هل سيعرقل هؤلاء اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا؟

هل سيعرقل هؤلاء اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا؟


23/08/2020

شنّت ميليشيات حكومة الوفاق، خلال اليومين الماضيين، عمليات واسعة في محيط مدينة الأصابعة وغريان بزعم نزع السلاح من أيّ تشكيلات تهدّد الاستقرار وتشكّل خطراً على الدولة، بمشاركة ميليشيات صلاح بادي.

وقامت الميليشيات التي تتوسّع شيئاً فشيئاً في مناطق ومدن المنطقة الغربية بحملة اعتقالات واسعة، فيما أكّد مراقبون لـ"حفريات" أنّ حملة الميليشيات طالت كلّ شخص أعلن موقفه الداعم لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.

ميليشيات حكومة الوفاق وميليشيات صلاح بادي تشنّان حملة اعتقالات لكلّ من يعلن دعمه للجيش الليبي في المدن الغربية

ودأبت ميليشيات "لواء الصمود" التابعة للإرهابي صلاح بادي، الذراع المسلحة لتنظيم الإخوان والتابعة لجناح حكومة الإنقاذ الموالية لقطر، والتي يحركها نوري بوسهمين الرئيس السابق للمؤتمر العام، دأبت على الرد عسكرياً على أيّ تحرك ليبي أو دولي في اتجاه حلّ الأزمة الليبية.

مجلس الدولة... هل سيكون أوّل المعرقلين؟

وفي سياق متصل ببعض المواقف الداخلية الرافضة لاتفاق وقف إطلاق النار، ووضع عراقيل أمامه، أكّد المجلس الأعلى للدولة الذي يتزعمه القيادي الإخواني خالد المشري رفض المجلس لأيّ حوار مع  المشير خليفة حفتر، لافتاً إلى "ضرورة إعادة بناء المؤسسة العسكرية وإنهاء فوضى انتشار السلاح وحلّ التشكيلات غير النظامية".

وثمّن المجلس، في بيان له نقلته "بوابة الوسط"، دور تركيا وقطر في مساندة حكومة الوفاق في صدّ الجيش الوطني الليبي.

موقف باشاغا الطموح

أمّا الوزير الطموح فتحي باشاغا، فكان موقفه متوقعاً، بحسب مراقبين، خاصة أنه يطمح لتولي منصب أكبر بكثير من منصبه الحالي.

وقال باشاغا القيادي المصراتي الموالي لتنظيم الإخوان المسلمين: إنّ اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد رعته دول "شقيقة وصديقة"، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن".

اقرأ أيضاً: اخوان ليبيا.. هل حشروا في الزاوية؟

وكتب باشاغا، في حسابه عبر تويتر: "اتفاق وقف إطلاق النار برعاية ودعم الدول الشقيقة والصديقة مكسب وطني يستحقّ الإشادة، ونتطلع لتطوير التعاون مع أمريكا وأوروبا وتركيا ومصر وقطر والأمم المتحدة".

وقال باشاغا: "نستطيع جميعاً تحقيق مستقبل مزدهر بروح وطنية تجمع الحلفاء والأشقاء للعمل سوياً مع ليبيا".

من هو محمود بن رجب؟

هذا، وشهدت المنطقة الغربية تحرّكاً غير مسبوق من محمود بن رجب، رجل تركيا والإخوان في غرب ليبيا وأحد أمراء كتيبة "الفاروق" الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وأحد عناصر الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة أبو عبيدة الزاوي وعبد الحكيم بلحاج، من ناحية تحشيد المقاتلين وجمع الأسلحة، وتجنيد شباب جدد برواتب مجزية، فيما اعتبره البعض أنه سيلعب دوراً كبيراً في القريب العاجل في طريق عرقلة الاتفاق، بتوجيهات من نظام أردوغان وتركيا.

محمود بن رجب، وفق ما نقل موقع "بوابة أفريقيا"، لديه تاريخ حافل بالإرهاب، الذي يعمل ملازماً أوّل بجهاز مباحث أمن الدولة التابع لوزارة داخلية حكومة الوفاق، أبرز رجال تركيا الميدانيين حالياً في غرب ليبيا، بتوصية خاصة من عبد الحكيم بلحاج وخالد الشريف، ويُعتبر من رجال جماعة الإخوان المسلمين المصنفة في ليبيا جماعة إرهابية. 

المجلس الأعلى للدولة يرفض أيّ حوار مع  المشير خليفة حفتر، ويؤكد على ضرورة إعادة بناء المؤسسة العسكرية وإنهاء فوضى السلاح

وهو أيضاً من أخطر الإرهابيين والعناصر الحاملة للفكر المتشدد داخل ليبيا، وكنيته أبو قتادة، برز اسمه في حادثة اختطاف دبلوماسيين مصريين في ليبيا عام 2014، عندما شارك في هذه العملية رداً على اعتقال الإرهابي والقيادي البارز في الجماعة الليبية المقاتلة أبو عبيدة الزاوي في مدينة الإسكندرية المصرية.

وعمل قائداً ميدانياً لمجموعة مسلحة تابعة لعملية "فجر ليبيا"، وشارك في القتال في منطقة ورشفانة، ونفذ عمليات تصفية، وتدمير البيوت وحرقها.

وكانت جماعة الإخوان في ليبيا قد رشّحت القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة محمود بن رجب لفائز السراج من أجل تكليفه بشكل مباشر برئاسة ما يُسمّى بـ"الحرس الوطني".

تركيا تسرّع في وتيرة التوسّع اقتصادياً

في سياق متصل، تحاول تركيا التسريع في وتيرة التوسّع الاقتصادي في ليبيا، حيث أبدت الشركات التركية المتخصصة في مجال الكهرباء استعدادها للرجوع إلى ليبيا وإنجاز مشروعاتها المتوقفة في أسرع وقت ممكن، على أن تعالج بعض الإجراءات والمعاملات العالقة.

اقرأ أيضاً: هل لزيارة مدير المخابرات المصري لليبيا علاقة بوقف إطلاق النار؟

جرى ذلك خلال اجتماع أوّل من أمس عقده رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك مع الشركات، وتمّ فيه الاتفاق مع شركة "إنكا" على تسوية مستخلصات سابقة مع الشركة العامة للكهرباء وإبرام محضر اتفاق معها، لاستئناف العمل في محطّة غرب طرابلس ومحطّة مصراتة ومحطّة أوباري، حسبما أوردت قناة 218.

بينما أعربت شركة جاليك بدورها عن استعدادها للمباشرة في مشروع شرق طرابلس فور إتمام إجراءات التعاقد المتوقفة، بالإضافة إلى إتمام صيانة محطة الخمس المتعطلة منذ عامين.

المجلس الرئاسي والمدنية الحديثة

بدوره، أكد المجلس الرئاسي في أول اجتماع له عقد برئاسةفايز السراج، وحضور نائب الرئيس أحمد معيتيق، وعضوي المجلس محمد عماري زايد وأحمد حمزة، أنّ الدولة المدنية الحديثة هي خيار لا رجعة عنه، مشدداً على موقفه الثابت الرافض لعسكرة الدولة، فيما لم يتطرّق للميليشيات التي تشنّ حملات اعتقال بحقّ المدنيين الليبيين الذين يعلنون عن مواقفهم من الجيش الوطني الليبي، أو مستقبل مرتزقة أردوغان الذي يعيثون فساداً في ليبيا.

وأكد المجلس الرئاسي على أهمية استئناف العملية السياسية على أسس واضحة لا مكان فيها لمن تلوثت أيديهم بدماء الليبيين، وكلّ من ارتكب انتهاكات ترقى لجرائم حرب، وجرائم ضدّ الإنسانية، ولا تنازل عن تطبيق العدالة بحقهم، وفقاً للمكتب الإعلامي التابع للمجلس.

وشدّد المجلس على ضرورة استئناف الإنتاج والتصدير في الحقول والموانئ النفطية، لدعم الاقتصاد الليبي وتلبية احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم.

المنطقة الغربية تشهد تحرّكاً غير مسبوق من محمود بن رجب، رجل تركيا والإخوان في غرب ليبيا

وأكد على أنّ الانتخابات البرلمانية والرئاسية هي هدف المجلس الرئاسي للوصول إلى مرحلة سياسية دائمة مستقرة، على أن تُجرى وفقاً لقاعدة دستورية سليمة يتفق عليها الليبيون.

وتناول الاجتماع تقييماً عاماً للموقفين؛ الإقليمي والدولي، تجاه الأزمة الليبية، حيث وجّه المجلس الشكر لكلٍّ من تركيا ودولة قطر التي دعمت موقف حكومة الوفاق الوطني وساندتها خلال الأزمة الراهنة.

وعبّر المجلس الرئاسي عن تطلعه إلى أنّ يكون للشقيقة مصر دور إيجابي خلال المرحلة القادمة، التي يأمل المجلس أن تكون مرحلة بناء واستقرار وسلام.

وفي وقت سابق، رحّبت دول عربية وغربية ومنظمات دولية بإعلان طرفي النزاع في ليبيا، أوّل من أمس، وقفاً لإطلاق النار، مُعتبرة أنها خطوة "مهمّة وإيجابية" على طريق الحل السياسي للأزمة في البلاد.

وكانت حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فايز السراج، قد أعلنت وقف إطلاق النار والعمليات القتالية في كافة الأراضي الليبية، داعية إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح في منطقتي سرت والجفرة، وتنسيق الترتيبات الأمنية بين الطرفين.

السراج ومن تبقى من مجلسه يتحدثون عن مدنية الدولة دون التطرّق للميليشيات المسلحة ولمرتزقة أردوغان

وتبع ذلك بيان مماثل لرئيس مجلس النواب الليبي في شرق البلاد، عقيلة صالح، مؤيداً وقف إطلاق النار، واقترح أن تكون سرت مقرّاً مؤقتاً للمجلس الرئاسي الجديد، الذي كان قد دعا إليه في مبادرة سابقة له. كما أيّد عقيلة موقف السراج من استئناف أعمال إنتاج النفط الموقوفة من جانب قوات تابعة للمشير خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا.

وترعى الأمم المتحدة مفاوضات وقف إطلاق النار بين الحكومة الليبية وقوات الجيش الوطني، لوضع حدٍّ للحرب الدائرة في البلاد منذ أعوام.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية