرحباني المسرحية، لكنّه كان يقول: "أختلف عنه، لكنّني استمتعت بالعمل معه، انطلاقاً من التزامي مبدأ الولاء للكاتب".

وأدّى هذا إلى مشاركته في جميع أعمال الرحباني المسرحية، منذ عام 1978، في مسرحية "بالنسبة لبكرا شو"، و"فيلم أميركي طويل" عام 1980، و"شي فاشل" عام 1983، وصولاً إلى "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" عام 1993، و"لولا فسحة الأمل" 1994.

كما شارك أبو عبسي المخرجين اللبنانيين، مثل: يعقوب الشدراوي في مسرحية "جبران والقاعدة" عام 1981، وربيع مروة في "المفتاح" عام 1996، وفيصل فرحات في "سقوط عويس آغا" عام 1981.

خاض زياد أبو عبسي تجربة تدريس مادة المسرح في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت، مستنداً إلى دراساته المعمّقة في الولايات المتحدة، في مجالي الفلسفة والمسرح، وخصوصاً مسرح شكسبير.

 

 

الصفحة الرئيسية