10 أساطير يؤمن بها الغرب.. حول الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"

10 أساطير يؤمن بها الغرب.. حول الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"


11/12/2017

نشرت مجلة السياسة الخارجية واسعة الانتشار مقالة للكاتب جيرمي هاموند، يوضّح فيها بعض الالتباسات التاريخية والمعرفية التي يتصوّر الغرب من خلالها أحداث الصراع العربي الإسرائيلي، يتبعها بمجموعة من التوضيحات والتعليقات التي من شأنها أن تحدث تغييرًا في الطريقة التي يفكر من خلالها العالم الغربي. ننشر في كيو بوست ترجمة لأبرز ما جاء فيها:

أسطورة 1 – كان اليهود والعرب في صراع تاريخي في المنطقة

على الرغم من أن العرب الفلسطينيين كانوا أغلبية في فلسطين عبر التاريخ قبل إنشاء دولة إسرائيل، إلا أن السكان اليهود كانوا متواجدين دائمًا في المنطقة، وقد كان اليهود الفلسطينيون يشعرون بالانتماء إلى العرب لا إلى الحركة الصهيونية. لكن الصراع بدأ مع بداية الهجرات الصهيونية إلى فلسطين، خصوصًا أن الصهاينة رفضوا حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وأرادوا كامل فلسطين لهم، تمهيدًا لخلق “دولة يهودية” على أرض الفلسطينيين.

عام 1929، أشار تقرير لجنة شاو البريطانية إلى أنه “قبل الحرب العالمية الأولى، عاش اليهود والعرب جنبًا إلى جنب، وبشكل ودي، وبنوع من التسامح”. بعد عام واحد، أشار تقرير هوب-سيمبسون البريطاني إلى أن السكان اليهود في المجتمعات غير الصهيونية في فلسطين يتمتعون بصداقة قوية مع جيرانهم العرب. وقال التقرير “من الطبيعي جدًا أن نرى عربيًا يجلس في منزل يهودي”. “لكن، الموقف كان مختلفًا تمامًا في المستعمرات الصهيونية”.

أسطورة 2: الأمم المتحدة أنشأت إسرائيل

عندما سعى البريطانيون إلى غسل أيديهم من الوضع المتقلب في فلسطين، سعوا إلى الخروج من البلاد، وطلبوا من الأمم المتحدة الاهتمام بهذه المسألة.

ونتيجة لذلك، تقرر إيفاد لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة إلى فلسطين، بهدف بحث الأوضاع في البلاد، وتقديم توصيات بشأن حل النزاع. ولم تتضمن اللجنة أي ممثلين عن السكان العرب أو الدول العربية المحيطة. وفي نهاية الأمر أصدرت اللجنة تقريرًا رفض بشكل صريح حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وهكذا رفض مجلس الأمم المتحدة حل الصراع بشكل ديمقراطي، واقترح، بدلًا من ذلك، تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية.

وأيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قراره رقم 181. وكثيرًا ما يُزعم أن هذا القرار “قسّم” فلسطين، أو أنه منح القادة الصهاينة شرعية قانونية لإعلانهم اللاحق عن إقامة دولة إسرائيل. جميع هذه الادعاءات باطلة تمامًا؛ إذ لم توافق الأمم المتحدة على القرار 181 لكنها دعت إلى الأخذ بالتقسيم كتوصية. ومع ذلك، لم يقبل العرب ولا اليهود بالتقسيم.

وعلاوة على ذلك، فإن قرارات الجمعية العامة لا تعتبر ملزمة قانونًا (قرارات مجلس الأمن ملزمة قانونًا). إضافة إلى ذلك، ليس للأمم المتحدة أي سلطة لأخذ أرض من شعب وتسليمها إلى شعب آخر، وعليه، فإن أي قرار كهذا يسعى إلى تقسيم فلسطين هكذا سيكون لاغيًا وباطلًا.

أسطورة 3 – أضاع العرب فرصة لدولة خاصة بهم عام 1947.

هناك مزاعم غربية كثيرة تفيد بأن رفض العرب توصية الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين يشير إلى إضاعة فرصة لإقامة دولة عربية على غرار قيام دولة إسرائيل.

أولًا وقبل كل شيء، كما ذكر سابقًا، كان العرب أغلبية كبيرة في فلسطين في ذلك الوقت، أما اليهود فكانوا يشكلون حوالي ثلث السكان بحلول 1947، وذلك بسبب الهجرة الهائلة من اليهود من أوروبا (في عام 1922، كان اليهود يشكلون 11% من السكان فقط).

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت إحصاءات ملكية الأراضي من عام 1945 أن العرب يمتلكون أراضٍ أكثر من اليهود في كل منطقة من مناطق فلسطين. وفي فلسطين كلها، كان العرب يمتلكون 85% من الأراضي، في حين أن اليهود كانوا يمتلكون أقل من 7% من الأراضي حتى إقامة إسرائيل.

توصية التقسيم الخاصة بالأمم المتحدة دعت إلى إعطاء أكثر من نصف أراضي فلسطين للصهاينة من أجل “دولة يهودية”. والحقيقة هي أنه ليس من المعقول أن يقبل أي عربي بمثل هذا الاقتراح الظالم.

إضافة إلى ذلك، رفض عدد من الصهاينة قرار التقسيم، على اعتبار أن مثل تلك الخطة تقف عائقًا أمام الحصول على فلسطين كلها من أجل إقامة “الدولة اليهودية”.

أسطورة 4 – إسرائيل لديها “الحق في الوجود”.

يستخدم هذا المصطلح حصرًا فيما يتعلق بإسرائيل، أما ما يتعلق بالفلسطينيين فهو غير مقبول من العالم الغربي، إذ لا يوجد إجماع إطلاقًا على الاعتراف بـ”حق الوجود” لدولة فلسطينية.

الإطار السليم للمناقشة هو إطار حق جميع الشعوب في تقرير المصير. في هذا الإطار، يلاحظ أن اليهود كانوا هم الذين نفوا هذا الحق عن العرب.

وكما سبق ذكره، فإن إسرائيل لم تنشئها الأمم المتحدة، ولكنها دخلت حيز الوجود في 14 مايو / أيار 1948، عندما أعلنت القيادة الصهيونية من جانب واحد، وبدون سلطة قانونية، “إقامة دولة إسرائيل” دون ذكر حدود هذه الدولة. إن التفسير الطبيعي لهذا الحدث كان: في لحظة ما، أعلن الصهاينة أن العرب لم يعودوا أصحاب أراضيهم وممتلكاتهم، وأنها الآن بالكامل ملك لليهود.

يجب التأكيد على أن الصهاينة ليس لهم الحق في معظم الأراضي التي أعلنوها كجزء من إسرائيل، في حين أن العرب كانوا أصحاب هذا الحق. وبالتالي، لم تكن حرب العام 1948، كما يظهر في الحيز العام الغربي، عملًا عدوانيًا من جانب الدول العربية ضد إسرائيل. بل على العكس، كان العرب يتصرفون دفاعًا عن حقوقهم، في محاولة لمنع الصهاينة من الاستيلاء على أراضيهم بصورة غير مشروعة وغير عادلة، وحرمان السكان العرب منها. وكان العمل العدواني الوحيد هو الإعلان الصهيوني من جانب واحد عن وجود إسرائيل، واستخدام الصهاينة للعنف من أجل تنفيذ أهدافهم.

وفي سياق الحرب التي تلت ذلك، نفذت إسرائيل سياسة التطهير العرقي، إذ وجد قرابة 700،000 فلسطيني عربي أنفسهم مجبرين على ترك منازلهم أو الهرب بسبب الخوف من حدوث مزيد من المجازر. ولم يسمح لهؤلاء الفلسطينيين حتى اليوم بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم، على الرغم من أن القانون الدولي اعترف أن لهؤلاء الحق في العودة إلى أراضيهم.

أسطورة 5 – هددت الدول العربية إسرائيل بالإبادة في حربي 1967 و1973

في الواقع، إسرائيل هي التي أطلقت الطلقة الأولى في “حرب الأيام الستة”. في وقت مبكر من صباح يوم 5 يونيو / حزيران، شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على مصر (ثم الجمهورية العربية المتحدة)، ونجحت في تدمير معظم طائرات القوات الجوية المصرية بينما كانت على الأرض.

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن: “في حزيران / يونيو 1967، كان الخيار لنا مرة أخرى. إن تركيزات الجيش المصري في سيناء لا تثبت أن جمال عبد الناصر كان على وشك مهاجمتنا. يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا. قررنا مهاجمته “.

كما اعترف الإسرائيليون بأن خطابهم الخاص في ذلك الوقت المتمركز حول “التهديد” بـ”الإبادة” من الدول العربية هو مجرد دعاية. واعترف الجنرال حاييم هرتسوغ الحاكم العسكري العام والجنرال الأول في الضفة الغربية المحتلة بعد الحرب بأنه “لم يكن هناك خطر إبادة. القيادة الإسرائيلية لم تؤمن أبدًا بهذا الخطر”.

كما قال الجنرال عازر وايزمان: “لم يكن هناك أبدًا خطر الإبادة. ولم يتم النظر في هذه الفرضية في أي اجتماع جدي”.

كما اعترف وزير الإسكان الإسرائيلي موردخاي بن توف بأن “القصة الكاملة لخطر الإبادة قد اخترعت بكل التفاصيل، وبشكل مبالغ فيه لتبرير ضم الأراضي العربية الجديدة”.

في عام 1973، في ما يسميه الإسرائيليون “حرب الغفران”، شنت مصر وسوريا هجومًا مفاجئًا على إسرائيل بهدف استعادة سيناء وهضبة الجولان. ويشار إلى هذا العمل المشترك على نطاق غربي واسع بأنه “غزو” أو “عمل عدواني” ضد إسرائيل.

في الواقع، خلال حرب 1973، قامت مصر وسوريا “بغزو” أراضيهما، التي احتلتها إسرائيل بشكل غير شرعي. والنتيجة الطبيعية لوصف هذه الحرب بأنها عدوان عربي تفترض ضمنًا أن شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة هي أراضٍ إسرائيلية. هذا الافتراض الخاطئ الكاذب يوضح التحيز الغربي المسبق والواضح في كل ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.

أسطورة 6 – دعا مجلس الأمن الدولي رقم 242 إلى انسحاب إسرائيلي جزئي.

صدر القرار 242 في أعقاب حرب حزيران / يونيو 1967 ودعا إلى “انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة”.

الادعاء الرئيسي لهذه الحجة هو عدم وجود “ال التعريف” قبل الأراضي المحتلة في تلك الصياغة، بما يعني أن المقصود ليس “كل الأراضي المحتلة”، يا للسخرية!

الأسطورة 7 – لا تقوم إسرائيل بأي اعتداء على العرب إلا للدفاع عن النفس أمام الإرهاب

الحقائق على الأرض تقول شيئًا آخر. لنأخذ على سبيل المثال، الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان عام 1982.

يزعم العالم الغربي أن هذه الحرب شنت كرد على القصف المستمر من قبل منظمة التحرير الفلسطينية على مناطق شمال إسرائيل، انطلاقًا من لبنان. والحقيقة هي أنه على الرغم من الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة، إلا أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت -باستثناء حالات قليلة فقط- تبادر دائمًا إلى وقف إطلاق النار. وكانت إسرائيل، في كل تلك الحالات، هي التي تنتهك أولًا وقف إطلاق النار.

يجب التأكيد على أن الصهاينة ليس لهم الحق في معظم الأراضي التي أعلنوها كجزء من إسرائيل، في حين أن العرب كانوا أصحاب هذا الحق. وبالتالي، لم تكن حرب العام 1948، كما يظهر في الحيز العام الغربي، عملًا عدوانيًا من جانب الدول العربية ضد إسرائيل. بل على العكس، كان العرب يتصرفون دفاعًا عن حقوقهم، في محاولة لمنع الصهاينة من الاستيلاء على أراضيهم بصورة غير مشروعة وغير عادلة، وحرمان السكان العرب منها. وكان العمل العدواني الوحيد هو الإعلان الصهيوني من جانب واحد عن وجود إسرائيل، واستخدام الصهاينة للعنف من أجل تنفيذ أهدافهم.

وفي سياق الحرب التي تلت ذلك، نفذت إسرائيل سياسة التطهير العرقي، إذ وجد قرابة 700،000 فلسطيني عربي أنفسهم مجبرين على ترك منازلهم أو الهرب بسبب الخوف من حدوث مزيد من المجازر. ولم يسمح لهؤلاء الفلسطينيين حتى اليوم بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم، على الرغم من أن القانون الدولي اعترف أن لهؤلاء الحق في العودة إلى أراضيهم.

أسطورة 8 – أعطى الله الأرض لليهود، وبالتالي فإن العرب هم المحتلون.

بعض اليهود يرون أن أفعال "دولة إسرائيل" مبررة بشكل مطلق لأن يد الله وراءها، ولأن سياساتها هي إرادة الله المطلقة. وهم يعتقدون أن الله أعطى لليهود أرض فلسطين، بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي فإن إسرائيل لديها “حق” في أخذها بالقوة من الفلسطينيين الذين يعتبرون، محتلين غير شرعيين للأرض.

ولكن يمكن للمرء أن ينتقل ببساطة إلى صفحات من الكتب المقدسة الخاصة بهم للتدليل على مدى فداحة خطأ هذه الاعتقادات. يغرم الصهيونيون بتكرار آيات من الكتاب المقدس للتدليل على صحة معتقداتهم، مثل:

“وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنه ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا 15 لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد 16 واجعل نسلك كتراب الأرض حتى إذا استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضًا يعد 17 قم امش في الأرض طولها وعرضها لأني لك أعطيها” (تكوين 13: 14-17)

“لأَنَّنِي أُعْطِي لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ جَمِيعَ هَذِهِ الأَرْضِ وَفَاءً بِقَسَمِي الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ.” (تكوين 26: 1-3)

غير أن الصهاينة يتجاهلون بشكل متعمد آيات أخرى تقدّم فهمًا أفضل:

«لكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي وَلَمْ تَعْمَلُوا كُلَّ هذِهِ الْوَصَايَا، 15 وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي، فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ، بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي، ” “وَأُوحِشُ الأَرْضَ فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا. 33 وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحَشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً.” (لاويين 26: 14، 15، 32-33)

الخلاصة، أنه صحيح أن الكتاب المقدس ذكر أن الله أعطى للعبرانيين الأرض، لكن كان ذلك بشرط طاعته وتنفيذ وصاياه. لكن الكتاب المقدس ذكر أيضًا أن العبرانيين لم يطيعوا أوامره، وكانوا عاصين. الصهاينة تجاهلوا مثل هذه الآيات التي تقول إنه في حال خالفوا أوامر الله فسيخرجهم من الأرض.

وهكذا، فإن الحجة اللاهوتية للصهيونية ليست فقط غير مقبولة من وجهة نظر علمانية، إنما هي تلفيق بالجملة من منظور الكتاب المقدس أيضًا، الأمر الذي يعني أن الوقوف إلى جانب الصهيونية هو مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس.

أسطورة 9 – الفلسطينيون يرفضون حل الدولتين لأنهم يريدون إبادة إسرائيل.

قبل الفلسطينيون منذ فترة طويلة حل الدولتين. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد اعترفت بدولة إسرائيل ووافقت على حل الدولتين. وعلى الرغم من ذلك، واصلت وسائل الإعلام الغربية خلال التسعينات القول بأن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت هذا الحل، وأنها أرادت أن تمحو إسرائيل من الخريطة.

وقد تكرر هذا النمط منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006؛ فحماس قبلت منذ سنوات واقع دولة إسرائيل وأبدت استعدادها لقبول دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل. لذلك؛ من واجب وسائل الإعلام الغربية اليوم أن تتوقف عن القول بأن حماس ترفض حل الدولتين، وتسعى إلى “تدمير إسرائيل”.

في وقت مبكر من عام 2004، وقبل اغتياله من قبل إسرائيل بوقت قصير، قال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين إن حماس يمكن لها أن تقبل بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ومنذ ذلك الحين أكدت حماس مرارًا وتكرارًا استعدادها لقبول حل الدولتين.

رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أيضًا، كتب من المنفى، في صحيفة الجارديان في لندن في يناير / كانون الثاني 2006 أن حماس “مستعدة لتحقيق سلام عادل”. وأضاف قائلًا “لن نعترف أبدًا بحق أي سلطة سلبنا أرضنا وحرماننا من حقوقنا الوطنية. ولكن اذا كنا مجبرين على قبول مبدأ الهدنة طويلة الأجل فإننا على استعداد للتفاوض بشروط”.

أسطورة 10 – الولايات المتحدة هي وسيط نزيه يسعى إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط

الولايات المتحدة تدعم سياسات إسرائيل بشكل واضح، بما في ذلك احتلالها غير القانوني وانتهاكات أخرى للقانون الإنساني الدولي. الولايات المتحدة تدعم السياسات الإجرامية الإسرائيلية ماليًا وعسكريًا ودبلوماسيًا.

فعلى سبيل المثال، أعلنت إدارة أوباما علنًا ​​أنها تعارض سياسة الاستيطان الإسرائيلية، و”ضغطت” ظاهريًا على إسرائيل لتجميد أنشطة الاستيطان. ولكن في وقت مبكر جدًا، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها لن تقلل المساعدات المالية أو العسكرية لإسرائيل، حتى لو خالفت إسرائيل القانون الدولي واستمرت في بناء المستوطنات. وكانت هذه الرسالة مفهومة تمامًا من قبل حكومة نتنياهو في إسرائيل، التي واصلت سياساتها الاستيطانية.

من ناحية ثانية، أصدر كل من مجلس النواب الأمريكي ومجلس الشيوخ قرارات تؤيد علنًا عملية “الرصاص المصبوب” في إسرائيل، على الرغم من استمرار تدفق التقارير التي تثبت جرائم الحرب الإسرائيلية فيها.

في اليوم الذي أصدر فيه مجلس الشيوخ الأمريكي قراره “إعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة القوي لإسرائيل في معركتها مع حماس” (8 يناير / كانون الثاني 2009)، أصدرت لجنة الصليب الأحمر الدولية بيانًا طالبت فيه إسرائيل بالسماح لها بمساعدة ضحايا النزاع لأن الجيش الإسرائيلي منع الوصول إلى الجرحى الفلسطينيين، الأمر الذي يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

وفى اليوم نفسه، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانًا يدين فيه إسرائيل بسبب إطلاق النار على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة كانت تقوم بتوصيل الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة، فيما قتل اثنان من موظفي الأمم المتحدة، كل هذه تعتبر جرائم حرب.

الدعم المالي الأمريكي لإسرائيل يتجاوز 3 مليارات دولار سنويًا. وعندما شنت إسرائيل حربًا لمعاقبة السكان المدنيين العزل في غزة، قاد طياروها طائرات أمريكية مقاتلة من طراز F-16 وطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي، وأسقطوا قنابل أمريكية الصنع، بل واستخدموا ذخائر الفسفور الأبيض في انتهاك للقانون الدولي.

ويشمل الدعم الدبلوماسي الأمريكي للجرائم الإسرائيلية استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

وبينما كانت إسرائيل تشن عملية الرصاص المصبوب، أخرت الولايات المتحدة صدور قرار يدعو إلى وضع حد للعنف، ثم امتنعت عن انتقاد إسرائيل.

من خلال دعمها غير المشروط تقريبًا لإسرائيل، فإن الولايات المتحدة قد عطلت فعليًا أي خطوات لتنفيذ حل الدولتين. إن ما يسمى بـ”عملية السلام” ظل لسنوات عديدة حبرًا على ورق نتيجة رفض الولايات المتحدة وإسرائيل حق تقرير المصير الفلسطيني ومنع إقامة أي دولة فلسطينية قابلة للحياة.

عن "كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية