هل تُعمم أوروبا فكرة تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية؟

هل تُعمم أوروبا فكرة تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية؟

هل تُعمم أوروبا فكرة تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية؟


11/01/2023

أجمع العديد من الدول الأوروبية ضمنياً على تصنيف الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، على خلفية تدخله في قمع الاحتجاجات الشعبية، ورعاية ميليشيات مسلحة في العديد من الدول العربية كاليمن والعراق وسوريا ولبنان، ممّا أدى إلى زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى بالإضافة إلى الأزمات السياسية، إضافة إلى ملاحقة عملاء الحرس الثوري لمقيمين معارضين في بعض الدول، بغرض اغتيالهم ممّا يشكل تهديداً جدياً للأمن القومي الأوروبي.

وبرز في الآونة الأخيرة احتمال إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب في بريطانيا، وتزايدت المطالب في ألمانيا للقيام بإجراء مماثل من قبل برلين والاتحاد الأوروبي، أمّا في فرنسا، فلم تستبعد وزارة الخارجية أمس إدراج الاتحاد الأوروبي للحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب.

وتعتزم الحكومة البريطانية تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية خلال الأسابيع المقبلة، بحسب ما ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية.

ويحظى قرار الحكومة المرتقب بدعم وزيري الأمن والداخلية في بريطانيا، وبعدما كشف مسؤولون في الاستخبارات عن التهديدات التي تشكلها إيران للمملكة المتحدة.

وكان مدير جهاز المخابرات العسكرية البريطانية "أم أي 5" كين مكالوم قد لفت إلى المخاطر التي تشكلها إيران على المملكة المتحدة، في خطاب نادر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، استعرض فيه عدداً من "المؤامرات الإيرانية السابقة ضد بلاده.

الحكومة البريطانية أعلنت أنّها تعتزم تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية خلال الأسابيع المقبلة

وبحسب شبكة سكاي نيوز، فإنّ الأسباب الكامنة خلف القرار البريطاني تتعلق باعتقال السلطات الإيرانية بريطانيين من أصل إيراني، تتهمهم طهران بأنّ لهم صلة بالمظاهرات التي شهدتها مدن عدة بالبلاد، وهذا ما دفع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لمطالبة طهران بأن تكفّ عن احتجاز مزدوجي الجنسية، وعدم استخدام هذا الأمر لكسب نفوذ سياسي، بالإضافة إلى تورط الحرس الثوري في (10) محاولات لخطف أو قتل أشخاص في المملكة المتحدة العام الماضي.

وتزامناً مع ورود أنباء على احتمال إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب في بريطانيا، تزايدت المطالب في ألمانيا، بما في ذلك عدد من البرلمانيين الألمان، للقيام بإجراء مماثل من قبل برلين والاتحاد الأوروبي.

تصنيف بريطانيا جاء لأسباب تتعلق باعتقال السلطات الإيرانية بريطانيين، بالإضافة إلى تورط الحرس الثوري في (10) محاولات لخطف أو قتل أشخاص في المملكة المتحدة

وقالت ممثلة الحزب الديمقراطي الحر في البرلمان الألماني رناته إلت، في تغريدة لها نقلتها وكالة فرانس برس الأسبوع الماضي: إنّه يجب إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية فوراً.

وأشارت إلى أنّه يجب على ألمانيا أن تدافع عن حقوق الإنسان بشكل أكثر صراحة وبسرعة، ويجب إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب فوراً".

كما طالب ممثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الألماني بإخراج المنتخبات الإيرانية من المباريات الدولية.

وقال أندرياس لارم: إنّ "شعبية الرياضيين دفعت النظام الإيراني إلى قمعهم"، وطالب البرلماني الألماني أن "تتم معاقبة الرياضة الإيرانية من قبل المنظمات الرياضية الدولية".

في الوقت نفسه، نظمت مطلع الشهر الجاري مجموعة من النشطاء السياسيين في برلين اعتصاماً أمام البرلمان الاتحادي الألماني، وطالبوا السلطات الألمانية بإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

تزايدت المطالب في ألمانيا للقيام بإجراء مماثل من قبل برلين والاتحاد الأوروبي، على خلفية القمع الذي يتعرض له المحتجون

هذا، وتطرقت وسائل الإعلام الألمانية إلى دور الحرس الثوري في قمع الاحتجاجات، ودوره في ترسيخ النظام الإيراني.

وقال دبلوماسيون أوروبيون: إنّ الاتحاد الأوروبي لديه للمرة الأولى مبررات كافية لإعلان الحرس الثوري إرهابياً.

وأضاف هؤلاء المسؤولون أنّه يجب على جميع الدول الأوروبية الإسراع بالموافقة على هذا القرار، لأنّ هذه العملية تستغرق وقتاً، حسبما نقلت وكالة رويترز.

وقبل هذا، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد قالت أيضاً: إنّ إدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي سيستغرق بعض الوقت.

إلى ذلك، دعا (43) عضواً بالحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الألماني في وقت سابق إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.

وقال عدد من هؤلاء البرلمانيين: إنّ "النظام الذي يدافع من أجل بقائه باغتيال شعبه فقد شرعيته".

وسبق أن أعلنت قنوات أوروبية أنّ بعض الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا وهولندا، تضغط على الاتحاد الأوروبي لإدراج الحرس الثوري منظمة إرهابية.

وبحسب التقرير، فإنّ سبب هذا هو تعاون إيران مع روسيا في مهاجمة أوكرانيا، وقمع الانتفاضة الشعبية ضد النظام في إيران.

أمّا في فرنسا، فقد قالت وزارة الخارجية الفرنسية: "إنّها لم تستبعد فكرة إدراج الاتحاد الأوروبي للحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب".

وقالت أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا أول من أمس: إنّ حزمة جديدة من العقوبات لن تكون كافية.

دبلوماسيون أوروبيون: الاتحاد الأوروبي لديه للمرة الأولى مبررات كافية لإعلان الحرس الثوري إرهابياً، ويجب الإسراع بالموافقة على هذا القرار

وقالت عبر تويتر: "إدراج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب مهم ومنطقي على الصعيد السياسي"، مضيفة أنّه يتعين تذليل العقبات القانونية أوّلاً، قبل التمكن من فعل ذلك.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر للصحفيين في إفادة يومية: "نظراً لاستمرار قمع المحتجين في إيران، تعمل فرنسا مع شركائها الأوروبيين على فرض عقوبات جديدة، من دون استثناء أيّ منها"، وذلك عند سؤالها إذا ما كانت باريس ستدرج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب.

وتدهورت العلاقات بين باريس وطهران في الأشهر الماضية، في ظل تعثر جهود إحياء المحادثات النووية التي تشارك فيها فرنسا. واعتقلت طهران (7) مواطنين فرنسيين في ظل انتقاد فرنسا لقمع إيران المتظاهرين في الوقت الحالي.

وكانت فرنسا تعارض حتى الآن ضغوط إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، ولكنّ باريس تركت الباب مفتوحاً أمام هذا المسعى، عقب المزيد من وقائع الإعدام لمحتجين هذا الأسبوع، والتنسيق العسكري الوثيق بين طهران وموسكو، الذي شهد نقل طائرات مسيّرة إلى روسيا في حربها على أوكرانيا.

وكانت الولايات المتحدة وكندا قد اتخذتا خطوات مماثلة في السابق، بهدف إجبار طهران على التفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية وبرنامجها النووي.

وسيعني إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب أنّ الانتماء إليه وحضور اجتماعاته وحمل شعاره علناً وتمويل نشاطاته ستصبح كلها جرائم جنائية.

ويملك الحرس الثوري، الذي أُنشئ بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 لحماية نظام الحكم الشيعي، سطوة كبيرة على نظام إيران السياسي، فهو يسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد والقوات المسلحة، فضلاً عن كونه مسؤولاً عن البرامج النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.

وكانت قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري، في طليعة عمليات قمع الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22) عاماً في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية يوم 16 أيلول (سبتمبر).

مواضيع ذات صلة:

هل تنجح إيران في الضغط على أمريكا لرفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب؟

ماذا يعني أن تكون المنشآت النووية الإيرانية في عهدة الحرس الثوري؟

لحوثي مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني يعيث تهديداً براً وبحراً وجواً



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية