
إبراهيم النجار
وسط أجواء مشحونة، وتوقعات حذرة، وتصريحات صادمة. التقى الرئيس الأمريكي، ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، في لقاء وصف بالتاريخي. لكن ماذا جرى فعلياً في الغرف المغلقة؟
أمام عدسات الإعلام تلقى نتنياهو إشارة غير مسبوقة من ترامب. لكن خلف الكواليس، كان هناك جدول أعمال مزدحم بالقضايا المصيرية. وعلى رأسها، الملف الإيراني، وصفقة أسلحة ضخمة، بقيمة مليار دولار، التي تخطط إدارة ترامب، لتزويد إسرائيل بها.
طرح ترامب خلال اللقاء، خطته والتي وصفت بالأخطر على القضية الفلسطينية منذ عقود. تقضى بفرض السيطرة الأمريكية على غزة، وتهجير الفلسطينيين.
تصريحات ترامب، لم تكن مجرد اقتراح عابر. بل جاءت في سياق محاولات عدة لإعادة رسم خرائط المنطقة. حيث طالب كلاً من مصر والأردن، باستقبال أعداد من سكان غزة على أراضيهم.
وعلى الرغم من التأكيدات المتكررة، بأن الطرفين متفقان على تحقيق أهداف الحرب في غزة. فإن الواقع كان أكثر تعقيداً. حيث دخل كلاهما بأهداف مختلفة تماماً. فالبنسبة لترامب، لم يكن إنهاء الحرب، هدفاً بحد ذاته. بل مجرد خطوة ضرورية نحو مشروعه الأكبر، وهو إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. وانطلاق لترتيب إقليمي جديد، يرسخ نفوذ أمريكا وحلفائها.
أما نتانياهو، فبعد 15 شهراً من المعارك والخسائر البشرية الهائلة، فإن إنهاء الحرب دون القضاء على «حماس»، يعني هزيمة سياسية مدوية، تهدد مستقبله السياسي، وتضعه في مواجهة غضب الشارع الإسرائيلي.
وفي صراع الأولويات، هل تمكن نتانياهو، من إقناع ترامب، بتمديد الحرب لتحقيق نصر كامل، أم أن رؤية ترامب لإعادة ترتيب المنطقة ستفرض على إسرائيل، قرارات صعبة. الأكيد أن ما جرى في الاجتماع الثنائي، سيحدد ملامح الشرق الأوسط في الفترة المقبلة.
الأهرام