هل يعود تنظيم القاعدة إلى العمل في ليبيا؟

هل يعود تنظيم القاعدة إلى العمل في ليبيا؟

هل يعود تنظيم القاعدة إلى العمل في ليبيا؟


23/03/2025

عقب الانقلاب الاستراتيجي في فكر القاعدة، وتحويلها إلى شبكة لا مركزية تضم تنظيمات متعددة ومتنوعة، بدأ تحالف شيطاني تحت مُسمّى "العولمة الجهادية" يخطط أن يصبح له موطئ قدم في المعادلة الليبية المتشرذمة، ومنذ سقوط القذافي لم يتخلّ التنظيم عن طموحاته في ليبيا، لكنّه كمن إلى حد كبير، وبدأ بنشاطات سرّية في الجنوب، ممّا يشير إلى أنّه يفكر بالعودة.

قاعدة ليبيا النشأة

حين قتل القذافي عاد أبو أنس الليبي، نزيه رقيعي، وابن الشيخ، علي محمد الفاخري، وأبو الفرج الليبي، وكلف الظواهري عبد الباسط عزوز، لإنشاء أول معسكر في جنوب بني غازي، كما رجع سفيان بن قمو سائق أسامة بن لادن الخاص، الذي كان من قيادات أنصار الشريعة، قبل أن تحلّ نفسها، وبرزت أسماء من السلفية الجهادية في تلك المعادلة مثل أبو حبيب، وهو سعودي الجنسية، يتولى إدارة المحكمة الشرعية في سرت، وعبد الحكيم الحصادي الذي كان يترأس كتيبة جيش شباب الإسلام.

وبرز تنظيم داعش، ومعه أكثر من (40) ميليشيا مسلحة للإسلاميين في ليبيا، منها: كتيبة شهداء بن عاشور، وشهداء أبو سليم، وميليشيا صلاح عمران البركي الترهوتي، وميليشيا وسام بن حميد قائد درع ليبيا، وميليشيا الإخواني فوزي أبو كتف، قائد كتيبة شهداء 17 فبراير، وكتيبة راف الله السحاتي، وغرفة عمليات ثوار ليبيا... إلخ.  

توسع تنظيم القاعدة فيما بعد في ليبيا، وأراد التنظيم السيطرة، حتى أنّ أعضاء مجلس شورى شباب الإسلام نزلوا إلى شوارع مدينة درنة مرتدين زيًّا عسكريًّا حاملين أسلحة آلية ومنصات إطلاق قذائف صاروخية، وزعموا أنّهم سيشكلون قوات الأمن الجديدة في المدينة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وبعدها في حزيران (يونيو) 2015 أصدر مجلس شباب الإسلام بيانًا أعلن فيه تأييده لتنظيم داعش وزعيمه البغدادي.

زعيم تنظيم داعش: أبو بكر البغدادي

وضمّت خريطة معسكرات القاعدة معسكراً بالزنتان، خضع لإدارة تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا بقيادة القيادي يوسف جهاني، ومعسكر أبو سلِيم الذي أشرف عليه جهادي كنيته  "أبو دجانة"، المخْتص في تحضير الانتحاريين، ومعسكر الجماعة الإسلامية المقاتلة، ومعسكر ثكنة الجبل الأخضر، ومعسكر جماعة الإخوان في منطقة بوفاخر ببني غازي، ومنه خرجت طلائع غرفة عمليات ثوار ليبيا.

كما امتدت المعسكرات لتشمل مخيمًا يقع مقره في منطقة الليثي ببني غازي، إضافة إلى معسكر في مدينة سرت، وتحديدًا في منطقة الظهير التي تبعد عن وسط المدينة مسافة (15) كيلومترًا، ومعسكَر قاعدة "الوطية الجوية" على الحدود التونسية.

المعسكر الأخطر هو "الفزَان توهو"، وكان يضم المئات من دول المغرب العربي، وأقطار الصحراء، وحتى من السنغال ونيجِيرِيا، وهو من أسهم في توجيه مقاتلين إلى جبهة النصرة في سورِيا، مثل أبو إسحاق السرتاوي، وأبو الأسود الدرناوي، إضافة إلى مقاتلي جبهة الدعوة والتوحيد، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب.

ماذا بعد الكمون؟

وقعت مشكلات متنوعة حول بيعة البغدادي في جماعة أنصار الشريعة، انتهت إلى معركة ضخمة بينهم، ويقال إنّ محمد الزهاوي قائد الجماعة أصيب فيها، وقد قتل فيما بعد، وأرسل البغدادي وفداً، وأرسلت قاعدة المغرب وفداً آخر ليقنع أفرادها في عدم نقض بيعة الظواهري، وانتهوا إلى تأجيل البيعة، حتى إشعار آخر، ثم قامت بحلّ نفسها.

هناك خطوط إمداد ودعم لوجيستي، ونقل وتهريب، تمتد من الجنوب الليبي حتى دول الساحل، وتحديداً شمال مالي التي يتواجد فيها تنظيم القاعدة.

عقب حلّ جماعة أنصار الشريعة لنفسها انهار تنظيم القاعدة في ليبيا، وانضم أغلب أعضائه إمّا إلى إمارة الصحراء، وهي المنطقة الشاسعة التي تمتد عبر القارة الأفريقية، جنوب ليبيا والجزائر، وشمال مالي والنيجر، وشمال موريتانيا، مسافة (5) آلاف كيلو متر من المحيط الأطلسي حتى البحر الأحمر، وهي تابعة لتنظيم داعش، وإمّا إلى تنظيم القاعدة بدول المغرب العربي الذي يقوده الآن العنابي.

ظل تنظيم القاعدة مختفيًا طوال الأعوام الماضية لصالح مجموعات من المرتزقة، أو ما يُسمّى "اتحاد ثوار ليبيا"، وهو اتحاد بين الميليشيات التالية: قوات "رحبة الدروع"، أو الكتيبة (33)، ويقودها بشير خلف الله، الملقب بـ "البقرة"، وتتمركز في منطقة تاجوراء، ومعظم منتسبيها ينتمون إلى جماعة "الإخوان"، و"قوات الردع" بقاعدة معيتيقة، ويزيد عدد مسلحيها على (5) آلاف مقاتل، ويتزعمها عبد الرؤوف كاره، وهم سلفيون مداخلة، مقرهم في القاعدة العسكرية بالقرب من مطار "طرابلس"، و"قوات دعم الاستقرار" ويتزعمها عبد الغني الككلي، المعروف بـ "غنيوة"، وتتمركز في حي أبو سليم الشعبي.

كذلك يضم التحالف "قوات دعم الاستقرار" الموجودة بمنطقة "الماية" غرب العاصمة الليبية طرابلس، و"قوات الأمن العام" التي يتزعمها عبد الله الطرابلسي، الملقب بـ "الفراولة"، وميليشيا "الكتيبة 55" التي تتمركز جنوب طرابلس، وميليشيا "444" التي يتزعمها محمود حمزة، وميليشيا "قوات حرس السواحل"، ويتزعمها أشرف عبد الرحمن ميلاد، المعروف بـ "البيدجا"، الذراع اليمنى لمحمد كشلاف، الشهير بـ "القصب"، أشهر مهربي الوقود، وميليشيا مدينة "الزاوية"، وميليشيات مصراتة، وميليشيا "لواء المحجوب"، أحد التشكيلات التابعة لما يُعرف بالمجلس العسكري لمصراتة.

ظل تنظيم القاعدة مختفيًا طوال الأعوام الماضية لصالح مجموعات من المرتزقة

وقد تحدثت صفحات بموقع التواصل (تيليجرام) عن وجود عناصر التنظيم في تمنهنت وجفرة، شمال مدينة سبها، التي تقع على طول أحد طرق التهريب والعبور الرئيسية بالصحراء.

وقال مصدر ليبي، فضّل عدم ذكر اسمه: إنّ القاعدة وداعش ما هي إلا مجموعة من العناصر التي يتم تحريكها وفق الحاجة، وهم متواجدون بين الأهالي، وبين الميليشيات في الغرب، ويتوقع عودة التنظيم في أيّ وقت في حال اقتربت ليبيا من الوحدة.

وأشار المصدر إلى وجود خطوط إمداد ودعم لوجيستي، ونقل وتهريب، تمتد من الجنوب الليبي حتى دول الساحل، وتحديداً شمال مالي التي يتواجد فيها تنظيم القاعدة.

وقال الصحفي المختص في الشؤون الليبية أحمد جمعة، في تصريح إعلامي: إنّ قيادات سياسية وحزبية تحاول إعادة تشكيل جماعات مسلحة مؤدلجة فى جنوب وغرب ليبيا خلال الفترة المقبلة، وذلك في ضوء الاتصالات والعلاقات التي تربط تنظيم القاعدة مع بعض قادة الفصائل المسلحة التي تسيطر على سوريا.

يشار إلى أنّ تنظيم القاعدة أعلن تعيين الجزائري مبارك يزيد، وشهرته "أبو عبيدة يوسف العنابي"، كزعيم جديد لتنظيم القاعدة في ليبيا وبلاد المغرب العربي، خلفاً لعبد المالك درودكال، وهو واحد من أكثر الإرهابيين دموية في أفريقيا.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية