انطلق، أمس، مؤتمر وارسو للشرق الأوسط، الذي يستمر ليومين، وتحاول الولايات المتحدة فيه حشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية، والضغط على إيران.
لكن يبدو أنّها لم تنجح في كسب تأييد أطراف جديدة، سيما مع خفض القوى الأوروبية تمثيلها، وفق ما أوردت "فرانس برس".
وأشار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى أنّ وزراء الخارجية من بلدان عديدة سيتعاملون في بولندا مع مسألة "نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار" في الشرق الأوسط.
ويشكل التجمع مناسبة لاستعراض وحدة الصف كرد قوي على نظام إيران الديني الذي يحتفل هذا الأسبوع بمرور 40 عاماً على إطاحة الإسلاميين المتشددين بالشاه المقرب من الغرب، محمد رضا بهلوي، وإقامة الجمهورية الإسلامية.
لم تنجح أمريكا في كسب تأييد أطراف جديدة سيما مع خفض القوى الأوروبية تمثيلها في وارسو
لكن مع تأكد حضور عدد محدود فقط من الشخصيات البارزة، خففت الولايات المتحدة وبولندا جدول الأعمال، فأشارتا إلى أنّ المؤتمر لن يركز على إيران، أو يؤسس تحالفاً ضدها، لكنّه سيهتم أكثر بالنظر بشكل أوسع إلى الشرق الأوسط.
من جهته، سيلقي نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، خطاباً أمام المؤتمر الذي يشارك بومبيو في استضافته.
ورغم أنّ الاجتماع يجري في الاتحاد الأوروبي، ستخفض كبرى القوى الأوروبية تمثيلها فيه، باستثناء بريطانيا، التي ستوفد وزير خارجيتها، جيريمي هانت، الذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالتطرق إلى الأزمة الإنسانية في اليمن.
وبررت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عدم حضورها بارتباطها بالتزامات مسبقة، لكنها ستلتقي بدلاً من ذلك بومبيو في بروكسل، وهو في طريقه إلى الولايات المتحدة.
وحتى مضيفة المؤتمر، بولندا، التي تسعى لتعزيز علاقاتها بالولايات المتحدة أمام تنامي النفوذ الروسي، أكدت من جانبها أنّها ما تزال ملتزمة بموقف الاتحاد الأوروبي الداعم لاتفاق 2015، الذي تفاوض عليه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لتخفيف العقوبات على إيران مقابل فرضها قيوداً على برنامجها النووي.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحابه من الاتفاق العام الماضي، واصفاً إياه بـ "الرديء"، وأعاد فرض عقوبات تهدف لخنق اقتصاد إيران والحد من نفوذها الإقليمي.
ومن المتوقَّع أن تكشف الولايات المتحدة في وارسو ملامح تتعلق باقتراحاتها من أجل تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهتها، رفضت الحكومة الفلسطينية، التي وصفت مؤتمر وارسو بأنه "مؤامرة أمريكية"، عقد أيّة محادثات مع الولايات المتحدة، ما لم تتبع الأخيرة سياسية متوازنة، على حدّ تعبير الجانب الفلسطيني.
إيران؛ التي لم تدعَ إلى وارسو، استدعت السفير البولندي للاحتجاج، لكن في مسعى لاستعراض نفوذ بلاده الدبلوماسي، سيسافر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تزامناً مع انعقاد المؤتمر إلى روسيا، التي رفضت حضور اجتماع وارسو.
وسيلتقي روحاني في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، لمناقشة الوضع في سوريا، التي قرّر ترامب سحب قواته منها.