المفكر الصهيوني برنارد هنري ليفي في ليبيا.. ما علاقة الوفاق؟

المفكر الصهيوني برنارد هنري ليفي في ليبيا.. ما علاقة الوفاق؟


26/07/2020

مجدّداً يعود اسم برنارد هنري ليفي، الملقب بـ "شيطان الفوضى"، و"فيلسوف الدم"، و"عرّاب الخراب" للظهور في الساحة الليبية التي تشهد تصاعداً خطيراً في الأحداث، في ظل تحشيدات كبيرة تحضيراً لمعركة سرت التي تدفع إليها الميليشيات بتحريض ودعم من تركيا، الساعية للسيطرة على الحقول النفطية ونهب ثروات البلد الذي مزقته الانقسامات والحروب منذ عام 2011.

اقرأ أيضاً: لماذا يهدد رجل تركيا الأول في حكومة الوفاق بالاستقالة؟

ويعود ليفي، الذي عرفته ساحات البوسنة وكوسوفو وجبال أفغانستان، وساحات العراق، ومناطق الانفصال في كردستان والسودان ودارفور، وليبيا ومصر وسوريا، إلى ليبيا وبالتحديد إلى مناطق سيطرة ميليشيات الوفاق، لأهداف ليست خفية على أحد، تتعلق بالدعم الدولي لتطلعات قادة الوفاق ومرتزقة أردوغان.  

اقرأ أيضاً: ليبيا وصراعات "ميليشيات الوفاق" 

وقد أكدت تقارير إعلامية وصوله إلى مصراتة أمس، في زيارة لم تعلن عنها حكومة الوفاق مسبقاً، لكنّ مصادر إعلامية أكدت أنّ الزيارة جرت بترتيب مع وزارة داخلية الوفاق. ووفق جدول متداول على صفحات التواصل الاجتماعي الليبية، فإنّ زيارة ليفي ستشمل إلى جانب مصراتة، الخمس وترهونة، وسيلتقي خلالها شخصيات سياسية وعسكرية من مدينة مصراتة، ويطلع على المقابر الجماعية في ترهونة، ثم يقوم بجولة في مدينة لبدة الأثرية، وفق ما نقلت صحيفة "بوابة أفريقيا".

أهدافه ليست خفية على أحد فهي تتعلق بالدعم الدولي لتطلعات قادة الوفاق ومرتزقة أردوغان

وسبق أن أكدت وسائل إعلام عربية خبر زيارة ليفي إلى ليبيا، حيث نشرت مجلة "الكوريرا الجزائرية" الناطقة بالفرنسية، في عددها الصادر يوم 16 تموز (يوليو) الجاري، كاركاتيراً يظهر برنارد هنري ليفي بصورة شيطان "مصّاص دماء" وعنونت الصورة بعبارة تقول: "القاتل يعود إلى مسرح الجريمة! برنارد ليفي يستعدّ للعودة إلى مصراتة في ليبيا".

أكّدت مصادر إعلامية أنّ زيارة ليفي جرت بترتيب مع وزارة داخلية الوفاق وبحماية منها

وأرفقت الصحيفة الكاركاتير بتقرير مطوّل يتحدث عن برنارد هنري ليفي المتشدد لإسرائيل والصهيونية، وهو يتظاهر بالدفاع عن قضايا الديمقراطية والحرية المفقودة.

وكشفت الصحيفة عن دور تحريضي جديد يلعبه هنري ليفي في ليبيا مرّة أخرى، بعد أن أغرقها في الوحل منذ شباط (فبراير) العام 2011.

ففي الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية لجمع الليبيين حول طاولة الحوار والسعي للمصالحة بين جميع الأطراف الليبية وجميع المكوّنات الليبية وفق الكوريرا، يظهر ليفي مجدداً في مصراتة الليبية.

وتساءلت الصحيفة هل سيكون له دور جديد في إعادة الاقتتال بين الليبيين؟ وهل علينا أن نقلق مع ظهور عدوّ الشعوب من جديد؟

اقرأ أيضاً: الوفاق تنشئ "حرسا وطنيا" والمعارضون يتهمونها بحذو الثوري الإيراني

هذه التساؤلات أشارت إليها أيضاً صحيفة "الشروق" الجزائرية، التي نشرت مؤخراً تقريراً تحت عنوان "برنارد ليفي في مهمّة دمويّة سريّة بليبيا!"، أكدت فيه أنّ "مهمّة حربية سرّيّة"، ينفذها الصهيوني الفرنسي برنارد ليفي، في زيارة إلى مدينة مصراتة، مشيرة إلى أنّ دوره بكل تأكيد لن يخرج عن تأجيج الاقتتال الداخلي بين الإخوة الفرقاء، فهي الحرفة الوحيدة التي يتقنها على مسرح الأحداث العربية والدولية.

إنّ لـ"فيلسوف الدم" دوراً أساسياً بإقناع السياسيين بالغارات التي تمّ شنها على ليبيا

وارتبط اسم برنارد ليفي في السنوات الأخيرة بالأحداث في مصر وليبيا، وهو معروف بصلته بأمراء داعش، وانحيازه لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي كانون الثاني (يناير) 2016، هاجم تقرير نشر على موقع قناة "روسيا اليوم" الفرنسي برنارد هنري ليفي، واصفاً الأخير بأنه "فيلسوف الدم" الذي يثيره "الدم القاني".

وقال التقرير: إنّ ليفي "لا يؤمن بأيّ شيء إنساني ويستغل بمهارة كلّ المشاعر الإنسانية"، وأنه يؤجّج "الرعب والخوف"، ربما لأنه "يهيم بالموت ويثيره صوت انفجار القنابل.

إلى جانب مصراتة، ستشمل زيارة ليفي الخمس وترهونة وسيلتقي شخصيات سياسية وعسكرية من مدينة مصراتة

وأكد التقرير أنّ لـ"فيلسوف الدم" دوراً أساسياً بإقناع السياسيين بالغارات التي تمّ شنها على ليبيا.

وأشار إلى أنه إذا ظهر ليفي في مكان ما، فذلك يعني أنّ مسلخاً بشرياً سيبدأ عمله في الجوار، وأنّ الدماء ستتدفق". وأنّه "نذير" بالفتن الكبرى، على وصف التقرير.

وبعد أن شنّ الكثيرون الهجوم على ليفي، وجدت حكومة الوفاق نفسها مضطرة للدفاع عن موقفها، حيث أكّد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أنه لا علاقة له ولا علم بالزيارة ولم يتمّ التنسيق معه بشأنها، معترفاً ضمنياً أنّ ميليشيات الوفاق الخارجة عن القانون لا تخضع لها.

وأكّد الرئاسي في منشور له عبر صفحة مكتبه الإعلامي أنّ المجلس اتخذ إجراءاته بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة كافة الحقائق والتفاصيل المحيطة بها، وأنه سيتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كلّ من يُدان بالتورط مشاركاً أو متواطئاً في هذا الفعل الذي يُعدّ خروجاً على الشرعية وقوانين الدولة.  

وأصدر الرئاسي تعليماته المشدّدة لكافة الأجهزة والإدارات والمنافذ بالالتزام الكامل بالقانون وقرارات المجلس الرئاسي.

أكّد ليفي أنّ الملثمين الذي يقومون بحمايته مكلفون من قبل وزارة داخلية حكومة الوفاق

بدوره، نفى المجلس البلدي لمصراتة، الذي يسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين، علاقته بزيارة المدعو برنارد ليفي إلى بلدية مصراتة، وقال إنّه لا وجود لأيّ تنسيق مع المجلس البلدي بالخصوص، محمّلاً المسؤولية كاملة لأيّ جهة أو شخصية كانت لها علاقة بزيارة هذه الشخصية الجدلية للبلدية، وتعتبره تعدياً صارخاً، وتدخلاً في صلاحيات الإدارة المحلية التي يمثلها المجلس البلدي داخل الحدود الإدارية للبلدية.

من جهته، ادّعى وزير الداخلية لحكومة الوفاق فتحي باشاغا أنّ الحكومة لم تدعُ رسمياً أيّ شخصية صحفية لزيارة ليبيا، وبعض الأطراف اعتادت الاصطياد في الماء العكر خدمةً لمآرب سياسية معروفة.

وأضاف باشاغا في تغريدة عبر تويتر: " أيّ زيارة لشخصية صحفية دون دعوة رسمية من الحكومة الليبية لا تحمل أيّ مدلول سياسي يمثل حكومة الوفاق، والرأي العام له مطلق الحرية في التعاطي والتفاعل مع أيّ حدث عام بالخصوص".

اقرأ أيضاً: حكومة الوفاق تدمج الميليشيات الإجرامية في ليبيا بوزارة الداخلية

يأتي هذا في وقت صرّح به ليفي بنفسه قائلاً: "إنّ الملثمين الذين يقومون بحمايته مكلفون من قبل وزارة داخلية حكومة الوفاق".

وعمدت وسائل الإعلام المحسوبة على التيار الإخواني إلى محاولة التضليل وتزييف الوقائع للالتفاف على الزيارة التي تمّت بتنسيق من أعلى مستوى، إذ قالت قناة "ليبيا بانوراما": إنّ برنارد ليفي يزور ليبيا بصفته صحفياً لتغطية "جرائم حفتر"، على حدّ وصفها، والداخلية ملزمة بتوفير الأمن له في زيارته التي تتمّ بشكل طبيعي، بعكس ما يُشاع في صفحات الفيسبوك.

أمّا قناة "ليبيا الأحرار"، فقد نقلت عن مصادر رسمية أنّ برنارد ليفي تقدّم بطلب رسمي لزيارة ليبيا لتغطية المقابر الجماعية وجرائم الحرب لصالح وسائل إعلام أجنبية، مثل "وول ستريت جورنال".

وفي سياق متصل بزيارة ليفي، ذكر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أنّ مجموعات مسلحة اعترضت موكب الكاتب الفرنسي، خلال محاولته الدخول إلى مدينة ترهونة شمال غرب ليبيا.

وسائل إعلام الإخوان تحاول تزييف الوقائع، وتدّعي أنّ برنارد ليفي يزور ليبيا بصفته صحفياً لتغطية الأحداث

بالمقابل، عبّر عضو مجلس النواب الليبي، محمد عامر العباني، عن استهجانه ورفضه لزيارة برنارد هنري ليفي أحد مخططي ما عُرف بـ"الربيع العربي". 

ولفت النائب عن مدينة ترهونة، في بيان تناقلته وسائل إعلام محلية ودولية، إلى أنّ ليفي يؤدي حالياً زيارة لمدينة مصراته، ومن المقرر أن يزور مدينة ترهونة، في وقت يرفض فيه شرفاء ترهونة "تدنيس أرضهم وتلويثها بأقدام الصهاينة النجسة"، مشدداً على أنه غير مرحَّب به إطلاقاً في المدينة.

وقد قامت بترتيب الزيارة الجماعات الميليشياوية المختطفة لمدينة مصراتة والمهيمنة على حكومة الوفاق، لتحقيق أهدافها المتمثلة في تبعيتها للأتراك وفرض اتجاهاتها على الليبيين للاستمرار في منصبها. 

اقرأ أيضاً: النهضة الإخوانية تحشد لدعم حكومة الوفاق لإحراج قيس سعيد

و"برنارد هنري ليفي"، وُلد في عام 1948 لعائلة يهودية ثرية في مدينة (بني صاف) بالجزائر، ثم هاجرت عائلته إلى فرنسا بعد ولادته ببضعة أشهر، فتعلّم في المدارس الفرنسية اليهودية، ودرس الفلسفة في معاهد باريس، ثمّ اشتهر كأحد (الفلاسفة الجدد).

ويعتبر الصهيوني برنارد ليفي نفسه الأب الروحي لمن يصفهم بـ"الثوّار العرب".

الصفحة الرئيسية