45 دولة تبحث مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية... هذه أبرز النقاط

45 دولة تبحث مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية... هذه أبرز النقاط


27/07/2022

مع محاولات إيران المستمرة توسيع نفوذها داخل المنطقة العربية من خلال أذرعها الميليشياوية المختلفة في اليمن ولبنان وسوريا وغيرها من الدول العربية، شاركت قيادات دبلوماسية وسياسية وعسكرية وعدد من الأكاديميين من (45) دولة حول العالم في ندوة نظمها التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب عبر منصة "زووم"، لبحث التدخلات الإيرانية في دول المنطقة، والمخاطر الإقليمية والدولية المترتبة عليها، والحلول الممكنة للتصدي لتلك التدخلات؛ بهدف تعزيز أمن منطقة الخليج العربي.

وتحت عنوان "الدور الإيراني في منطقة الخليج العربي"، شهدت الندوة حضور قيادات دبلوماسية وسياسية وعسكرية وعدد من الأكاديميين من الإمارات العربية المتحدة، ومصر والسعودية والبحرين والكويت وسوريا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لـ"سكاي نيوز".

وتضمنت الندوة جلستين؛ الأولى بعنوان "إيران ودول الخليج العربي، ما بين البُعد الجغرافي والبعد السياسي"، حيث سلطت الضوء على خلفيات العلاقات بين إيران ودول الخليج، والدور الإيراني في منطقة الخليج العربي، ومخاطره، أمّا الثانية، فقد حملت عنوان "إيران وأمن منطقة الخليج العربي، ما بين الهواجس المحلية والمخاوف العالمية"، وركزت على التداعيات الإقليمية والدولية للدور الإيراني في المنطقة، وتأثير نتائج المفاوضات النووية على دور إيران في منطقة الخليج العربي.

شاركت قيادات دبلوماسية وسياسية وعسكرية وعدد من الأكاديميين من (45) دولة حول العالم في ندوة لبحث التدخلات الإيرانية في دول المنطقة

 وأشار جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي، إلى الدور الخطير الذي تلعبه إيران في المنطقة، معتبراً أنّه يهدد منطقة بأكملها بدولها وشعوبها وحضارتها وحداثتها.

وأكد السويدي أنّ خلفيات هذا الدور الإيراني المزعزع لمنطقة الخليج العربي غير مفهومة إطلاقاً، وأنّه لا يوجد مبرر لهذا الدور على كافة الأصعدة الدينية والإنسانية والاجتماعية والسياسية، معتبراً أنّ إيران تحاول توسيع دورها ليتخطى حدود المنطقة، وذلك عبر برنامج نووي خطير تبتزّ من خلاله العالم وقتما تشاء، وبالطريقة التي تشاء.

وأكد السويدي انفتاح قادة الخليج، الذين وصفهم بـ"قادة السلام والتنمية"، على حوار قائم على الندية والجدية وأسس الاحترام، ولا يكون على حساب الدول الخليجية، ولا يمسّ بسيادتها، مضيفاً: "إذا كان الحوار خياراً استراتيجياً وجوهرياً لدولتنا، فإنّ أمننا خط أحمر وغير قابل للتفاوض، ولا نقبل المساس به بأيّ شكل من الأشكال، ومهما كانت التضحيات".

إيران بين الثورة والدولة

سلط عبد الله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية البحرينية، نائب الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، رئيس مجلس الأمناء في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، سلط الضوء على التحولات التي شهدتها إيران منذ ثورة 1979، والتي أتت بنظام الملالي الذي يضع دول الخليج هدفاً على الدوام "من خلال مبدأ تصدير تلك الثورة" عن قصد، ووفقاً لإيديولوجية وآليات محددة.

واعتبر آل خليفة، خلال الندوة، أنّ التحولات التي شهدتها المنطقة العربية عام 2011 مثلت فرصة سانحة لإيران للتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، من خلال تأسيس ودعم ميليشيات مسلحة فيها، مشيراً إلى أنّ "إيران تأبى أن تكون دولة طبيعية، وما زالت محكومة بمعادلة الصراع بين مفهوم الثورة ومفهوم الدولة، ليبقى مفهوم الثورة عنواناً كبيراً لسياساتها الإقليمية".

أكد السويدي انفتاح قادة الخليج الذين وصفهم بـ"قادة السلام والتنمية" على حوار قائم على الندية والجدية وأسس الاحترام

وأكد أنّ "دول الخليج العربي لم تكن، ولن تكون، داعية للحرب، بل السلام هدفها، وبناء الثقة سبيلها، وحسن الجوار غايتها، وهي مفاهيم يتعين أن تجد صداها لدى النخب الحاكمة في إيران، من خلال حلّ المشكلات العالقة مع دول الخليج العربي، قبل الحديث عن بناء علاقات طبيعية على غرار بقية دول العالم".

إلى ذلك، أبرز خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي في جامعة الدول العربية، معاناة شعوب المنطقة العربية من تدخلات إيران المتزايدة على مدى العقدين الأخيرين بأشكال عدة تنوعت بين التدخل المباشر لعناصر الحرس الثوري الإيراني وذراعه الخارجية "فيلق القدس"، أو "التدخل غير المباشر من خلال وكلاء إيران وأذرعها في المنطقة من أحزاب وميليشيات مسلحة وحركات طائفية، وذلك بهدف توسيع دائرة النفوذ الإيراني في المنطقة".

وشدّد على أنّه "يجب أنّ يكون هناك نوايا صادقة من جانب إيران وبوادر ملموسة لبناء الثقة مع جيرانها، وذلك لجهة وقف التدخل في شؤونهم الداخلية، وخلاف ذلك لن يسهم في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، أو تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي المنشود".

 دور مزعزع

شدد نورمان رول، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، على "خطورة الدور الإيراني في منطقة الخليج العربي وتداعياته الإقليمية والدولية، معتبراً أنّ إيران تحاول أن تكون دولة مسيطرة، وعلى المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً حيال ذلك".

إلى ذلك، قال باولو كاساكا، العضو السابق في البرلمان الأوروبي ورئيس منتدى جنوب آسيا للديمقراطية: إنّ دور إيران "مزعزع للمنطقة بشكل كبير، وعلى المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً حيال هذا الأمر"، لافتاً إلى أنّ  المجتمع الدولي بذل الكثير من الجهود في هذا الإطار، لكنّه لم ينجح بذلك، لأنّ إيران "قادرة على المواربة والخداع".

وفي السياق ذاته، قال كريستيان ويتون المستشار السابق في إدارة الرئيسين جورج دبليو بوش ودونالد ترامب: إنّ الدور الإيراني في المنطقة هو دور خطير جداً، ويستهدف حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة الأمريكية.

واختتم قائلاً: إنّ "المفاوضات مع إيران مهمة، لكنّ الأخيرة ترفض ذلك، وإنّ إدارة بايدن مصرة على إتمام الاتفاق النووي" مؤكداً أنّ "إيران تستفيد من الوضع الراهن لمواصلة تخصيب اليورانيوم".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية