هل يساعد الاتحاد الأوروبي اليونان في أزمة اللاجئين؟

هل يساعد الاتحاد الأوروبي اليونان في أزمة اللاجئين؟


كاتب ومترجم جزائري
05/03/2020

ترجمة: مدني قصري


توافد عشرات الآلاف من الأشخاص إلى اليونان، بعد أن أمر الرئيس التركي؛ رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة الماضي بفتح حدود بلاده، حيث أيقظ ذكريات أزمة الهجرة عام 2015 في أوروبا.

اقرأ أيضاً: هل تنتهي معاناة اللاجئين على الحدود التركية اليونانية؟

ومع تزايد المخاوف من تدفق المهاجرين الجدد على أبوابه، أرسل الاتحاد الأوروبي الثلاثاء 3 آذار (مارس) الجاري، أكبر مسؤوليه إلى تركيا واليونان، على وجه السرعة للتضامن مع أثينا، حيث قامت رئيسة المفوضية الأوروبية؛ أورسولا فون دير لين، ورئيس اللجنة الأوروبية؛ تشارلز ميشيل، وزعيم البرلمان الأوروبي؛ ديفيد ساسولي، بزيارة اليونان بالقرب من الحدود التركية في فترة ما بعد الظهر.

 

 

وقالت أورسولا فون دير لين، الثلاثاء، إنّها "إلى جانب اليونان"، ووعدت أثينا "بكل المساعدة اللازمة"، لمواجهة تدفق الآلاف من المهاجرين من تركيا المجاورة، كما وعدت رئيس الوزراء اليوناني؛ كيرياكوس ميتسوتاكيس، بـ "700 مليون يورو، يقدم نصفُها على الفور"، حيث قالت في الموقع الحدودي في كاستانيس، شمال شرق البلاد، "إنّ الذين يسعون لاختبار وحدة أوروبا سيصابون بخيبة أمل".

اقرأ أيضاً: السلطات اليونانية تكذّب رواية أردوغان

وأكدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس الأوروبية"، موافقتها على المساهمة في تدخل سريع، لمساعدة اليونان في مواجهة تدفق آلاف المهاجرين عبر تركيا، وقد نشرت فرونتكس بالفعل تعزيزات ورفعت مستوى التأهب في منطقة الحدود التركية اليونانية.

"ابتزاز" غير مقبول على الإطلاق

في موازاة ذلك، يقوم رئيس الدبلوماسية الأوروبية؛ جوزيف بوريل، والمفوض الأوروبي لإدارة الأزمات؛ يانيز ليناركيتش، بزيارة تستغرق يومين إلى أنقرة، لإجراء مناقشات "رفيعة المستوى" حول الوضع في سوريا، وبحسب العديد من المراقبين، تسعى تركيا إلى الضغط على أوروبا للحصول على المزيد من الدعم في سوريا، حيث يحتشد حوالي المليون نازح على حدودها، فيما تقاتل أنقرة نظام بشار الأسد.

أكّدت دول الاتحاد الأوروبي موافقتها على المساهمة في تدخل سريع لمساعدة اليونان في مواجهة تدفق آلاف المهاجرين عبر تركيا

وقال وزير الخارجية الفرنسي؛ جان إيف لو دريان، يوم الثلاثاء، إنّ "ابتزاز" تركيا التي تُهدّد بنقل ملايين المهاجرين إلى أوروبا إن لم تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي لإدارة تدفق اللاجئين السوريين "غير مقبول"، حيث أعلن دريان أمام الجمعية الوطنية، "أنّ استخدام تركيا للمهاجرين كوسيلة للضغط والابتزاز على أوروبا أمر غير مقبول على الإطلاق"، موبخاً أنقرة التي قال إنها "تتلاعب باللاجئين والمهاجرين الموجودين بالفعل على أراضيها ".

بدوره، أدان المستشار النمساوي سيباستيان كورز، الثلاثاء، "الهجوم على الاتحاد الأوروبي واليونان"، قائلاً  إنّ "بشراً يُستعمَلون اليوم في الضغط" على القارة العجوز، في حين اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل،الإثنين الماضي أنّه من "غير المقبول" أنّ تضغط تركيا على الاتحاد الأوروبي "على ظهر اللاجئين".

 

 

وقد أصبح الوضع على الحدود اليونانية التركية متوتراً للغاية في الأيام الأخيرة، حيث اندلعت اشتباكات بين ضباط الشرطة اليونانية؛ الذين أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدموا خراطيم المياه، والمهاجرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة عليهم، وأمضى عدة آلاف من المهاجرين ليلة أخرى بالقرب من مركز بازاركول Pazarkule الحدودي (Kastanies على الجانب اليوناني) أو على ضفاف نهر إفروس Evros الذي يفصل بين البلدين.

تسعى تركيا إلى الضغط على أوروبا للحصول على المزيد من الدعم في سوريا، حيث يحتشد حوالي المليون نازح على حدودها

على الجانب اليوناني، قام حرس الحدود المقنّعون، المسلحون بالبنادق، بدوريات على طول النهر لاعتراض المهاجرين، بينما راح آخرون يراقبون المنطقة بالمناظير المقربّة، من أبراج مراقبة، فقد سارت مجموعات صغيرة من المهاجرين على طول مياه إفروس الجليدية، بحثاً عن أي ثغرة تسمح لهم بالتسرّب، وكانت بعض القوارب الخلفية تتنقل بين الضفتين، ولكن بعد عدة أيام من الانتظار، بدا بعض المهاجرون، الذين اعتقدوا أنهم يستطيعون عبور الحدود بسهولة، على وشك الاستسلام والتراجع عن محاولاتهم الفاشلة في العبور.

وقال أردوغان الإثنين الماضي إنّ "ملايين" المهاجرين سوف "يغزون" أوروبا، مُشيراً إلى أنّه يجب على الجميع "أخذ نصيبهم من العبء". في الوقت الحالي، وبعيداً عن الأرقام التي ذكرها الرئيس التركي؛ تم منع 24203 محاولة دخول غير قانوني، وتم اعتقال 183 شخصاً بين يومي السبت والإثنين مساءً، وفقاً للحكومة اليونانية، وفي مواجهة هذا الموقف، الذي تصفه بالـ"غزو"، أعلنت اليونان يوم الثلاثاء أنّها تتوقع "دعماً قوياً" من الاتحاد الأوروبي.

 

 

أنقرة تبحث عن دعم غربي

يأتي قرار تركيا بفتح حدودها في وقت تسعى فيه أنقرة، التي شنت هجوماً كبيراً على النظام السوري بعد تعرضها لخسائر فادحة، للحصول على دعم غربي، وقد أعلنت تركيا الثلاثاء أنّها أسقطت طائرة حكومية (سورية)، لتكون الطائرة الثالثة منذ يوم الأحد، كجزء من عمليتها المسماة "درع الربيع Springfield" التي تجري في مقاطعة إدلب الشمالية الغربية.

على الجانب اليوناني، قام حرس الحدود المسلحون بالبنادق بدوريات على طول نهر إفروس لاعتراض المهاجرين

وتأتي هذه الاشتباكات قبل يومين من اجتماع حاسم في موسكو، بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تدعم بلادُه نظام بشار الأسد عسكرياً، حيث تأمل أنقرة في الحصول على هدنة خلال هذه المناقشات، ورغم المصالح المتباينة في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 38000 شخص منذ عام 2011، فقد عززت موسكو وأنقرة تعاونهما في السنوات الأخيرة، لكن الوضع في إدلب سرعان ما أحدث توتراً في العلاقات.

وسبّب الهجوم؛ الذي يقوم به النظام منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) في آخر معقل للمتمردين والجهاديين في سوريا، كارثة إنسانية، حيث شُرد حوالي المليون شخص.


مصدر الترجمة عن الفرنسية : .

lemonde.fr



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية