هل ينجح المغرب في إعادة الليبيين إلى طاولة الحوار؟

هل ينجح المغرب في إعادة الليبيين إلى طاولة الحوار؟


28/07/2020

بدأ رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، منذ أيام جولات وتحركات دولية للوصول إلى حل لأزمة بلاده، فمن موسكو إلى جنيف ثم روما، تبعتها زيارة إلى الجزائر وصولاً إلى المغرب.

عقيلة صالح يدين من المغرب التدخل العسكري التركي في بلاده واستمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة لدعم حكومة الوفاق

وتأتي أهمية زيارة المغرب، الذي عقد فيه اتفاق الصخيرات، في وقت تشدد فيه الرباط على ضرورة التكاتف الدولي في مواجهة التدهور المستمر للأوضاع في ليبيا، وعلى ضرورة تطبيق بنود الاتفاق، للوصول إلى حل سياسي للأزمة، منتقداً التدخل العسكري التركي في ليبيا، مؤكداً أنّ هذا التدخل كان في السابق عبارة عن تدخل سياسي، لكنه بات اليوم تدخلاً عسكرياً علنياً، وفق ما أورد موقع "هسبريس".

رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح

وعقد رئيس مجلس النواب الليبي، أمس، لقاءً مع نظيره المغربي، الحبيب المالكي المغربي، للتشاور حول مبادرته للحل، وبحث سبل تحقيق الأمن والسلام في هذا البلد.

وجدّد صالح، رفض ليبيا التدخل العسكري التركي، وقال في معرض رده على سؤال صحفي: "الآن التدخل العسكري يحدث نهاراً، والسلاح والمرتزقة والجنود الأتراك يتدخلون في ليبيا أمام أنظار العالم".

اقرأ أيضاً: الجزائر إذ تقطع الطريق على التدخلات التركية في ليبيا

وأبدى رئيس مجلس النواب الليبي أسفه لعدم اتخاذ أي إجراءات ضد التدخل التركي في بلاده، مضيفاً أنّ هذا الصمت بات معه وكأنّه "أمر مشروع في ليبيا"، مضيفاً أنّ "ما توصلت إليه الأطراف الليبية من حلول، آخرها مبادرة مجلس النواب الليبي، وإعلان القاهرة، يتمثل في إيجاد حل لا يتعارض مع اتفاق الصخيرات ومؤتمر برلين"، وتابع أنّ المبادرات الأخيرة تؤكد أنّ سبب عدم تنفيذ الاتفاق السياسي يكمن في "عدم قدرة الذين كلفوا بالسلطة في ليبيا على القيام بمهامهم وما تم الاتفاق عليه في الصخيرات، وأهمها الترتيبات الأمنية واتخاذ القرارات بالإجماع والحصول على ثقة البرلمان الليبي، وهو ما لم يحدث"، مشيراً إلى أنّ مبادرته الأخيرة لاقت ترحيباً ليبياً ودولياً وأممياً.

وزير الخارجية المغربي: مبادرة مجلس النواب الليبي لإيجاد حل للملف الليبي تشكل تطوراً إيجابياً لاتفاق الصخيرات

وأكد صالح أنّ زيارته إلى المغرب جاءت لطلب الدعم بشأن مبادرته لحل الأزمة الليبية، "بحكم المكانة القوية التي يتميز بها المغرب على الصعيدين؛ الدولي والعربي"، داعياً الرباط إلى دعمه في إيجاد حل للأزمة والوصول إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل سلطة تنفيذية جديدة تتولى شؤون البلاد في المرحلة المؤقتة، قبل المرور إلى مرحلة إنجاز الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

اقرأ أيضاً: المفكر الصهيوني برنارد هنري ليفي في ليبيا.. ما علاقة الوفاق؟

من جانبه، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في مؤتمر صحفي مشترك مع ضيفه، إنّ مبادرة مجلس النواب الليبي لإيجاد حل للملف الليبي تشكل تطوراً إيجابياً لتطوير اتفاق الصخيرات في جوانبه المؤسساتية.

 وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة

وشدّد بوريطة أنّ مبادرة المجلس الليبي "فيها الكثير من الجوانب التي يمكن الاعتماد عليها لتطوير المؤسسات الليبية، سواء المجلس الرئاسي أو الأجهزة الأخرى"، وأضاف أنّ المغرب يرى بأنّ المبادرة الأساسية لحل الأزمة الليبية هي "المبادرة التي يتفق عليها الليبيون، والمبادرة النابعة من الليبيين أنفسهم".

اقرأ أيضاً: حياد برلين يتآكل: هل تدخل ألمانيا حلبة الصراع في ليبيا؟

وأكد بوريطة أنّه بالنسبة للمغرب فإنّ "تزايد المبادرات هو جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل؛ لأن ليبيا ليست أصلاً تجارياً"، متابعاً: "ليبيا هي تاريخ ووحدة وطنية وشعب له أمل في المستقبل، وله تأثير كبير على الاستقرار في منطقة شمال أفريقيا".

وأشار إلى أنّ "مملكة المغرب، وإن لم تكن لها مبادرة، فلها دائماً باب مفتوح لليبيين، من أجل الحوار وتقريب وجهات النظر بدون أي أجندة أو مصلحة"، مؤكداً أنّ مصلحة بلاده الوحيدة هنا "هي مصلحة ليبيا واستقرارها وخروجها من هذا الوضع المتأزم".

واغتنم وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، عبد الهادي الحويج، أمس، فرصة زيارة عقيلة صالح إلى المغرب للمطالبة بدعم دولي وإقليمي لمبادرة مجلس نواب بلاده.

اقرأ أيضاً: ماذا يريد الإخوان من ليبيا؟

وقال الحويج، في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية"، إنّ "زيارة المغرب تهدف لحشد الدعم الإقليمي والدولي لمبادرة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح"، واصفاً المبادرة بأنّها الحل الأنجح للأزمة، مشدداً على أنّ "الحل النهائي يتطلب وضع السلاح بيد الدولة وخروج جميع المرتزقة... عندما تتكون قناعات مشتركة لدى الجميع سنتوصل إلى حل للأزمة الليبية".

وتابع: "نحن مع التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار، وبدء عملية سياسية عبر انخراط كل الأطراف الليبية في مبادرة عقيلة صالح".

أطلق البرلمان الليبي مبادرة للحل السياسي في البلاد

وتأتي زيارة عقيلة صالح تزامناً مع زيارة وفد من حكومة "الوفاق" المغرب ومع حديث عن مساع مغربية لجمع طرفي النزاع، ومحاولة تقريب وجهات النظر بينهما من خلال مبادرة يجري التحضير لها، منذ شباط (فبراير) الماضي، لحل النزاع في ليبيا من خلال نسخة منقّحة من اتفاق الصخيرات، وفق ما أوردت "فرانس برس".

الحويج: زيارة صالح إلى المغرب تهدف لحشد الدعم الإقليمي والدولي لمبادرته

وتعمل الدبلوماسية المغربية على إنضاج هذه المبادرة منذ عودتها للعب دور الوساطة بين الأطراف الليبية المتصارعة، إثر استبعادها من مؤتمر برلين، إذ باشر وزير الخارجية، ناصر بوريطة، في شباط (فبراير) وآذار (مارس) الماضيين، مباحثات رسمية وأخرى عبر الهاتف، مع طرفي النزاع الرئيسيين في ليبيا؛ حكومة الوفاق ومجلس النواب الليبي والجيش الليبي.

اقرأ أيضاً: تركيا تستمر في خرق حظر التسليح في ليبيا.. هذه أبرز أسلحتها

وكان قد أطلق البرلمان الليبي مبادرة للحل السياسي في البلاد، لحل الأزمة السياسية المتعثرة في البلاد، تتعلق بإعادة اختيار المجلس الرئاسي وبتسمية مجلس وزراء ونواب لهم يمثلون الأقاليم الليبية الثلاثة، وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي، وتتعلق أيضاً بدور القوات المسلحة الوطنية الليبية، وباستمرار عمل مجلس النواب إلى حين انتخاب مجلس نواب جديد.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية