بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية أعادت وكالات أنباء عالمية كثيرة طرح العديد من التساؤلات حول علاقة الولايات المتحدة مع جماعة الإخوان المسلمين، وهل سيصنفها ترامب على قوائم الإرهاب، خاصة أنّه أعلن نيته ذلك في نيسان (إبريل) عام 2019.
وعملت إدارة الرئيس ترامب آنذاك على إدراج جماعة الإخوان المسلمين في القائمة الأمريكية الخاصة بـ "الجماعات الإرهابية الأجنبية"، حسبما قال البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض سارا ساندرز، في تصريحات سابقة لـ (بي بي سي): إنّ "الرئيس ترامب في فترته الرئاسية الأولى تشاور مع فريقه للأمن الوطني وزعماء المنطقة الذين يشاركونه القلق"، مشيرة إلى أنّ ضم الجماعة للقائمة "يأخذ مساره في داخل الدوائر الداخلية لصنع القرار".
وسيسمح ضم الإخوان المسلمين لقائمة الجماعات الإرهابية للمسؤولين الأمريكيين بفرض عقوبات على أيّ شخص أو جماعة على صلة بها.
وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) آنذاك: إنّ السيسي طلب من ترامب إدراج الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب أثناء لقائهما في واشنطن يوم 9 نيسان (إبريل) 2019.
فهل سيكمل دونالد ترامب ما بدأه في عام 2019 على جماعة الإخوان المسلمين، خاصة في ظل تغولها على المجتمع المسلم بالولايات المتحدة، وإدارتها الكثير من الجمعيات والمؤسسات الدينية؟
صحيفة (نيويورك تايمز): السيسي طلب من ترامب إدراج الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب أثناء لقائهما في واشنطن يوم 9 نيسان (إبريل) 2019.
حول سياسة ترامب تجاه تيارات الإسلام السياسي وموقفها من فوزه، قال الباحث المتخصص في شؤون حركات الإسلام السياسي ماهر فرغلي: "إنّ هناك حالة من الصمت والترقب لإصدار بيانات، فحتى هذه اللحظة لم تصدر بيانات من الإخوان المسلمين، ولا يوجد بيان رسمي صدر من تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة، وهي التنظيمات الكبرى في عالم الإسلام السياسي".
وأضاف ماهر فرغلي، خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة (القاهرة والناس)، أنّه على صفحات التواصل الاجتماعي يوجد بعض التعبيرات والجمل والانتقادات والتحليلات لرموز من هذه التنظيمات.
وأوضح أنّ تنظيمات الإسلام السياسي تعتقد أنّ ترامب فاز نتيجة فشل سياسة بايدن في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنّه يتوقع أن يسير ترامب على النهج نفسه لولايته الأولى، معقباً: "تنظيم داعش لم ينته بعد، وترامب لا يريد وجود تيارات الإسلام السياسي، لأنّها تستغل كراهية البعض للغرب ولأمريكا للاستقطاب والتجنيد.
وبحسب صحيفة (النهار)، فإنّه بعد الإعلان عن فوز ترامب ليصبح الرئيس الـ (47)، عاشت بعض الأطراف السياسية والإقليمية ليلة قاتمة، بدءاً من جماعة الإخوان المسلمين، إلى إيران، وأتباعهم في المنطقة مثل الحوثيين وحماس وحزب الله.
فوز ترامب يُعدّ بمثابة رفض ضمني للفوضى الخلاقة التي اعتمدتها بعض الإدارات الأمريكية السابقة كأسلوب لفرض التغيير السياسي، وهذا يضع جماعات مثل الإخوان المسلمين في مأزق.
وأكدت الصحيفة في تقرير لها أنّ فوز ترامب يشكل لحظةً حاسمةً لبعض الأطراف التي تعتبره تحدياً لاستراتيجياتها ومصالحها في الشرق الأوسط. فعودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني استمرار الضغط الأمريكي على إيران وتعزيز التعاون مع حلفاء واشنطن التقليديين في المنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد حسابات تلك الأطراف التي كانت تأمل في إدارة أمريكية أقل تشدداً.
وأكدت الصحيفة أنّ فوز ترامب يُعدّ بمثابة رفض ضمني للفوضى الخلاقة التي اعتمدتها بعض الإدارات الأمريكية السابقة كأسلوب لفرض التغيير السياسي في المنطقة وما يسمّى بثورات الربيع العربي، ويميل الحزب الجمهوري إلى تفضيل الاستقرار السياسي وتعزيز الأنظمة القوية، بدلاً من دعم الحركات الفوضوية والمسلحة التي قد تتسبب في اضطرابات أوسع، وهذا النهج يضع جماعات مثل الإخوان المسلمين في مأزق.
وبحسب ما أورده (المركز العربي لدراسات التطرف) في دراسة له، فإنّ جماعة الإخوان المسلمين بدأت العمل في الولايات المتحدة في الستينيات عند وصول المهاجرين المسلمين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وإنّ هؤلاء سعوا للحصول على تعليم جامعي، معظمه في المدارس الحكومية الرائدة في إلينوي وإنديانا وميشيغان، وفرص مهنية أكبر. وكان عدد من هؤلاء المسلمين أعضاء في الإخوان المسلمين هربوا من الاضطهاد والقمع في بلدانهم الأصلية.
ابتداءً من الخمسينيات، بدأ العديد من حكومات الشرق الأوسط في قمع جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة في مصر. وسرعان ما أدرك الإخوان أنّ الحريات الاجتماعية والسياسية الأمريكية ستمكنهم من نشر إيديولوجيتهم الإسلاموية بسهولة. ومع ذلك فقد أحاطوا أنفسهم بالسرّية منذ البداية، وأشاروا علناً إلى منظمتهم باسم "الجمعية الثقافية"، وهي الآن تملك العديد من الجميعات والمؤسسات في كافة أنحاء الولايات المتحدة.