هل بدأ أردوغان بابتزاز الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين الأفغان؟

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بابتزاز أوروبا في شأن موجات المهاجرين الأفغان، مشيراً إلى أزمة لاجئين حتمية تحدث، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه لن يستطيع العمل مع الاتحاد الأوروبي في ذلك الملف، ما لم تقم دول الاتحاد بالوفاء بالتزاماتها السابقة نحو تركيا بخصوص اللاجئين السوريين.

أكّد الرئيس التركي خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنّ بلاده لا تستطيع تحمّل "عبء هجرة إضافية" من أفغانستان

وسبق أن وقعت تركيا اتفاقاً لتنظيم الهجرة من تركيا إلى دول الاتحاد للاجئين، مقابل ضخ مليارت الدولارات إلى تركيا.

في غضون ذلك، أكّد الرئيس التركي خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت، أنّ بلاده لا تستطيع تحمّل "عبء هجرة إضافية" من أفغانستان عقب استيلاء حركة طالبان على السلطة.

وقال أردوغان لميركل، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركيا": إنّ "موجة هجرة جديدة (أمر) لا مفرّ منه، إذا لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران"، مشدّداً على أنّ "تركيا التي تستقبل أصلاً 5 ملايين لاجئ، لا يُمكنها تحمّل عبء هجرة إضافية".

وانتقد أردوغان "تردّد" الاتحاد الأوروبي في ما يتعلّق بطلب تركيا مراجعة اتفاق موقّع في العام 2016 بين أنقرة وبروكسل لوقف تدفّق المهاجرين.

ويُمكن بموجب هذا الاتفاق إعادة المهاجرين "غير الشرعيين" الذين يصلون الاتحاد الأوروبي إلى تركيا، في مقابل تقديم مساعدات مالية لأنقرة من أجل استقبالهم.

واتهمت أنقرة مراراً عواصم الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق، خصوصاً في ما يتعلّق بتسريع عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد.

وقال أردوغان: إنّ "الموقف المتردد للاتحاد الأوروبي بشأن تلبية تطلعات تركيا المشروعة المتمثّلة بتحديث اتفاق الهجرة المبرم في 18 آذار (مارس) 2016، يؤثر سلباً على إمكان التعاون في مجال الهجرة".

بحث أردوغان وميركل إجراءات تستهدف المساعدة في تجنب "مأساة إنسانية" في ظل سيطرة طالبان في أفغانستان

واعتبر أنّه في حال لم يتمّ تنفيذ اتفاق 18 آذار (مارس) بكامله، فإنّه "ليس من الواقعي" أن ينتظر الاتحاد الأوروبي المزيد من جانب تركيا.

من جهتها، شدّدت ميركل على أنّ إجلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية من أفغانستان، هو "أولوية قصوى".

وقالت متحدثة باسم المستشارة الألمانية: إنّ ميركل وأردوغان اتفقا على "التعاون الوثيق لدعم عمل المنظمات الدولية، ولا سيّما وكالات مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في أفغانستان والدول المجاورة".

وحذر أردوغان من أزمة لاجئين "حتمية" في ظل غياب الاحتياطات في كل من أفغانستان وإيران، حسبما ذكرت شبكة تي آر تي.

وبحث أردوغان وميركل إجراءات تستهدف المساعدة في تجنب "مأساة إنسانية" في ظل سيطرة طالبان في أفغانستان، وبحسب مكتب أردوغان، فإنّ أفغانستان وجيرانها بحاجة إلى دعم "عاجل"، وإلا ستكون موجة جديدة من اللاجئين من المنطقة "حتمية".

وقال مكتب ميركل إنّ الزعيمين اتفقا على أنّ إجلاء الأشخاص المعرضين للخطر من أفغانستان ما يزال يمثل أولوية قصوى، وأضاف الجانب الألماني أنّ ميركل وأردوغان اتفقا أيضاً على العمل بشكل وثيق لدعم عمل المنظمات الدولية في أفغانستان والدول المجاورة لها.