مصير الانقراض يهدّد الكتب الورقية في عصر الرقمنة

تحقيقات

مصير الانقراض يهدّد الكتب الورقية في عصر الرقمنة


25/07/2018

تحقيق: عاصف الخالدي


"أنقذوا الكتب". كانت هذه صيحةَ الشاعر المكسيكي العظيم أوكتافيو باث في معرض فرانكفورت للكتاب عام 1996، وآنذاك، كان الكتاب الرقمي يحتل 32% من مساحة المعرض.

لكن الذي بادر بالتراجع بعد ذلك العام، مبدياً علامات الانقراض، هو الصحافة الورقية، ابتداءً من العام 2000 من خلال تقليل صحفٍ عالميةٍ وعربية أعداد طبعاتها الورقية، امتداداً إلى عامنا الحالي، حيث ثمة صحف أغلقت أبوابها، وأخرى كثيرة في مختلف أنحاء العالم ما عادت تصدر إلا رقمياً.

وبالعودةِ إلى الكتب، فإنّ البشر يملكون تاريخاً طويلاً من العلاقة المتناقضة معها، يقوم على الاحتفاء بها واعتبارها مصدر علمٍ وقوة وذاكرةٍ جماعية، إضافةً إلى متعة القراءة. كما لا يمكن إغفال وجود الكتب المقدسة للديانات السماوية الثلاث. ويأتي كل هذا مقابل تاريخٍ مواز، حرقت ودمرت وأبيدت فيه ملايين الكتب.

عام 1996 دعا باث إلى إنقاذ الكتب من الرقمنة

وفي أية حال، بقيت رائحة الورق منتشرةً في أرجاء التاريخ البشري، محبةً في القراءة، أو افتعالاً للحرائق. واليوم، لدينا الكتب التي ورثها البشر عمن سبقوهم، ولدينا تلك التي تكتب كل يوم، متاحةً في معظمها رقمياً على شبكةِ الإنترنت، وشهد العالم نسبة تحولٍ كبيرة في أسلوب القراءة ومعدلاتها، وذهب البعض إلى أن انقراض وتقلص الكثير من الصحافة الورقية، مؤشرٌ على انقراضٍ كبيرٍ قادم للكتب.

اقرأ أيضاً: الأرقام تطيح بالدقائق الست لقراءة العربي: الكتاب خير رفيق، ولكن

ومن هنا يأتي التساؤل: إلى أين تمضي الكتب الورقية، وهل ستنفصل عن تاريخ البشر، لتحل محلها الكتب الرقمية؟

عداوةٌ مع الكتابة منذ البداية

أثبت التاريخ، أنّ التطور والتقدم في التفكير واللغة والقدرة على التدوين هي في بعض وجوهها محركات لإبادة الآخر الأضعف والأقل تطوراً، وصارت المنافسة على التفوق مسألة مهمةً في لحظة ما من تاريخ البشر. ففي عام 669 قبل الميلاد، حصلت أول عملية حرقٍ في التاريخ لمكتبةٍ كاملة، تضم العشرات من الألواح المسمارية، وهي مكتبة الملك آشور بانيبال، وأحرقها أعداؤه؛ لأنهم رأوا في حينه أن ما في الألواح من علم، يحتوي حكمة كل العالم، ويزيد من قوة صاحبها.

لم تسلم كتبٌ ومكتبات كثيرة من الحرق إذ كانت المدن التي فيها المكتبات مدناً مركزية ومهمة ومتفوقة

وعلى مر تاريخ البشرية، لم تسلم كتبٌ ومكتبات كثيرة من الحرق، لأجل السبب ذاته، حيث كانت المدن التي توجد فيها المكتبات، تعد مدناً مركزية ومهمة ومتفوقة. مثلما حصل في حريق مكتبة الإسكندرية التاريخي، الذي تكرر أكثر من مرة قديماً، أو مثل مدينتي بغداد وحلب خلال عامي 1258 و 1260 ميلادي، حين أحرق المغول ورموا في الأنهار آلاف الكتب والمخطوطات الثمينة، إضافة إلى مليون مخطوطة أندلسية تقريباً، أخرجت من خزائن قرطبة وغرناطة بعد زمن، وقد حكم عليها بالإعدام في عهد محاكم التفتيش، إمعاناً في محاولة إفناء الأثر العربي هناك.

ولا يخلو تاريخ العالم، من روائح حرائق الكتب في الحروب، مثلما حصل في باريس عام 1940 حين أحرقت آلاف الكتب احتفالاً بعيد ميلاد هتلر، أو في الموصل أثناء حرب العراق بعد العام 2003. ومنها ما اندثر لأسباب سياسية ودينية وغيرها.

اقرأ أيضاً: معرض القاهرة للكتاب يتبنى شعار القوة الناعمة سبيلاً لمكافحة التطرف

وعلى الرغم من كل ما سبق، فإن الكتب صامدةٌ إلى يومنا هذا، وهي من يبعث على الظن بامتلاك ذاكرة جماعية بفضل التدوين والكتابة، بعد أن كان الإنسان الأول لا يترك أي أثرٍ له، سوى عظامه، بعد أن يموت.

النقاش حول فائدة الكتابة والكتب، بدأ مبكراً جداً أيضاً، ويمكن تقصيه عند اليونان من خلال الفيلسوف سقراط "469-399" قبل الميلاد، إذ كان يؤمن بالحديث المباشر والتخاطب، ويقف ضد الكتابة، حيث تكشف المحاورة التي نقلها أفلاطون، وجرت بين سقراط وفايدروس عن رأيه بأهمية النص المكتوب.

تمثال للفيلسوف اليوناني سقراط (469-399) قبل الميلاد

استمر سقراط يدافع عن عدم ضرورة الكتابة ونقل النصوص في الكتب بقوله "الحقيقة التي عند القدماء لا يعرفها غير القدماء، ونحن لا نحتاج للرجوع إليهم في حال استطعنا كشف الحقيقة بأنفسنا". ويضيف أفلاطون أن سقراط كان يعتقد بأنّ "الاعتماد على الكتابة سوف يُجهز على الذاكرة، وأن القراءة ستدفع الطلاب للتفكير بأنهم حازوا على المعرفة، في حين أنهم حازوا على المعلومات فقط".

اقرأ أيضاً: الأزهر يعرض ١٩ كتاباً عن مواجهة التطرف

وتبدو الطريقة الأسهل لدحض مقولة سقراط رغم أهمية أجزاء منها، هو القول بأن كل آثاره، لم تكن لتوجد اليوم، لولا قيام أفلاطون بتأليف الكتب، من أجل نقل محاورات سقراط، سواء وافق سقراط على هذا أم لم يوافق، فضلاً عن الإشارة إلى أنّ الكتابة قسمت العالم إلى قسمين؛ واحد يمتلك الكتابة، وآخر لا يمتلكها، وهنا يأتي دور الكتب، لمساعدة الإنسان في تجاوز الزمان والمكان" بحسب ما يراه الباحث الألماني يوهانس فريدريتش في كتابه "تاريخ الكتابة" الصادر عن الهيئة السورية للكتاب عام 2013.

ويمكن للكتب، بحسب الباحث، أنّ "تصنع علاقة للإنسان مع الوجود، أي، أن يعي الإنسان وجوده أو جزءاً منه، من خلال المساهمة الرصينة للكتب، في صناعة التاريخ".

القارئ في عالمٍ متغير

لا بد أن القراءة قديمة قدم الكتاب، وتنقل كتب التاريخ العربية أنّ أبا حيان التوحيدي كان يقضي يومه كله تقريباً في النسخ والقراءة من الورق، حتى إنه ما عاد يميز رائحة سوى رائحة أوراق الكتب وجلودها، بينما جحظت عينا الجاحظ من كثرة القراءة.

أما في عصرنا الحالي، وبينما كان الأجداد يروون للأحفاد في العقود الماضية، عن قلة توفر الكتب، وعن المشقة والمتعة في الحصول عليها وقراءتها، بل وتوريثها والحفاظ عليها، كان مشروع غوتنبرغ قد انطلق منذ العام 1970، من أجل إنشاء أول مكتبة كتبٍ رقمية في العالم، يمكن تداول كتبها وقراءتها من أي جهاز حاسوب.

يعي الإنسان وجوده من خلال المساهمة الرصينة للكتب في صناعة التاريخ سواء كانت ورقية أم رقمية

واليوم، يتنافس الكتاب الرقمي مع الكتاب الورقي بقوة، محتلاً حتى جيوب القراء من أي نوعٍ كانوا، فالآن يمكن من خلال الهاتف الخليوي أو جهاز (tablet) أو جهاز القراءة (Kindle، قراءة أي كتاب رقمي تقريباً، وبلغاتٍ مختلفة، من خلال شرائه أو تحميله بالمجان عبر شبكة الإنترنت، حيث توجد مواقع مجانية لتحميل الكتب، وأخرى مدفوعة تضم مئات الآلاف منها وفي مختلف المواضيع، مثل موقع أمازون (amazon) الذي يبيع مئات آلاف الكتب الرقمية.

وعالمياً، نشر موقع (global English editing) في شهر أيار (مايو) 2017، تقريراً موسعاً عن نسب القراءة الورقية عالمياً وعاداتها، جاء فيه أنّ الهند تحتل أعلى معدل قراءة أسبوعي، وبلغ عشر ساعاتٍ وأربعين دقيقة، بينما حلت تايلاند ثانية بمعدل تسع ساعاتٍ وأربعين دقيقة أسبوعياً، والصين ثالثةً بمعدل ثماني ساعات. فيما جاءت مصر ضمن التصنيف بمعدل سبع ساعات ونصف، تلتها المملكة العربية السعودية بما معدله ست ساعات وثماني دقائق.

اقرأ أيضاً: حصاد الثقافة في مصر: الدولار يهدد الكتاب والسياسة تلاحق الإبداع

غير أن التقرير يشير إلى أن معدل ساعات القراءة الأسبوعي، لا يعني أبداً ارتفاع مستوى ثقافة القراء، الذي يجد أنه أعلى في دولٍ كفنلندا والنرويج، رغم أنها تحمل معدل ساعات قراءةٍ أقل.

عربياً، لا تبدو الأرقام السابقة دقيقةً بالنسبة للدول العربية المذكورة، خصوصاً بما يخص الأسطورة التي تزعم أنّ العربي لا يقرأ أكثر من ربع صفحةٍ في العام، حيث يشير تقرير مؤشر القراءة العربي لعام 2016، وأعدته ونشرته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إلى أنّ العربي يقرأ ما معدله 36 ساعةً سنوياً.

وبحسب التقرير، الذي شمل أكثر من 145 ألف مواطن في العالم العربي، فإن معدل تفضيل قراءة الكتب الورقية بالتحديد، كان 28%، مقابل 21% لصالح الكتب الرقمية.

وتشير هذه النسبة، إلى حضورٍ عالٍ للكتاب الورقي، لا زال متفوقاً على الكتب الرقمية رغم أنّ الدراسة شملت مكتباتٍ عامة والكتب في قطاعي التعليم والعمل. مع الأخذ بعين الاعتبار، أنّ مؤشرات الوقت التي يمضيها الفرد عالمياً، تصل على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لوحده، حوالي 35 دقيقةً يومياً، يقضي معظمها في قراءة منشورات ومحتويات الموقع. بحسب تقرير موقع "social media today" المنشور في شهر نيسان (إبريل) 2017.

وفي دراسةٍ للمركز الديموقراطي العربي، نشرها على موقعه بتاريخ 30 تموز (يوليو) 2017، بعنوان "الكتاب الرقمي والكتاب الورقي: المميزات والرهانات"، فإنّ الكتاب الرقمي يتميز بأشياء عظيمة، منها سهولة نقله عبر الإنترنت إلى أي مكان متجاوزاً في الغالب أي حدود أو سياسات منع، كما أن نسخه لا تنفذ لأنها مخزنة في شبكة الإنترنت، وتتوزع بين الأفراد إلى ما لا نهاية، إضافةً إلى أن نقله وتوزيعه سريعٌ جداً ولا يحمل تكاليف مادية عادةً، ويسهل ربطه بالمراجع واللغات لسهولة ترجمة النصوص على الإنترنت".

النقاش حول فائدة الكتابة والكتب بدأ مبكراً جداً أيضاً ويمكن تقصيه عند اليونان من خلال الفيلسوف سقراط

أما عيوبه، وفقاً للمصدر ذاته؛ فتتمثل في "ضياع حقوق المؤلفين والمترجمين والناشرين، وهي مشكلة دائمة، بسبب نسخ الكتب الرقمية على شبكة الإنترنت دون ضوابط، كما أنّ الكتب الورقية برأي بعض الباحثين، تحتمل الأضرار أكثر من الكتب الرقمية التي يمكن أن تضيع بمجرد خراب الجهاز أو وسيلة التخزين التي تحتويها رغم أنها في عصر رقمنة كل شيء".

وتعليقاً على ما سبق، قال الناشر وأحد مسؤولي "الدار الأهلية للنشر والتوزيع" في الأردن جهاد أبو طوق لـ"حفريات" إنّ "الكتب الورقية تعاني من اعتداءات الكتب الرقمية".

دار "الأهلية" للنشر والتوزيع

وأوضح: "برأيي أنّ عملية استنساخ الكتب دون شروط أو حقوق على شبكة الإنترنت، هي عملية تزوير، وتؤدي إلى ضياع الكتب وانخفاض مبيعاتها، مما يعني أنّ الناشر ربما لا يستطيع جلب الكميات المناسبة منها ورقياً، وتوفيرها بأسعارٍ مقبولةٍ للقراء، أيضاً، توجد مطابع كبيرةٌ أعرفها، أغلقت أبوابها وبالتالي، فإن عدم عرض هذه الكتب من الأصل، يؤدي إلى ضياعها بطريقةٍ أو بأخرى، وبقائها رقمياً، يعني اندثارها ورقياً ربما".

اقرأ أيضاً: تركيا: حين تصبح الكتب تحت طائلة الاتهام بالإرهاب

وأكد أبو طوق أن مبيعات الكتب لديه، "تراجعت خلال السنتين الأخيرتين إلى ما يقرب 50% من نسبة المبيعات"، منوهاً أن الكتب المزورة رقمياً يجب ان تتعرض إلى رقابةٍ أكثر تنظيماً، وأشار إلى الشركات الأوروبية والعالمية مثل أمازون وكيندل، التي تشرف على عمليات بيع الكتب وضمان حقوقها على شبكة الإنترنت، ومن خلال ضوابط قانونية، يوجد مثلها في العالم العربي، إلا أنها "أقل فاعلية".

من جهته، أبدى مسؤول وصاحب دار نشر "صفحات" هاني دنديس، رأياً مختلفاً، وذلك بقوله إنّ "الصراع على الكتب المزورة سواء كانت رقمية أم ورقية، لم يسهم في تراجع مبيعات الكتب الورقية بشكلٍ أساسي، ولا يمكن إهمال التراجع الاقتصادي العام مثلاً في عددٍ من البلدان العربية في الشرق الأوسط، مما جعل مبيعات الكتب تتراجع نوعاً، لكن ليس بسبب كتاب الـ (pdf)".

دار "صفحات" للنشر والتوزيع

وأضاف دنديس في تصريح لـ"حفريات": "ربما توجد بعض الكتب التي يتم استيرادها من قبل البعض، ولا تكون نسخها الورقية أصلية، لكنها جاءت من مصدرٍ معين، وسمح ببيعها دون أن تتعرض لرقابةٍ كافية، وهذا ما يجعل أسعارها أقل، لكن السؤال الأساسي هو التالي: كيف يقرأ القراء، ورقياً أم رقمياً؟".

وفي سياق إجابته عن السؤال، أكد دنديس أنّ "معظم القراء لدي يأتون لشراء الكتاب ورقياً بعد أن يكونوا قد اطلعوا عليه من خلال شبكة الإنترنت، أو قرأوا بضع صفحاتٍ منه في نسخةٍ رقمية، وهذا يعني أنّ الكتاب الرقمي يساعد في توجيه القارئ إلى الكتاب الورقي".

أوراقٌ وأجهزة تتزاحم في المكتبات

باحثون، طلاب، قراء، مثقفون، وغيرهم الكثير، باتوا اليوم أمام آلاف الكتب الرقمية في مختلف المجالات، تتوزع بحسب تصنيفاتها في مكتباتٍ رقمية على الإنترنت، من أشهرها مكتبة الإسكندرية، ومكتبة المصطفى، وكتب للعرب، وغيرها. أما المكتبات العامة على الأرض، مثل مكتبة الإسكندرية في مصر، فتملك إضافة إلى ملايين الكتب الورقية، مكتبة أصولٍ رقمية تضم ملايين الصفحات من الكتب والمخطوطات، وشأنها شأن مكتباتٍ تتوزع في العالم العربي، ولا تختلف عن بعضها نسبةً إلى أعداد السكان أو مساحة البلد الجغرافية، ففي الأردن أيضاً، توجد مكتبة عبد الحميد شومان التي تضم آلاف الدوريات والكتب الإلكترونية، مما يكشف أن الكتب الورقية والرقمية، تتواجد جنباً إلى جنب، في المكتبات العامة الرئيسية، سواء في بلدٍ كمصر، أو بلدٍ كالأردن يبلغ عدد سكانه 10% من سكان مصر كنسبةٍ وتناسب.

مكتبة الإسكندرية

أما نسبة استعارة الكتب الورقية في مكتبة كمكتبة شومان مثلاً، فبلغت عام 2016 حوالي 37 ألف كتاب ورقي، مقابل 1614 حالة بحث وقراءة من خلال قاعدة البيانات الرقمية، فيما بلغت الكتب الورقية المعارة عام 2017 أكثر من 42 ألف كتاب، أما حالات البحث والقراءة على قاعدة البيانات، فبلغت 1023 حالة.

اقرأ أيضاً: مكتبة الإسكندرية.. الفنّ والأدب في مواجهة التطرف

وفي المقابل، ثمة من يعتقد أن الكتاب الورقي ما يزال بخير، كما أفاد صاحب مكتبة الجاحظ المشهورة باستعارة وتبادل الكتب وسط العاصمة الأردنية عمّان، لافتاً إلى أنّ "انتشار القراءة الرقمية، أسهم في انتشار الطلب على الكتب الورقية وتزايد عدوى القراءة بفضل التكنولوجيا، خصوصاً أنّ الكتب أصبحت متاحةً ومعروضة لكل فئات القراء وغير القراء، بعد أن كانت أقل انتشاراً ومتاحة لطبقات معينة من المثقفين والمهتمين، بصورةٍ أكبر".

مكتبة "الجاحظ" المشهورة باستعارة وتبادل الكتب وسط العاصمة الأردنية، عمّان

الكتاب الورقي أو المخطوط أو ما خط على ورق، منذ الكتابة على ألواح الطين والجلود، في نظر صاحب "الجاحظ" هو "نوعٌ من حفظ التراث الإنساني، بينما يأتي كل ما هو مكتوب أو منسوخ رقمياً، كمادةٍ كبيرةٍ متاحة لطلب العلم أو المعرفة، لا يمكن برأيي تجاوز الكتاب الورقي المطبوع، خصوصاً أنّ الناس لا يزالون يشترونه ويستعيرونه ويتبادلونه باهتمام".

الكتب الرقمية تدل القراء على الكتب الورقية ومحتوياتها، وتساعدهم على البحث عنها وقراءتها وتزاحم الكتب الورقية

وفي ضوء ما سبق، يتجلى أنّ الكتب الرقمية، تساعد على انتشار الكتب الرقمية وتدل القراء عليها، كما تساعد على الحصول على تسلسل زمني مرجعيٍ للكثير من المراجع العالمية التي تفيد الباحثين والقراء، بغض النظر عن مكان وزمان تواجدهم، كما أنه من الجدير بالانتباه، أن الكتب الرقمية تشبه ذاكرةً محفوظة للكتب الورقية، رغم أنّ تاريخ الكتاب الورقي في مواجهة الانقراض والتلف، يشير إلى مدى صموده، حيث بقيت رائحة الأوراق الصفراء التي لا ينساها قراء أجيال سابقة، تفوح من جنبات التاريخ، سواء في حرائقها، أو في تراكمها وهي محفوظة في مكتباتٍ خاصة وعامة، أما الكتاب الرقمي، فهما موجود جنباً إلى جنب مع الكتاب الورقي، ويكملان بعضهما، وهما يحلّقان في فضاء المعرفة بجناحيْ الأصالة والمعاصرة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية