هل تحاول تركيا بسط نفوذها في لبنان؟ .. هذا ما تقوم به

هل تحاول تركيا بسط نفوذها في لبنان؟ .. هذا ما تقوم به


14/07/2020

يستخدم الأتراك في لبنان آليات عمل جديدة لبسط نفوذهم على الشمال اللبناني، بعد أن وجدوا موطئ قدم عبر المؤسسات التعليمية والمساعدات.

وتمدّد الدور التركي في لبنان، وبمنهجية واضحة المعالم، فخلال الأشهر الماضية، ارتفع الصوت هنا وهناك في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول دور تركي في أحداث الشمال، ودعم لمجموعات تتخذ المطالب المعيشية غطاءً لها.

الأتراك يستخدمون آليات عمل جديدة لبسط نفوذهم على الشمال اللبناني، بعد أن وجدوا موطئ قدم عبر المؤسسات التعليمية والمساعدات

ويُوجَّه الكثير من الاتهامات الأمنية العلنية للأتراك والاستخبارات التركية في أحداث الشمال، وآخرها إشارة وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي إلى "جهة خارجية"، من دون أن يُسمّي تركيا، وفق موقع "الأخبار" اللبناني.

إلا أنّ أياً من الأجهزة الأمنية اللبنانية لم يضع حتى الآن تصوّراً ملموساً عن دور أمني تركي مباشر في تحريك مجموعات على أرض الشمال. طبعاً، ليس لأنّ الاستخبارات التركية لا يمكن أن تنخرط في أعمال من هذا النوع، وهي التي سلّحت ودرّبت ودعمت وسهّلت دخول عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا من كل بقاع العالم، ولا سيّما من الجمهوريات السوفياتية السابقة، وما تزال حتى اليوم تدير جزءاً كبيراً من هذه المجموعات لفرض نفوذها وتتريك مساحات من الشمال والشرق السوريَّين، بل لأنّ أساليب العمل التركية في لبنان (ولو كان الهدف مشابهاً ببسط النفوذ)، تختلف عن أساليب العمل في سوريا... حتى الآن.

الأجهزة الأمنية اللبنانية توجّه إصبع الاتهام بشكل علني للأتراك والاستخبارات التركية في أحداث الشمال اللبناني

ومنذ العام 2006، ودخول القوات التركية كجزء من قوات اليونيفيل إلى لبنان، وجّه الأتراك منظمة "تيكا" (TIKA) أو "وكالة التعاون والتنسيق التركية"، للعمل في لبنان، ومواكبة "الانفتاح" التركي نحو الشرق، وتعمل تلك المنظمة على تقديم المساعدات للبلديات والجمعيات الأهلية في محافظتي طرابلس وعكّار عبر إقامة مشاريع محدّدة، كفتح الطرقات وحفر آبار مياه الشرب والرّي وتقديم المساعدات الغذائية، أو عبر مؤسسات غير حكومية تركية.

عدد المستفيدين اللبنانيين من المنح التعليمية في تركيا يتجاوز 10 آلاف شخص، وغالبية هؤلاء تعلّم اللغة التركية

اليوم، يمكن القول إنّ النشاط التركي في لبنان يتخّذ أشكالاً عديدة، تصبّ جميعها في اتجاه واحد، هو تعزيز النفوذ التركي داخل بيئة المسلمين السنّة في لبنان، وتحديداً في الشمال.

وحسب التقديرات، فإنّ عدد المستفيدين اللبنانيين من المنح التعليمية في تركيا خلال 15 عاماً، يتجاوز 10 آلاف شخص، وغالبية هؤلاء تعلّم اللغة التركية، وعلى متابعة دائمة مع برامج الدعم التركية في الشمال.     

تركيا تستهدف في مشروع الجنسية التركية حوالي 50 ألف لبناني، وتقوم بالمهمّة سفارة أنقرة في بيروت

هذا، وتنشط السفارة التركية في بيروت، في البحث عن اللبنانيين من أصول تركية وتركمانية، لتشجيعهم على الحصول على الجنسية التركية. ولا ينحصر هذا الملفّ ببضعة آلاف من المواطنين اللبنانيين من أصول تركمانية في عكار وقرى محيطة بالكواشرة، إلّا أنّ ذلك يمتدّ إلى بعض عشائر البقاع (ومنها عشائر أو عائلات شيعية)، بهدف إعطاء هؤلاء جنسيات تركية، على قاعدة تاريخهم كـ "مواطنين في السلطنة العثمانية" أو من أصول تركية أو تركمانية. وفي تقديرات أكثر من جهة تواكب النشاط التركي، أنّ عدد المستهدفين في مشروع الجنسية التركية حوالي 50 ألف لبناني.

وتمتلك تركيا العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الثقافية العاملة في لبنان.

الصفحة الرئيسية