"نيويورك تايمز": هدنة اليمن استراحة قصيرة... ومعوقات السلام كثيرة وأولها إيران

"نيويورك تايمز": هدنة اليمن استراحة قصيرة... ومعوقات السلام كثيرة وأولها إيران


03/04/2022

مع دخول الهدنة حيّز التنفيذ في الساعة الـ7 من مساء أمس السبت في اليمن، وهي الأولى منذ 2016، عُلّقت آمال عريضة بأنّها قد تفسح المجال لمفاوضات سلام دائم، إلّا أنّ ذلك لم يزل رهناً بإيران وأجندتها المثيرة للشقاق في المنطقة العربية.

 وفي تقرير نشرته مساء أمس، علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على الهدنة التي اتفق عليها جميع الأطراف في أول وقف منسق لإطلاق النار منذ 2016 بوساطة الأمم المتحدة، بالتزامن مع حلول شهر رمضان الكريم، مشيرة إلى أنّها "توفر الأمل في الحدّ من العنف في الحرب التي هزت شبه الجزيرة العربية وتسببت في أزمة إنسانية".

اقرأ أيضاً: ميليشيا الحوثي ترتكب 20 خرقاً للهدنة مع بدء سريانها

 وتشمل الهدنة، التي تستمر شهرين، وقف جميع الهجمات داخل اليمن وخارج حدوده، ودخول سفن الوقود إلى ميناء يسيطر عليه المتمردون، واستئناف بعض الرحلات التجارية بالمطار الدولي بالعاصمة اليمنية صنعاء.

 عوائق السلام

يحاول دبلوماسيون من الأمم المتحدة ودول الخليج والولايات المتحدة منذ أعوام التوسط في محادثات سلام، وهي جهود لم تسفر حتى الآن إلّا عن تخفيضات قصيرة الأمد في أعمال العنف، غير أنّ العوائق التي تحول دون إعادة توحيد البلاد والسلام الدائم كثيرة، حيث إنّ "قبضة الحوثيين على صنعاء ما تزال قوية، بغضّ النظر عن أعوام من الضربات الجوية من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن" وفق الصحيفة.

يمنيون يسيرون في سوق بوسط صنعاء خلال أول أيام الهدنة (رويترز)

 واستبعدت "نيويورك تايمز" أن تتخلى ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، عن سيطرتها طواعية دون التنازلات التي قد لا ترغب الحكومة اليمنية والتحالف العربي في منحها.

اقرأ أيضاً: الإمارات ترحب ببدء هدنة اليمن.. ومواقف يمنية لتثبيتها

 ومن بين العوائق أيضاً أنّ إيران "قد وجدت أنّ إشعال الحرب هي طريقة سهلة لتعطيل المملكة العربية السعودية"، وفقاً لـ"نيويورك تايمز" التي رجحت ألّا تتخلى إيران بـ"سهولة" عن هذه الممارسات، ومع ذلك بدا أنّ جميع الأطراف الرئيسية مع الهدنة.

  الهدف من الهدنة

قال هانز غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن: إنّ "الهدف من هذه الهدنة هو منح اليمنيين استراحة ضرورية من العنف، وتخفيف المعاناة الإنسانية، والأهم من ذلك، الأمل في إمكانية إنهاء هذا الصراع".

 

نيويورك تايمز: الهدنة توفر الأمل في الحدّ من العنف في الحرب التي هزت شبه الجزيرة العربية

 

الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لم تفعل إدارته الكثير حيال إرهاب جماعة الحوثي وإيران، رحب بالهدنة قائلاً في بيان: "يجب الالتزام بوقف إطلاق النار، وكما قلت من قبل، من الضروري أن ننهي هذه الحرب"، مضيفاً: "بعد (7) أعوام من الصراع، يجب على المفاوضين القيام بالعمل الجاد والضروري للتوصل إلى تسويات سياسية يمكن أن تحقق مستقبل سلام دائم لجميع الشعب اليمني."

غروندبرغ:الهدف من هذه الهدنة هو منح اليمنيين استراحة ضرورية من العنف، وتخفيف المعاناة الإنسانية

 كما رحب مسؤولون ومحللون بالخطوة، لكنّهم حذّروا من أنّها في أحسن الأحوال خطوة أولى في عملية طويلة ومعقدة للعمل من خلال العديد من القضايا التي مزقت اليمن، ودمرت اقتصاده وقوّضت أمن جيرانه المنتجين للنفط.

  مكاسب الهدنة

رحب وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك بالهدنة، وقال: إنّ سفينتي وقود سوف يتم تفريغهما قريباً في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، ممّا يخفف من حصار التحالف الذي تسبب في ارتفاع أسعار الوقود.

اقرأ أيضاً: الهدنة مع الحوثيين في اليمن: تكتيك أم رغبة في إنهاء الحرب؟

 وصرّح أنّ الرحلات الدولية المحدودة ستستأنف قريباً في مطار صنعاء، الذي قصفه التحالف في وقت مبكر من الحرب وبقي مغلقاً أمام جميع الرحلات باستثناء الرحلات الإنسانية المحدودة، وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، التي أشارت إلى أنّ إغلاق المطار زاد من صعوبة سفر اليمنيين من شمال اليمن، بما في ذلك الجرحى في ضربات التحالف الذين يحتاجون إلى العلاج في الخارج.

 

من بين العوائق أنّ إيران قد وجدت أنّ إشعال الحرب هي طريقة سهلة لتعطيل المملكة العربية السعودية

 

 وقال مبعوث الأمم المتحدة غروندبرغ: إنّه سوف يستغل الهدنة لإجراء مزيد من المناقشات مع الأطراف "بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومعالجة التدابير الاقتصادية والإنسانية العاجلة، واستئناف العملية السياسية".

 محطات الصراع

بدأ الصراع في 2014 عندما سيطرت ميليشيا الحوثي الإرهابية على صنعاء وجزء كبير من شمال غرب البلاد، ممّا دفع الحكومة إلى المنفى، قبل أن يتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، بعد بضعة أشهر، بشنّ حملة جوية واسعة، على أمل دحر الحوثيين، المدعومين من إيران، وإعادة الحكومة الشرعية المنتخبة.

وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك: الرحلات الدولية المحدودة ستستأنف قريباً في مطار صنعاء

  بيد أنّ الحرب استمرت، فقد جنّ الحوثيون الشباب والأطفال، وزرعوا ألغاماً أرضية، وشنوا هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ متطورة بشكل متزايد على السعودية والإمارات، العضو الآخر في التحالف، وظلت الحكومة اليمنية غارقة في الاقتتال الداخلي مع فصائل أخرى يفترض أنّها تقف إلى جانبها.

اقرأ أيضاً: هدنة اليمن... ترحيب واسع بالاتفاق: فهل يلتزم الحوثيون؟

 مع تقدّم الحرب، تلقى الحوثيون معدات عسكرية وتدريبات من إيران، وشنوا هجمات متطورة بشكل متزايد على المملكة العربية السعودية، وفي الآونة الأخيرة على الإمارات العربية المتحدة.

 

رحب مسؤولون ومحللون بالخطوة، لكنّهم حذّروا من أنّها في أحسن الأحوال خطوة أولى في عملية طويلة ومعقدة

 

 والشهر الماضي، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان لتحالف دعم الشرعية قوله إنّ ميليشيا الحوثي استهدفت المنشآت النفطية في جدة غرب المملكة السعودية بالطائرات المسيّرة والصواريخ، ممّا أشعل النيران في صهريجين كبيرين، قبل أن يحبط التحالف هجوماً حوثياً هو الأخطر بزورقين مفخخين على ناقلات النفط في البحر الأحمر.

 وعقب الهجمات التي استهدفت منشآت النفط، أخلت السعودية مسؤوليتها عن أيّ نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية، بسبب الاستهداف المستمر لمنشآتها النفطية من جانب الحوثيين في اليمن، حسبما صرّح مصدر مسؤول في الخارجية. وقال المصدر: "المملكة العربية السعودية تعلن أنّها لن تتحمل مسؤولية أيّ نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران". وتأتي تلك التصريحات وسط تقارير عن ضغوط أمريكية وغربية على الرياض لزيادة إنتاجها من النفط من أجل خفض أسعاره التي ارتفعت إلى مستويات قياسية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية