هل انتهى الإسلام السياسي؟.. باحثان يجيبان

هل انتهى الإسلام السياسي؟.. باحثان يجيبان

هل انتهى الإسلام السياسي؟.. باحثان يجيبان


18/03/2023

فتح برنامج "الندوة" الذي يُعرض على قناة "العربية" ويقدمه الكاتب مشاري الذايدي، ملفاً شائكاً جديداً يتعلق بجماعات الإسلام السياسي، ومنها تنظيم الإخوان المسلمين المحظور في الكثير من الدول العربية، طارحاً تساؤلاً يتعلق بإعادة تلك الجماعات تشكيل نفسها، ومحاولتها العودة بثوب جديد وقناع جديد ومنصات جديدة.

ورأى الكاتب والباحث السوداني محمد جميل أحمد أنّه من المبكر القول إنّ الإسلاميين فقدوا كامل حظوظهم في السودان؛ لأنّ المقولات التي أسّسوها المتعلقة بالإسلام السياسي ما تزال عالقة بأذهان الناس، خاصة أنّهم استخدموا أسلوب تحريفهم للمفاهيم وخطاب الهوية لخصخصة الإسلام القائم عليها نظام الإسلام السياسي، بالإضافة إلى نشر التخلف الذي يسهّل مهامهم.

ولفت الباحث السوداني إلى أنّ ضعف الوعي يسهم بشكل كبير في انتشار أفكار الإسلام السياسي، الذي يقوم أساساً على استبدال خطاب المعرفة بخطاب الهوية، معتبراً أنّ السودان هو البلد الوحيد الذي شهد الجريمة الكاملة للإسلام السياسي.

محمد جميل أحمد: ضعف الوعي يسهم بشكل كبير في انتشار أفكار الإسلام السياسي

من جانبه، رأى الباحث الأردني، والخبير في قضايا الأمن الاستراتيجي، عمر الرداد، أنّ الإسلام السياسي يُقدّم نفسه كرأس حربة للدفاع عن الهوية ضد الغرب، واستطاع النفاذ إلى الشعوب باعتباره يطرح بديلاً عن أفكار الغرب، متمكناً من اختراق بعض مؤسسات الدول العربية.

وأشار الرداد إلى أنّ الإسلام السياسي تمتع، منذ الثمانينيات إلى عهد ما يُسمّى "الربيع العربي"، بدعم من أنظمة عربية.

وأكد الرداد أنّ حركات الإسلام السياسي لا تستسلم بسهولة، مستخدمة أدوات حديثة مع أخرى قديمة للوصول إلى أهدافها، ضارباً مثلاً بجماعة الإخوان المسلمين التي تمتلك استثمارات بمليارات الدولارات، وتدير جيوشاً إلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي، أسوة بحركات وأحزاب أخرى من الإسلام السياسي.

وأضاف الرداد أنّ جماعة الإخوان نجحت في التسلل عبر المنظمات الدولية غير الحكومية بأساليب ناعمة، حتى تتمكن من بقائها في مثل هذا القطاع، بالإضافة إلى استخدام مؤسسات دعوية وخيرية لاستغلال جيوب الفقر في مناطق مختلفة.

عمر الرداد: حركات الإسلام السياسي لا تستسلم بسهولة، مستخدمة أدوات حديثة مع أخرى قديمة للوصول إلى أهدافها

وقال الرداد: إنّ ميزانية التنظيم الإخواني الدولي تبلغ حوالي (11 إلى 12) مليار دولار، والخلاف على هذا المبلغ الآن بين جماعة الإخوان المنقسمة بين لندن وأنقرة، لافتاً إلى أنّ مرحلة العلاقة الطيبة مع الأنظمة والحكومات أنتجت لهم وفرة مالية تمكنهم من إقامة العديد من المشاريع والمدارس.

ويتحرك الإسلام السياسي عبر مجاميع من الجيوش الإلكترونية عبر التطبيقات الإلكترونية، وصحيح أنّهم يتفادون تأييد الإرهاب، إلّا أنّهم يذهبون عبر تلك المنصات لإثارة فكرة التيار الإسلام السياسي، ويؤسّسون لخطاب الكراهية والتطرف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية