هجمات الحوثيين الإرهابية وحروب المستقبل

هجمات الحوثيين الإرهابية وحروب المستقبل


05/02/2022

عادل السنهوري

هناك إجماع عربي ودولي لإدانة الهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي ضد المنشآت المدنية والمدنيين الأبرياء في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أسفر عن وقوع عدد من الضحايا.الهجمات الإرهابية أدانها البرلمان العربي، الذي أكد في بيانه أن أمن دولة الإمارات جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

مشدداً على أن هذه الأفعال المشينة «لن تثني دولة الإمارات عن ما تقدمه من خدمات إنسانية لشعب اليمن الشقيق وسياساتها التي تهدف إلى صون السلام والاستقرار في منطقة الخليج خاصة، والمنطقة العربية عامة».

وحمّل البرلمان العربي المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة لاتخاذ مواقف حازمة تجاه هذه الاعتداءات الإرهابية ومحاسبة مرتكبيها ومن يدعمها بالمال والسلاح، ومنع الميليشيا الانقلابية من حيازة أسلحة متطورة وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة تستخدمها في تنفيذ أعمالها الإرهابية التي تستهدف بها المدنيين.

التوجه العربي حالياً يمضي في القمة العربية المقبلة في مارس المقبل في الجزائر الشقيقة نحو إدراج جماعة الحوثي على قوائم الإرهاب واعتبارها جماعة إرهابية، وبالتالي اعتبار كل من يمدها بالسلاح ويدعمها مادياً ولوجستياً وسياسياً، يدعم الإرهاب.

الهجمات الإرهابية بالمسيرات والتي تحدث في أكثر من دولة ومكان، تفتح الباب لأسئلة مهمة في منطقة الشرق الأوسط والعالم حول مستقبل الحروب المقبلة، واستخدام نوعية جديدة وخطيرة في الصراع العسكري، وهو الطائرات المسيّرة أو ما يسمى بالـ«درونز»، فأهل الشر بدأوا في توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات العنف والإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، ودمج هذا الذكاء في الأسلحة الحديثة، وهو ما يعد نقلة في غاية الخطورة في تاريخ تطور أسلحة الدمار، بل ويعتبرها خبراء استراتيجيون أكثر خطورة من مرحلة القنبلة النووية.

ما يحدث حالياً من هجمات بالطائرات الصغيرة المسيّرة أو الـ«درونز» في عدد من الدول هو الجيل الجديد من حروب المستقبل التي يجب أن ننتبه لها، ففي هذه الحرب لا وجود للعنصر البشري.

وكما تكشف مراكز الأبحاث المتخصصة، فإن الجيل الجديد من الـ«درونز» يمثل طليعة تلك الأسلحة، وهي عبارة عن طائرة موجهة في حجم «الصرصار» أو«الجرادة»، يتم إمدادها بالبيانات للوصول إلى أهدافها، وتحمل أربعة غرامات من المواد المتفجرة أو السامة والغاز القاتل، ولها قدرة عالية على المناورة والحركة الدائبة والعشوائية، ما يعني صعوبة اصطيادها من القناصة، وبالتالي يمكن استخدامها ضد مناطق معينة أو جماعات بشرية، والأخطر تتبع الأجهزة الذكية أيضاً للأفراد وتوجيه الضربات إليهم.

العلماء والخبراء يحذرون من أن «أهل الشر»، ودول الإرهاب تخطط لإنتاج جيوش كاملة من الطائرات المسيّرة الـ«درونز» للاشتراك في المعارك المتعددة في وقت واحد، سواء الاختراق أو الاشتباك أو مواجهة الهجوم المضاد.

الأخطر في الأمر أن إنتاج تلك الـ«درونز» وتقنيتها المتقدمة منخفضة للغاية.

إذا صمتت الدول الكبرى والمجتمع الدولي عن ما يحدث من شيطنة السلاح، فإننا أمام حروب قادمة سوف تستخدم فيها القنابل المغناطيسية، وهي بالفعل الرعب الحقيقي القادم على العالم وعلى دول المنطقة، إذا لم تتم المواجهة الصارمة لها. ومن دون الدخول في تفاصيل، فإن هذه القنبلة يمكنها تعطيل كافة الأجهزة الذكية والكهربائية للدولة أو المنطقة المستهدفة، وإعادتها إلى عصر ما قبل الكهرباء.

بل إن العلماء قدروا بأن تفجير واحدة منها فوق مقر الأمم المتحدة، يمكنه أن يضرب الولايات المتحدة من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي ويقضي على 90 بالمئة من السكان في أقل من عام.

فهل يصمت العالم والدول الكبرى على ما يحدث من تطور شيطاني لأسلحة الإرهاب والتدمير؟ وهل يعجز العالم المتقدم والدول الكبرى في منطقتنا العربية عن إيجاد حلول لهذه الكارثة بمشروع علمي ضخم لمواجهة هذه الأسلحة وتعطيلها والتصدي لها؟

عن "البيان" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية