وزير العدل اللبناني الأسبق لــ "حفريات": إيران وسوريا اغتالتا الحريري بأدوات حزب الله

وزير العدل اللبناني الأسبق لــ "حفريات": إيران وسوريا اغتالتا الحريري بأدوات حزب الله


26/08/2020

أجرى الحوار: كريم شفيق

أعرب اللواء أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني الأسبق، عن اعتقاده بأنّ إيران وسوريا اغتالتا الحريري بأدوات حزب الله، وأنّ حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في قضية مقتل رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، لم يتخطَّ فيما استند إليه من معطيات وأدلة دانت المتهمين المرتبطين بحزب الله، ما تمّ تقديمه من معلومات وحقائق من جانب الفريق الأمني الذي عمل معه، خاصة أنّه شغل منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي، عقب خروج الجيش السوري من لبنان؛ إذ شارك في عملية جمع المعلومات مع لجان التحقيق الدولية، وتولى مهمة ضابط الارتباط بين "لجنة فيتزجيرالد" والدولة اللبنانية.

 ميشيل عون يقول ما يريده حزب الله، والمشروع الإيراني في لبنان أحرق البلد أمنياً وسياسياً واقتصادياً، كما تسبّب في انفصاله وعزلته عن محيطه العربي والإقليمي الحيوي

 وأكد ريفي، في حواره مع "حفريات" أنّ "قرار اغتيال الحريري تمّ تدبيره من جانب النظامين الإيراني والسوري، ولم يكن حزب الله سوى الأداة المنفذة".

وشدّد ريفي، المولود في طرابلس، شمال لبنان، عام 1954، على ضرورة اصطفاف القوى العربية والإقليمية، بغية بلورة مشروع مواز للمشروع الإيراني، والتصدي إلى تهديداته السياسية والأمنية، سواء في لبنان أو المنطقة، مؤكداً أنّ "التوقيت مناسب، في ظلّ تآكل الحاضنة المجتمعية والشعبية لحزب الله، وسقوط مقولات حسن نصر الله، التي تبيّن زيفها ونفاقها، إضافة إلى سقوط الحماية المسيحية عنه التي اقتنعت للحظة بخطاباته المؤدلجة، بينما تعرض المسيحيون للقتل والتهجير بواسطة سلاحه".

هنا نصّ الحوار..

إلى أيّ حدّ كشف انفجار مرفأ بيروت عن حجم الفساد في لبنان، من ناحية، والوضع الهش للحكومة، والأجهزة الأمنية، من ناحية أخرى، خاصة بعد إعلان المسؤولين عدم معرفتهم بالمادة المتسببة في الانفجار؟

لا شكّ في أنّ انفجار المرفأ كشف عورات النظام والطبقة السياسية في لبنان، كما كشف استباحة حزب الله للأمن اللبناني، ومرافقه الإستراتيجية، كذلك أوضح ضعف الطبقة السياسية الحالية، وتبعيتها المباشرة لحزب الله، وبالنهاية أصبح أمن لبنان مكشوفاً من دون غطاء أو حماية، ولا يعدّ المرفأ الذي وقع فيه الانفجار البؤرة الأمنية الوحيدة المكشوفة؛ إذ إنّنا نعرف أنّ الحزب يعدّ مسؤولاً عن المرفأ، بل وكلّ تاجر موجود هناك يعرف تلك المعلومة، من خلال متابعته اليومية لسيطرة عناصر الحزب الذين يستفيدون منه، تجارياً وجمركياً، وقد اعترف رئيس الجمهورية، ميشيل عون، بعد ذلك؛ بأنّه في20 تموز (يوليو) الماضي، وصلته معلومات رسمية تفيد بوجود مواد متفجرة بالمرفأ، بينما كان أحد مستشاريه بصدد عمل زيارة لهذا العنبر، تحديداً، الذي وقع فيه الانفجار، لكن تمّ إلغاء الزيارة في اللحظات الأخيرة.

ومن جانب آخر؛ لا يمكن تجاهل ما أعلنته إسرائيل، قبل فترة ليست ببعيدة، عن وجود عدة مخابئ لتخزين أسلحة وصواريخ دقيقة، تابعة لحزب الله، في مناطق آهلة بالسكان، ومن بينها المرفأ، وهو ما كان ينبغي التعاطي معه بشكل منضبط، من الناحية الأمنية، وإخلاء السلاح من المناطق التي يتواجد فيها المدنيون، بالتالي، أتفق مع البطريرك الماروني، بشارة الراعي، الذي دعا لهذا الأمر، لحماية أمن الناس، والحفاظ على سلامتهم، خاصة أنّه، من وجهة نظر أمنية، هذه الأماكن تتحول إلى مواقع مستهدفة.

برأيك؛ ما سبب تخزين كلّ تلك الكمية من المتفجرات الهائلة (2750) طناً من نترات الأمونيوم؟

تقديراتي الشخصية؛ أنّ جزءاً من تلك المتفجرات المخزنة بالمرفأ، ذهب للنظام السوري، الذي، بدوره، استعملها ضدّ شعبه، وقصفهم بالبراميل المتفجرة، بينما أرسل جزء آخر إلى دول عربية بعينها، وأخرى أجنبية، لتحوزها الخلايا الأمنية الإرهابية التابعة لإيران، بالتالي، هذا المربع الأمني، الذي وجد في مرفأ بيروت كان لتحقيق أهداف إرهابية، في الداخل والخارج اللبناني، لحساب إيران، ووكيلها المحلي، حزب الله.

إذاً، كيف ترى تلكؤ الحكومة في التعامل مع كلّ هذه المعلومات، وتنصّل حزب الله من المسؤولية المباشرة الموجهة له؟

اعتاد حزب الله، بالفعل، وضع الأسلحة بين المدنيين، وتحويل اللبنانيين إلى دروع بشرية، لحماية أماكن نفوذه وتواجده، لكنّ الحزب، في المقابل، ينفذ بالتبعية أوامر النظام الإيراني. وإعلان حزب الله عدم معرفته بالمواد المخزنة في المرفأ محض كذب، بينما الإرهاب الحقيقي الذي يمارسه الحزب، يتمثّل في قتل جميع اللبنانيين على حدّ سواء.

حزب الله لا يتوانى عن صناعة خطابات مزيفة ومنافقة، مثل دعم الأقليات، وهو ما ليس حقيقياً، أو كونه داعماً للقضية الفلسطينية، دون أن يكون هناك ما يؤكد ذلك

وعلى سبيل المثال؛ عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، لم تكن لديّ مؤشرات، في البداية، حول ضلوع حزب الله في عملية الاغتيال، حتى إنّه أبدى استعداده وقتها للمشاركة في التحقيق أمام أفراد عائلة الحريري، ثم تبيّن من خلال الفريق الذي شكلتُه، وعمل معي في فرع المعلومات بالأمن الداخلي اللبناني، بعد عام واحد، تورّط الحزب مباشرة في الاغتيال، وقد تعرّض ثمانية أفراد كانوا ضمن الفريق الذي عمل على هذا الملف للاغتيال، أثناء الكشف عن حقيقة ما جرى، الأمر الذي أثبتته المحكمة الدولية، حيث قالت إنّ أحد أعضاء الحزب مع مجموعة أخرى تعاونوا بشكل منظم لتنفيذ الجريمة ضدّ رئيس الوزراء.

كيف ترى موقف الرئيس اللبناني من الانفجار ورفضه تحقيقاً عربياً ودولياً؟

ميشيل عون يقول ما يريده حزب الله، وليس ما يخدم اللبنانيين؛ هو مرشّح المشروع الإيراني، وكنت ممن واجه هذا الخيار بقوة، محاولاً التصدي له؛ لأنّه لا يمكن أن يكون رئيس لبنان هو من يغطي سلاح حزب الله، غير الشرعي، ويغطي الانتهاكات المتواصلة ضدّ سيادة لبنان، هذا ليس رئيس لبنان إنّما رئيس دويلة حزب الله، ومن ثمّ؛ عون ليس الحاكم الفعلي، إنما حسن نصر الله.

ما مآلات هذا الدور وتداعيات تلك السياسة على لبنان وغيره من البلدان التي انخرطت فيها قوى الإسلام السياسي، بجناحيها السنّي والشيعي، من الناحيتين الأمنية والسياسية؟

لا شكّ في أنّ المشروع الإيراني في لبنان أحرق البلد، أحرقه أمنياً وسياسياً واقتصادياً، كما تسبَّب في انفصاله وعزلته عن محيطه العربي والإقليمي الحيوي، وكذا تجميد علاقاته مع الغرب.

الخطأ الذي حدث، في حقيقة الأمر؛ أنّ إيران لديها مشروع للتغول، وتكريس نفوذها بلبنان والمنطقة، وعليه؛ وفّرت التمويل والسلاح وكلّ الدعم الممكن لعملائها، بل وتتابع مجرياته وتفاصيله، بصورة يومية، الأمر الذي يجعل لبنان في حاجة إلى دعم موازٍ، ومشروع آخر، لجهة إحداث التوازن السياسي والإقليمي، وذلك لمجابهة المشروع الإيراني، وتعطيل تمدده.

ومن ثمّ؛ فإنّنا نقف في صلب المشروع العربي المرتكز على العروبة الحديثة، التي تحترم استقلال كلّ دولة عربية، ونرفض أيّ مشروع أيديولوجي يريد المساس بسيادة أيّة دولة، والأساس بالنسبة إلينا هو تضامننا، كعالم عربي، في وجه أيّ مشروع إقليمي، يسعى لفرض السيطرة والهيمنة السياسية والميدانية.

هل يمكن إعادة لبنان ليكون ضمن محيطه القومي العربي؟ وكيف؟ 

لم تقصّر الدول العربية في تقديم الدعم للبنان، لكن، في النهاية، نحن نفتقد مشروعاً إقليمياً يصطف لمواجهة وكلاء إيران، خاصة أنّ حزب الله لا يتوانى عن صناعة خطابات مزيفة ومنافقة، مثل أنّه يدعم الأقليات، وهو ما ليس حقيقياً، أو كونه داعماً للقضية الفلسطينية، دون أن يكون هناك، في الواقع، ما يؤكّد ذلك ويدعمه، لكن استطاع، عبر أجهزته الإعلامية والأيديولوجية، أن يؤثر ويضغط على البعض بتلك المقولات، والخطابات المزيفة، فأقنع المسيحيين أنه يحميهم من داعش، رغم أنّ الأخير هو وجه آخر للإرهاب الإيراني.   

وأذكر أنّ تنظيم "فتح الإسلام"، الذي ظهر في لبنان، تحديداً في مخيم نهر البارد، عام 2006، وكنت أحد الذين اكتشفوا وجوده، وخضنا قتالاً ضدّ عناصره المتطرفة مع الجيش اللبناني لتصفيته، في أيار (مايو) 2007، ينتمي للمدرسة ذاتها التي أنتجت داعش، وقد خرجت من سجون نوري المالكي، الذي هو عميل إيران بالعراق، كما خرجت من سجون بشار الأسد الذي ينتمي للمحور نفسه، المحور الإيراني.

أغلب الجرائم التي تعرضت لها قوى 14 آذار، كان القاتل الوحيد يتمثل في المحور الإيراني السوري. وعلى مسؤوليتي أقول إنّ من قتل وسام عيد ووسام حسن هو حزب الله

وفي النهاية؛ أعود وأطالب بمشروع عربي حقيقي للتخلص من الميليشيات التي أحرقت البلد، ويكون المشروع قادراً على إحياء الوطنية اللبنانية؛ لأنّها السبيل الوحيد لخنق حزب الله، وميلشياته، في بيئة جغرافية محددة وصغيرة، حتى نتخلص منه بدعم عربي، وأعتقد أنّ الوقت مناسب لاقتلاعه، بوصفه مشروعاً إيرانياً بلبنان والمنطقة، لا سيما أنّ الغطاء المسيحي الذي أتاحه ميشيل عون للحزب في حالة احتضار، ويعاني من الانهيار الكامل، بعد أن تبيّن أنّه سبب قتلهم وتهجيرهم، وبالتالي، سقطت مقولة حسن نصر الله باعتباره يحمي الأقليات، فهو لا يحمي غير أسياده الإيرانيين.

ويضاف إلى ذلك؛ أنّ نصر لله قد حوّل المقاومة اللبنانية إلى مقاومة مذهبية طائفية، تقتات على الدم والقتل، الذي لم يستثنِ منه حتى أبناء طائفته الشيعية المعارضين لسياساته، ومن ثم، فإنّ تحرير لبنان أصبح ضرورة، بعد أن تحوّل أمين حزب الله إلى قاتل لكلّ الطوائف، ومثقل بدماء الجميع.

بعد الإعلان عن نتائج التحقيق الدولي في قضية مقتل رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، من المحكمة الدولية؛ ما هي شهادتك حول تلك القضية؟

بداية، فإنّه أثناء تسلمي مهامي كقائد لقوى الأمن الداخلي، بعد خروج الجيش السوري من لبنان بيومين فقط، واجهتني العديد من الصعوبات؛ لأنّ الوضع داخل الجهاز الأمني كان ضعيفاً لدرجة أنّه لا يمكن أن يكشف أو يتحقق من جريمة جنائية عادية، بالتالي، كانت مهمتي الأولى تتصل بتطوير الإمكانيات الداخلية للمؤسسة، الأمر الذي تمّ بدعم عدد من القوى العربية، على رأسها الإمارات والسعودية والكويت، وكذا أوروبا والولايات المتحدة، وفي فترة زمنية نموذجية، تحوّلت المؤسسة من وضعها التقليدي إلى وضع أفضل وأكثر فاعلية، ومن ثم، بدأنا الكشف عن الخيوط الأولى للجريمة، وخلال عام واحد، قدّمت للجنة التحقيق الدولية الملف  كاملاً.

ولا شكّ لديّ في أنّ اغتيال الحريري أمر مدبّر وليس عشوائياً، والجهة المسؤولة عنه، النظامان الإيراني والسوري، بينما لم يكن حزب الله سوى الأداة التي نفذت، وحصلت على كلّ الدعم من الاستخبارات السورية، سواء فيما يتصل بالمعلومات أو غيرها من الأمور اللوجيستية.

ما أبرز المحطات التي شهدتها فترة التحقيق للوقوف على هوية المتهمين وتحديد ارتباطاتهم التنظيمية؟

تحديد هوية المتهمين استغرقت وقتاً ليس بالقليل، والمهمة لم تكن سهلة بأيّ حال، وقد تعرضنا لضغوطات جمّة، من بينها، تعرّض عدد لا يستهان به من فريقي للاغتيال، من بينهم رئيس اللجنة الفنية في شعبة المعلومات، الرائد وسام عيد، الذي اغتيل عام 2008، إضافة إلى استهداف آخرين، لكن عيد هو من كشف الخيط الأول والمباشر في الجريمة، بواسطة تحليل المعلومات في الاتصالات التي تمت من هواتف المتهمين؛ حيث تمكّن من معرفة وتحديد خطوط الهواتف النقالة، والتي كانت تقوم بمراقبة رئيس الوزراء، بل وتتابع تحركاته، لمدة شهرين، بيد أنّها تعطلت فجأة، عقب الانفجار، في شباط (فبراير) 2005.

أطالب بمشروع عربي حقيقي للتخلص من الميليشيات التي أحرقت البلد، ويكون المشروع قادراً على إحياء الوطنية اللبنانية؛ لأنها السبيل الوحيد لخنق حزب الله في بيئة جغرافية محددة وصغيرة

كما أنّ اللواء وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات، أكّد لي، وقتذاك، أثناء التحقيق ومتابعة المعلومات؛ أنّ الخطوط التي تمّ اكتشافها أجرت اتصالاً من منطقة البقاع برقم هاتف في الضاحية الجنوبية، وبواسطة ذلك، تمكّن الفريق من تحديد هوية صاحب الرقم، هذه المعلومات وضعها سعد الحريري أمام حسن نصر الله، وطلب منه تفسيراً وتوضيحاً لذلك، ومعرفة صلة هذه الخلايا التابعة للحزب بالحادث، خاصة أنّه قد تمّ الكشف عن وجودها وهي تراقب مواقع تحركات الحريري، وبرّر نصر الله للحريري الابن ذلك بأنّهم كانوا بصدد مراقبة عملاء إسرائيل.

هل كانت ثمة مخاطر أو ضغوطات مباشرة على فريق التحقيق؟

لا شكّ في أنّ لجنة التحقيق الدولية ساهمت في حمايتنا، لأنّه لو لم تكن هذه الحماية الدولية معنا لقتلنا جميعاً، وهو ما حدث بالفعل، لكن بدرجة أقل؛ فهناك أشخاص ضمن فريقنا تعرضوا للاغتيال، وأغلب الجرائم التي تعرض لها محور قوى 14 آذار، كان القاتل الوحيد والمجرم الذي انخرط فيها، يتمثل في المحور الإيراني السوري.

وعلى مسؤوليتي أقول إنّ من قتل وسام عيد ووسام حسن هو حزب الله، وللأسف، المحكمة الدولية لا يحقّ لها اتهام دول إنّما أشخاص فقط.

ما تصورك لخروج لبنان من الانسداد السياسي والأزمة الاقتصادية غير المسبوقة؟

إلغاء الطبقة السياسية الحاكمة، وتشكيل حكومة انتقالية، تكون بمثابة حكومة إنقاذ وطني، بشرط ألا تستعين بأحد من تلك الطبقة التي أحرقت البلد لتحقيق مصالحها الخاصة، وقد أثبتت فشلها، من ناحية، وعدم صلاحيتها للحكم، من ناحية أخرى. مسارنا السياسي يشبه المسار العراقي، والأخير أسقط رئيس الحكومة التابع لإيران، وتمّ اختيار آخر يحاول أن يصنع حكومة وطنية عراقية، كما يضغط باتجاه سدّ كلّ المنافذ التي تتسلل منها إيران، وعليه؛ فإنّنا في حاجة لحكومة وطنية لبنانية، لا توجد لديها فواتير عليها أن تدفعها لطهران، وغير منبطحة لقوى خارجية، هذه الطبقة السياسية الموجودة في لبنان، تحوّلت إلى مافيا تنهب أموال الدولة وخزائنها ومصارفها، وبالدرجة نفسها تفتك بالمواطنين اجتماعياً، وتستقطبهم في المربعات المذهبية والطائفية الضيقة.

الحراك اللبناني، باختصار، يطرح خياراً لا يستهدف الانتماء الطائفي ولا المناطقي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية