
أصدرت مؤسسة البريد الجزائرية، سلسلة جديدة من الطوابع البريدية، تحت عنوان: "نساء ورجال المسرح"، احتفاءً بمكانة المسرح الجزائري ورموزه، الذين تركوا بصمات راسخة في الثقافة الوطنية. يأتي هذا الإصدار تكريمًا لعدد من الفنانين والفنانات الذين ساهموا بشكل جوهري في بناء وتطور الفن الرابع في الجزائر، سواء من خلال أدائهم فوق الخشبة أو عبر مساهماتهم في التأليف والإخراج والتكوين المسرحي.
الطوابع تحمل وجوهًا لعدد من الأسماء البارزة، التي عُرفت بمواقفها الجريئة ومشاركاتها المؤثرة في نهضة المسرح الجزائري، في مراحل مختلفة من تاريخه، خاصّة في فترات ما بعد الاستقلال، حيث لعب المسرح دورًا مركزيًا في التعبير عن الهوية الوطنية، والنضال الثقافي، والتوعية المجتمعية. وقد حرص القائمون على هذه المبادرة الفنية، على انتقاء شخصيات تمثل التنوع الفني والجغرافي والثقافي، لتعكس التعدد الذي يشكّل بنية المسرح الجزائري.
تسعى هذه الخطوة إلى تثبيت الذاكرة المسرحية ضمن الذاكرة الجماعية، من خلال تداول الطوابع في الحياة اليومية، ما يمنح رموز المسرح بعدًا رمزيًا في المجال العام، ويُعيد الاعتبار لأدوارهم التي تجاوزت الفن لتلامس هموم الإنسان الجزائري.
تندرج هذه المبادرة ضمن رؤية أوسع لتعزيز الثقافة من خلال الوسائل البريدية، وتحويل الطوابع إلى أدوات توثيق واعتراف بالفكر والإبداع، وهي رسالة رمزية تسلط الضوء على الفن؛ كرافعة أساسية في بناء الوعي وترسيخ قيم الجمال والمواطنة. كما تعكس الطوابع وعيًا مؤسساتيًا بأهمية الذاكرة الثقافية، وسعيًا لاستدامتها بصيغ بصرية وأدبية راقية.