في ظل استمرار فيروس كورونا باجتياح العالم، وازدياد أعداد المصابين بالعدوى يوماً بعد يوم، وعدم توصل العلماء للعلاج، تنتشر الكثير من الخرافات المتعلقة بالوقاية والعلاج من الفيروس، والتي يعتبر بعضها غير ضار نسبياً، فيما يُشكّل بعضها الآخر خطراً على الصحة، تالياً أكثر الشائعات انتشاراً على الإنترنت مع رأي العلم فيها.
يساعد الثوم في الحماية من بعض الميكروبات وفي علاج نزلات البرد، إلا أنّه لن يمنع الإصابة بفيروس كورونا
هل يساعد شرب "ثاني أكسيد الكلور" على التخلص من كورونا؟
قال نجم موقع يوتيوب، جوردان ساثر؛ الذي يتابعه الآلاف على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ مادة "ثاني أكسيد الكلور" المستخدمة في صناعة مساحيق الغسيل ومواد التنظيف المختلفة، تساعد على الشفاء من فيروس كورونا.
إلّا أنّ شرب هذه المادة الكيميائية يُشكّل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، ويمكن أن يسبب الجفاف الشديد والغثيان والقيئ والإسهال، وفقاً لإدارة الدواء الأمريكية؛ التي أكدت عدم وجود ما يثبت أن هذه المادة فعالة في علاج أي مرض.
هل تواجه "جزيئات الفضة" فيروس كورونا؟
انتشرت بعض النصائح التي تحثُّ على استخدام جزيئات صغيرة من الفضة تُسمى بـ "الفضة الغروية"، لمواجهة فيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: أعراض خفيّة لفيروس كورونا تُصعّب مواجهته
ويمكن أن يتسبب شرب هذه المادة بمشاكل صحية خطيرة؛ مثل تلف الكلى، ونوبات الصرع، ومشاكل في الأوعية الدموية، كما تؤكد السلطات الصحية الأمريكية عدم وجود أي دليل على فعالية هذه المادة في علاج أي مشكلة صحية.
هل يمكن صنع "معقم اليدين" منزلياً؟
أدّت المخاوف من الإصابة بفيروس كورونا في إيطاليا، إلى اختفاء معقمات اليدين من المتاجر، فضلاً عن ارتفاع أسعارها في دول أخرى، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتداول وصفات منزلية لصنع المعقمات، التي قد تسبب ضرراً للجلد، إذ إنّها أكثر ملائمة لتنظيف الأسطح، حيث تتكوّن المعقمات المعروفة من 60 إلى 70 بالمئة من الكحول، بالإضافة إلى بعض المركبات التي تجعلها ملائمة للجلد.
وفي هذا السياق، تقول الأستاذة في كلية لندن للصحة والطب سالي بلومفيلد؛ إنّها لا تعتقد بإمكانية تصنيع منتج فعال لتعقيم اليدين في المنزل، مشيرة إلى أنّ مشروب الفودكا الكحولي؛ الذي يستخدمه البعض للتعقيم يحتوي على 40 بالمئة من الكحول فقط، وفق ما أوردت شبكة "بي بي سي".
هل يمنع تناول "الثوم" الإصابة بالكورونا؟
قد يساعد الثوم في الحماية من بعض الميكروبات وفي علاج نزلات البرد، إلا أنّه لن يمنع الإصابة بفيروس كورونا كما تزعم بعض الإرشادات المتداولة على موقع فيسبوك.
ولا تعدّ العلاجات البديلة ضارة في كثيرٍ من الحالات، طالما أنّها لا تمنع اتباع النصائح الطبية المبنية على أدلة علمية، إلا أنّها قد تتسبب ببعض المشاكل الصحية أحياناً، فقد نشرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، قصة امرأة عانت من الالتهابات الشديدة في الحلق، بسبب تناولها 1.5 كيلوغرام من الثوم.
فيروس كورونا لا يعيش كثيراً في درجات حرارة مرتفعة خارج الجسم لكنّ العلم لا يعرف كيف تؤثر الحرارة على الفيروس المستجد
وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ الثوم من الأطعمة الصحية التي قد تساعد في مواجهة الميكروبات، إلا أنّه لا يوجد أي دليل على إمكانية حمايتك من الإصابة بالفيروس المستجد.
ومن الجدير بالذكر، أنّ تناول الفواكه والخضروات وشرب المياه، تساعد في الحفاظ على صحة جيدة، إلا أنّه لا يوجد أي أدلة على قدرتها في التخلص من فيروس كورونا.
هل يساعد شرب "المياه" كل 15 دقيقة على التخلص من الفيروسات؟
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، توصية منسوبة لطبيب ياباني، وصل عدد مشاركات النسخة العربية منها إلى 250 ألف مشاركة، وتحث التوصية على شرب المياه كل 15 دقيقة لطرد أي فيروس قد يدخل الفم.
اقرأ أيضاً: بالفيديو.. لجين عضاضة تتحدث عن إصابتها بفيروس كورونا
وفي هذا السياق، تقول الأستاذة الجامعية سالي بلومفيلد؛ إنّه لا يوجد أي دليل علمي على أنّ شرب المياه يساعد على طرد الفيروس من الجسم.
هل تساعد درجات الحرارة المرتفعة في مكافحة الكورونا؟
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً منسوباً لمنظمة "اليونيسيف"، يحث على شرب الماء الساخن والاستحمام به، وعلى التعرض لأشعة الشمس، وتجنب تناول المثلجات، للتخلص من فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، تقول شارلوت غورنيتزكا؛ التي تعمل في اليونيسيف على رصد الأخبار الكاذبة المتعلقة بفيروس كورونا، إنّ المنشور المتداول عارٍ من الصحة، مشيرة إلى أنّ الفيروس لا يعيش كثيراً في درجات حرارة مرتفعة خارج الجسم، لكنّ العلم لا يعرف كيف تؤثر الحرارة على الفيروس المستجد.
اقرأ أيضاً: مسابقات بلا جمهور ومحطات خالية.. هذا ما فعله كورونا بالمدن الأكثر ازدحاماً في العالم (صور)
وتؤكد الأستاذة الجامعية، بلومفيلد؛ أنّ شرب السوائل الساخنة أو الباردة لا يغير في درجة حرارة الجسم، حيث إنّها تظل مستقرة ما لم يعاني الشخص من المرض الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة جسمه، كما أنّ محاولة تسخين الجسم طريقة غير فعالة في مكافحة الفيروس.