هذه أبرز رسائل محمد بن زايد في خطابه الأول بعد رئاسة الإمارات

هذه أبرز رسائل محمد بن زايد في خطابه الأول بعد رئاسة الإمارات


14/07/2022

في أول خطاب له منذ توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة في 14 أيار (مايو) الماضي، رسم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بكلمات منتقاه بدقة شديدة، ملامح المرحلة المقبلة للدولة وسياستها الداخلية والخارجية والمستقبل الحافل بالفرص الواعدة، وخارطة طريق لتقوية الاتحاد وتعزيز ريادته إنسانياً وسياسياً واقتصادياً وتنموياً، فقد وجه آل نهيان مساء أمس كلمة إلى شعب دولة الإمارات، غير أنّ صداها كان عابراً للحدود، لما حملته من جملة رسائل إلى دول المنطقة والعالم وشركاء التنمية.

حمل خطاب رئيس الدولة في طياته عدداً من الرسائل متعددة الوجهات التي لم تغفل دور المواطن والشعب الإماراتي في نهضة الإمارات، ودور الشباب في المرحلة المقبلة، وكذلك الوافدين. وفي حين أكد دعم بلاده للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وجه آل نهيان رسالة شديدة اللهجة إلى كلّ من يحاول المساس بسيادة بلاده.

  الشعب محور الاهتمام

إدراكاً منه أنّ نجاح الدولة ومسيرتها يعتمد في الأساس على المواطن، أكد الشيخ محمد بن زايد أنّ "شعب دولة الإمارات محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمّة أولوياتها منذ نشأتها"، وأنّ منهج "سعادة المواطن ورعايته" سيظل الأساس في كل خططنا نحو المستقبل، وقد نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" عنه قوله: إنّ "شعب دولة الإمارات وتمكينه كان وما يزال محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمّة أولوياتها منذ نشأتها، وسيظل منهج راحة المواطن وسعادته ورعايته الأساس في كلّ خططنا نحو المستقبل بإذن الله تعالى."

 وتابع الشيخ محمد بن زايد: "نحن يا إخواني محظوظون بهذا الشعب العزيز، شعب أثبت، قبل الاتحاد وبعده وفي كل المراحل الصعبة التي مرّت بنا، أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات، اعتزازنا وفخرنا بالإنسان الإماراتي لا حدود له".

  سيادة الإمارات خط أحمر

 وقد أكد رئيس الدولة على "مد يد الصداقة" إلى كلّ دول المنطقة والعالم، وشدد على أنّ سيادة دولة الإمارات خط أحمر لا يمكن التهاون فيه أو التنازل عنه، في رسالة إلى أطراف إقليمية بعينها دأبت على استخدام أذرعها الميليشياوية لزعزعة استقرار دول الخليج العربي، ولا سيّما الإمارات والمملكة العربية السعودية.

 ووفقاً لنص الخطاب الذي نشرته "وام"، قال آل نهيان: "سيادة دولة الإمارات وأمنها مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه...، نمدّ يد الصداقة إلى كلّ دول المنطقة والعالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدم والازدهار لنا ولهم."

 

رسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ملامح المرحلة المقبلة للدولة وسياستها الداخلية والخارجية والمستقبل الحافل بالفرص الواعدة

 

ويمثل الشيخ محمد بن زايد حلقة الوصل بين الماضي الذي شهد تأسيس دولة الإمارات على يد والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والحاضر الذي أعد له الشيخ خليفة بن زايد المجدد ورائد مسيرة التطوير في الإمارات، والمستقبل الذي يقوده الشيخ محمد بن زايد بنفسه امتداداً لمسيرة التطوير، ليخطّ بخطابه معالم الدولة الإماراتية في الأعوام المقبلة.

 ولم ينسَ في خطابه أمس جهود أخيه الشيخ خليفة ووالده الشيخ زايد، رحمهما الله، فقد قال: "بفضل الله تعالى...، ثم بفضل قيادة أخي خليفة، ومن قبله المؤسس وباني الاتحاد الشيخ زايد... تمتلك اليوم دولة الإمارات منظومة تنموية متطورة ومتكاملة ومستدامة...، أصبحت مصدر إلهام وأمل لشعوب المنطقة والعالم...، وبإذن الله، ستبقى وتتطور بجهود أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها."

 اقتصاد الإمارات

أضحى الاقتصاد الإماراتي نموذجاً عالمياً يُحتذى به، ويتمّ تدريسه في أكبر جامعات العالم، وقد شدد رئيس الدولة على أنّ "اقتصاد دولة الإمارات يُعدّ اليوم ضمن أكثر الاقتصادات قوةً ونمواً. فقد أنعم الله تعالى علينا بموارد غنية ومتعددة، خاصة مواردنا البشرية...، حيث تمتلك دولة الإمارات ثروة متميزة من القوى العاملة الفتية والشابة... وتشاركنا أكثر من (200) جنسية بفاعلية ونشاط في نمو اقتصادنا وتطوره."

 الشيخ خليفة بن زايد المجدد ورائد مسيرة التطوير في الإمارات

 ولاستدامة نمو وازدهار هذا الاقتصاد، الذي يتمتع ببنية قوية، أكد آل نهيان على أنّ "تنويع اقتصادنا ضرورة استراتيجية أساسية ضمن خططنا للتنمية، لذا من الضروري تسريع جهود التنمية الاقتصادية لبناء اقتصاد نشيط ورائد عالمياً، وسوف نستمر في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات وتحقيق أفضل المؤشرات العالمية في هذا المجال."

  أمن الطاقة العالمي

في حين تواجه الإمارات ودول الخليج المنتجة للنفط ضغوطاً متزايدة تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لزيادة إنتاجها من النفط والغاز لمواجهة الآثار السلبية للعقوبات الغربية والأمريكية على روسيا على الاقتصاد العالمي، أكد رئيس الإمارات دعم بلاده لـ"أمن الطاقة العالمي"، غير أنّ ذلك لا يعني بالضرورة الرضوخ لتلك الضغوط، وإنّما انطلاقاً من الحفاظ على الاقتصادات الناشئة والضعيفة في مواجهة أزمة اقتصادية عالمية وشيكة.

 وقال الشيخ محمد بن زايد في خطابه: "نحن مستمرون في ترسيخ مكانة الدولة مزوداً موثوقاً للطاقة، وداعماً لأمن الطاقة العالمي، كونه العمود الفقري لتمكين النمو والتطور الاقتصادي العالمي."

 وفي نهاية آذار (مارس) الماضي، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أنّه لا بديل عن النفط الروسي، قائلاً: "لا نرى أنّ أحداً يستطيع أنّ يعوّض وجود روسيا، إلا إذا كان جاهزاً لإنتاج (10) مليارات برميل".

 

في حين أكد دعم بلاده للسلام، وجّه آل نهيان رسالة شديدة اللهجة إلى كل من يحاول المساس بسيادة بلاده

 

 ويأتي خطاب رئيس الإمارات بينما تتهيأ المنطقة العربية لأول زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن، المعروف بمواقفه المعادية لدول الخليج وقياداتها، ودعمه لجماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، على حساب الأنظمة والشعوب العربية. ومن المقرر أن يزور بايدن المملكة العربية السعودية غداً الجمعة، للمرّة الأولى منذ توليه السلطة في كانون الثاني (يناير) 2021، بعد توتر دام أكثر من عام ونصف العام، ولم يغيره سوى احتياج بايدن الشديد لبدائل للغاز والنفط الروسي.

  أولويات متجددة

العلم والعلوم أساس نهضة الشعوب، وانطلاقاً من هذا الأساس، أكد الشيخ محمد بن زايد أنّ أولويات دولة الإمارات "تشمل كذلك تنمية قدراتنا في مجال العلوم والتكنولوجيا وتطويرها لتحقيق فوائد لجميع قطاعات الاقتصاد والمجتمع، كما أنّ دور القطاع الخاص محوري ويجب تنشيطه وزيادة مساهمته في تنمية الاقتصاد."

  العمل الخيري

من بين ملامح المرحلة المقبلة، كما يتضح من خطاب آل نهيان هو اتجاه الإمارات لمزيد من تعزيز علاقاتها مع دول العالم وإقامة شراكات استراتيجية نوعية مع مختلف الدول، فقد قال رئيس الإمارات: إنّ بلاده "عززت منذ قيامها علاقاتها مع دول العالم على أسس راسخة من حسن التعامل والمصداقية والتعاون البنّاء، لذلك اكتسبت الدولة سمعة طيبة إقليمياً ودولياً بجهود شبابها وشاباتها الذين نفتخر بهم داخل الدولة وخارجها".

يأتي خطاب رئيس الإمارات بينما تتهيأ المنطقة العربية لأول زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن

 وأكد رئيس الإمارات: "سنسعى خلال المرحلة المقبلة للبناء على هذه السمعة في إقامة شراكات استراتيجية نوعية مع مختلف الدول"، مضيفاً: "على نهج زايد الخير، سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون ."

 دعم السلام والاستقرار

السلام قيمة تتطلع إليها شعوب منطقة الشرق الأوسط الغارقة في دوامة من العنف والإرهاب، لذلك أكد آل نهيان أنّ سياسة بلاده سوف تظل "داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، وعوناً للشقيق والصديق، وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها".

 وتعهّد بالاستمرار "في نهجنا الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع."

  طموح أكبر

على الرغم من التفوق الذي حققته دولة الإمارات على كافة الأصعدة، ما يزال ربانها الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتطلع إلى المزيد من التفوق والنجاح، فقد قال: "حققت الإمارات، الدولة الشابة الفتية إنجازات نوعية عديدة واستثنائية، لكنّ طموحاتنا أكبر بكثير".

  وشدد على أنّه "من الضروري أن نستمر في بذل أقصى طاقاتنا وجهدنا لتحقيق المزيد، فمسؤوليتنا تأمين مستقبل مشرق لأجيال الحاضر والمستقبل، وتحقيق هذا الهدف يعتمد على العمل والجهد الذي نقدمه اليوم."

 ردود فعل

وقد لاقى خطاب الرئيس الإماراتي الرائد إشادة واسعة وردود فعل مرحبة داخل الإمارات وخارجها، فقد أكد سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أنّ كلمة   رئيس الدولة رسمت ملامح المرحلة المقبلة من عمر الدولة، وصاغت الرؤى المستقبلية لنموذج التنمية المستدامة الذي تقدمه دولة الإمارات للعالم بما يرسخ مكانتها ويعزز ريادتها لعقود طويلة مقبلة.

لاقى خطاب الرئيس الإماراتي الرائد إشادة واسعة وردود فعل مرحبة داخل الإمارات وخارجها

 وقال الجابر: "رسمت كلمة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة  خارطة طريق واضحة، ومنهجية شاملة للمستقبل عنوانها التفاؤل بما سيحمله الغد لوطننا من رفعة وتمكين عبر ترسيخ التجربة التنموية الفريدة للدولة، التي تجعل الإنسان محوراً لجميع خطط التطوير والتنمية الاقتصادية الشاملة لما فيه خير الأجيال القادمة".

 وشدد الجابر على أنّ كلمة الشيخ آل نهيان حملت معها تطلعات دولة الإمارات خلال العقود المقبلة، وفي مقدمتها ترسيخ الأمن والأمان والسلم والاستقرار لتحقيق راحة المواطن، وتهيئة الظروف الداعمة لتنويع الاقتصاد وتعزيز نموه، والحفاظ على المكتسبات الوطنية، والاستمرار في دور دولة الإمارات مزوداً موثوقاً للطاقة، والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة، ومدّ جسور الصداقة والتعاون مع المجتمع الدولي على أسس التعايش السلمي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتعزيز الشراكات الدولية بناءً على المصداقية الكبيرة والمكانة الراسخة للدولة إقليمياً وعالمياً.

  روح الاتحاد

حظي خطاب الرئيس الإماراتي كذلك بإشادة أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الذي كتب، في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلاً: إنّ "خطاب التعزيز الذي وجّهه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى مواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها تأكيد للتقاليد الراسخة في التواصل بين القيادة والشعب، فقد رسم سموه بشفافية ومصداقية نهج المرحلة المقبلة الضامن لاستمرارية الإنجاز والانطلاق بطموح نحو مستقبل مزهر".

 

في حين أكد بن زايد "مد يد الصداقة" إلى كلّ دول المنطقة والعالم، شدد على أنّ سيادة دولة الإمارات خط أحمر

 

 وقال قرقاش: إنّ "خطاب صاحب السمو رئيس الدولة جسّد روح الاتحاد ونجاحها منذ التأسيس في فضاءات النهضة والتقدم، وحمل في ثناياه أسس مرحلة جديدة طموحة للبناء والتحديث محورها المواطن المنتمي والمنتج والمبدع والمواكب للعلم والتكنولوجيا سعياً لترسيخ مسيرة التفوق والتنافسية"، مضيفاً: "الأمل والتفاؤل والطموح الذي حمله خطاب الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، فيه رسالة واضحة أنّ الإمارات ماضية نحو أهدافها وتطلعاتها بقوة وعزيمة وانفتاح، وإيمان سموه بجيل الشباب وقدراته وهمّته هو الرهان على المستقبل، مسؤوليتنا المشتركة الحفاظ على المكتسبات والمنجزات الوطنية وتعزيزها".

 ورأى قرقاش أنّ "الخطاب أكد على سياسة الإمارات الخارجية في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد والقائمة على مبادئ راسخة، في صدارتها سيادة وأمن الإمارات، وتعزيز السلام والتعاون بين الشعوب والعمل من أجل رفاهها، في إطار من الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل بما يضمن مستقبل الأجيال المقبلة".

 ترسيخ لعشق الإمارات

لم يحمل خطاب رئيس الإمارات ملامح سياسة الدولة الخارجية والداخلية فقط، بل حمل كذلك "رسالة إيجابية للاقتصاد وترسيخاً لعشق الإمارات"، على حدّ قول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة على حسابه الرسمي عبر تويتر.

 

على الرغم من التفوق الذي حققته دولة الإمارات على كافة الأصعدة، ما يزال ربّانها آل نهيان يتطلع إلى المزيد

 

  مشيداً بكلمة رئيس دولة الإمارات، واعتبر آل مكتوم أنّ "كلمة رئيس الدولة أخي محمد بن زايد خارطة طريق…، ومنهج حكومة".

 خارطة طريق

خطاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تردد صداه كذلك خارج حدود البلاد، فقد علّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تغريدة على حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلاً: "تابعت باهتمام بالغ كلمة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للشعب الإماراتي الشقيق التي وضع فيها خارطة طريق واضحة للرخاء والتنمية والأخوة، وحدد بها بشكل واضح سياسة الإمارات الداخلية والخارجية."

  وأضاف: "نؤكد مجدداً عزمنا على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون، ونقلها إلى آفاق أرحب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان". 

مواضيع ذات صلة:

محمد بن زايد: الشخصية الهادئة وفعل التغيير العميق

محمد بن زايد.. رجل المرحلة

محمد بن زايد.. قائد مسيرة المئوية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية