تقارير: أمريكا قد تتورط في حرب إقليمية في الشرق الأوسط.. ما التفاصيل؟

هل تخوض أمريكا حرباً جديدة في الشرق الأوسط؟

تقارير: أمريكا قد تتورط في حرب إقليمية في الشرق الأوسط.. ما التفاصيل؟


22/10/2023

اعترضت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية صواريخ أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن، وتعرضت قواعد عسكرية أمريكية في العراق وسوريا خلال الأيام الماضية للقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وتحركت حاملات الطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، وتمّ إرسال أنظمة جوية، وتعزيزات للقوات في المنطقة، وجميعها مؤشرات تعكس التوتر في المنطقة وتفاقمه، في ظل الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.   

تعزيز التواجد الأمريكي في المنطقة يؤكد حالة التوتر، وأنّ هناك، وفق مراقبين، المزيد من المشاكل القادمة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، خاصة أنّ الحرب في غزة يمكن أن تتوسع لتشتعل في بعض الدول التي تضم القواعد والمصالح الأمريكية.

ووفق شبكة (سي إن إن)، فإنّ الولايات المتحدة اقتربت من الاحتمال الحقيقي للغاية للتورط المباشر في حرب إقليمية في الشرق الأوسط، وهذه ليست حملة العام 1991 لطرد جيش صدّام حسين من الكويت، أو غزو العراق في العام 2003، وكلاهما سبقته أشهر من التخطيط والإعداد، ثم قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتحديد الزمان والمكان وحجم الهجوم.

فقد أصبحت نقاط الضعف في الوجود العسكري الأمريكي المترامي الأطراف في جميع أنحاء الشرق الأوسط فجأة واضحة بشكل صارخ في ظل هذه الظروف، بحسب تقارير صحفية.

تعزيز التواجد الأمريكي في المنطقة يؤكد حالة التوتر

توجد قوات الولايات المتحدة في شمال شرق وجنوب شرق سوريا، الدولة التي يعمل فيها جيش بشار الأسد، وقوات من روسيا وتركيا وإيران وحزب الله، ومجموعة من الفصائل المناهضة للنظام، والميليشيات الكردية، فضلاً عمّن ما يزال مستمراً من فلول تنظيم داعش النشطين، وفي العراق أيضاً الميليشيات التي تطالب منذ أعوام بإخراج القوات الأمريكية، وهذا يوضح المخاطر التي يمكن أن تتعرض له، واعتبر كثير من المراقبين، نقلت عنهم صحيفة (وول ستريت جورنال)، أنّ حرب إسرائيل على قطاع غزة، والطريقة التي تعاطت فيها واشنطن مع الأزمة، سيسببان لها الكثير من المشاكل في المنطقة، ويمكن أن ينهي تواجدها بشكل كلّي، إذا ما فقدت حلفاءها في سوريا والعراق، في ظل شبه إجماع في الوطن العربي على رفض العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.

مؤشرات تعكس التوتر في المنطقة وتفاقمه، في ظل الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة

هذا إلى جانب إيران، التي رغم عقود من العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة عليها، نجحت في تطوير مجموعة من الأسلحة المتطورة. واكتسب الحرس الثوري الإسلامي  (IRGC)  خبرة قتالية قيمة في سوريا والعراق، وقد قدمت إيران التدريب والأسلحة للحوثيين في اليمن والنظام السوري وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.

ووفق الـ (سي إن إن)، فإنّه ربما تمتلك الولايات المتحدة أقوى جيش في العالم، ولكن كما أثبتت الفشل الأمريكي في فيتنام وأفغانستان، فإنّ هذا لا يضمن النصر على عدو مصمم وواسع الحيلة، ومسلح بشكل جيد في حالة الشرق الأوسط اليوم، الساخط شعبياً على الكيان الصهيوني.

وما يزال بوسع الولايات المتحدة أن تحصي حلفاءها بين الحكام في المنطقة، ولكنّ الشوارع مسألة مختلفة تماماً.

ولم تخفِ الولايات المتحدة أنّها متواجدة في الشرق الأوسط لحماية إسرائيل، حتى لو شنت حرباً جديدة، وقال وزير دفاعها لويد أوستن، في بيان نشرته شبكة (رويترز) أمس: إنّه سيتم نشر منظومة (ثاد) المضادة للصواريخ وبطاريات (باتريوت) إضافية للدفاع الجوي في المنطقة".

وتابع: "وضعت أخيراً عدداً إضافياً من القوات في تأهب، استعداداً للانتشار في إطار خطة طوارئ احترازية، من أجل زيادة جاهزيتها وقدرتها على الاستجابة بسرعة عند الحاجة".

يبدو أنّ هناك المزيد من المشاكل القادمة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، خاصة أنّ الحرب في غزة يمكن أن تتوسع

وأضاف أنّ "هذه التدابير ستعزز جهود الردع الإقليمي، وستعزز حماية القوات الأمريكية في المنطقة، وتساهم في الدفاع عن إسرائيل"، مشيراً إلى أنّه سيواصل "تقييم حاجات الجهاز العسكري الأمريكي في المنطقة، ويدرس نشر وسائل إضافية في حال الضرورة".

وأشار أوستن إلى أنّه اتخذ هذا القرار "بعد محادثات مع الرئيس جو بايدن"، من غير أن يوضح عدد القوات الإضافية التي سيتم نشرها.

وفي سياق يتعلق بتعزيز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، اتهم البرلمان الروسي واشنطن بأنّها ترى في الحرب الدائرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية مجرد أعمال تجارية، ولا تأبه لخسائر الأرواح، مدللاً على ذلك بطلبات الميزانية التي قدّمها الرئيس الأمريكي جو بايدن للكونجرس.

(سي إن إن): الولايات المتحدة اقتربت من الاحتمال الحقيقي للغاية للتورط المباشر في حرب إقليمية في الشرق الأوسط

وقال نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ألكسندر باباكوف، في تصريح صحفي نقلته وكالة (سبوتنيك): "الآن أصبح كل شيء في مكانه أخيراً بالنسبة إلى أمريكا، الحرب مجرد عمل تجاري، ولا يوجد شيء شخصي. بايدن لا يشعر بالقلق بشأن الخسائر البشرية، ولا يهتم بأنّ الولايات المتحدة تصب الزيت على نار المواجهات المشتعلة من خلال إمدادها بالأسلحة لطرف معين، وعند الاستماع إلى بايدن، يتولد لدى المرء انطباع بأنّ أمريكا ليست دولة على الإطلاق، إنّها مجرد صفقات تجارية"، مرجحاً أن يكون التحرك الأخير يتعلق بالنفوذ الروسي الصيني في الشرق الأوسط، وخوفاً من سحب البساط من تحت قدميها، وهنا أيضاً تأكيد على حديثها بما يتعلق بصفقاتها التجارية.

يُذكر أنّ أمريكا حاولت إنهاء الحروب الدائمة في الشرق الأوسط، لأنّ خسائرها البشرية كانت كبيرة جداً، واستنزفت قدرات الولايات المتحدة، واستفزت الحلفاء في المنطقة بسبب الانحياز، وعودتها إلى مثل تلك الحروب، دعماً لإسرائيل، يمكن أن تكون المسمار الأخير في نعشها، حيث سنصل إلى مرحلة لن يستطيع الحكام الموالون لها من مواجهة شعوبهم الرافضة للسياسة الأمريكية. 

مواضيع ذات صلة:

مواقف إيران من الحرب في غزة: حسابات الربح والخسارة

إنقاذ غزة هو المهمة القصوى: هل تفتح قمة القاهرة كوة للسلام؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية