ناشطو كردستان العراق: هذه نوايا تركيا الحقيقية من التوغل شمال العراق

ناشطو كردستان العراق: هذه نوايا تركيا الحقيقية من التوغل شمال العراق


02/06/2021

نقل موقع الحرّة عن ناشطين في منطقة كردستان العراق، وتحديداً في المناطق الحدودية التي تشهد التوغل التركي والانتهاكات بما في ذلك قطع الأشجار، أنّ نية تركيا الحقيقية ليست مواجهة حزب العمال، وإنما إقامة مراكز وجود بشكل دائم.

وتعرّض إدوارد يوحنا، وهو مسيحي عراقي شاب يسكن في قرى الآشوريين شمال العراق، إلى التهجير قبل عامين، ليس بسبب سيطرة جماعات متطرفة على المنطقة مثل أقاربه في سهل نينوى أيام داعش، ولكن بسبب ما يصفه بـ"الاجتياح التركي" للشريط الحدودي بين تركيا والعراق.

وتقول أنقرة: إنها تلاحق مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين انتشروا من جبال قنديل في أقصى حدود العراق إلى مناطق أعمق مثل سنجار في نينوى وحتى محافظة كركوك خلال فترة القتال ضد داعش.

تركيا لم تكتفِ بالتوغل في المنطقة، وإنما قامت بإجراء تغييرات على بيئتها، كما يقول بيان مشترك لوزارتي الزراعة في إقليم كردستان والحكومة المركزية

يقول يوحنا لموقع "الحرّة"، وهو يتكلم عن مقاتلي الحزب: "هم قاتلوا داعش"، لكنه يستدرك  أنّ "قتال داعش لا يمكن أن يكون مبرراً لتوغل مقاتلين مطلوبين من بلدانهم في بلدنا، لقد أعطوا الرئيس التركي أردوغان مبرراً للاجتياح".

ويبدو أنّ تركيا لم تكتفِ بالتوغل في المنطقة، وإنما قامت أيضاً بإجراء تغييرات على بيئتها، كما يقول بيان مشترك لوزارتي الزراعة في إقليم كردستان والحكومة المركزية العراقية، اللتين اتهمتا تركيا بـ"قطع أشجار المنطقة الجبلية"، بحسب خبر نشرته وكالة ناس الإخبارية العراقية.

ويقول ناشطون مسيحيون: إنّ تركيا قد تكون تريد ما هو أبعد من مطاردة مقاتلي الحزب، كما يؤكد الناشط الآشوري خلابئيل بنيامين لموقع "الحرّة".

ويقول بنيامين: إنّ "كل ما يجري الآن من قصف تركي مستمر واحتلال علني داخل الأراضي العراقية من قبل الجيش التركي، بذريعة محاربة الإرهاب، هو لتغطية نوايا وأطماع تركيا بولاية الموصل التي انسلخت منها بشكل نهائي 1926".

ويضيف بنيامين: إنّ "الميثاق الملي هو الخريطة التي يتكل عليها الرئيس أردوغان في طموحاته التوسعية، سواء في العراق أو سورية، وقد جاء في بنود الميثاق الملي: "المناطق التي تسكنها غالبية تركية مسلمة في الموصل وحلب هي مناطق تركيا الأم".

 وتنصّ اتفاقية لوزان لترسيم الحدود بين تركيا ودول، من بينها العراق، على أنها تنتهي بعد 100 عام، وهذا الموعد سيكون في عام 2023.

وقد خسرت تركيا نزاعاً قانونياً مع بريطانيا بشأن مناطق "ولاية الموصل السابقة، التي ضمت كلّ نينوى الحالية ودهوك وأجزاء من أربيل"، لكنّ تركيا لم تتنازل أبداً عن طموحاتها التاريخية في هذه المناطق.

ويقول آزاد شيروان، وهو أستاذ تاريخ في إقليم كردستان، لموقع "الحرّة": إنّ "التفاسير التاريخية تُفرض بالقوة، ويبدو أنّ هذا ما تحاول تركيا فعله".

في غضون ذلك، نقلت شبكة "روداو" الإعلامية الإثنين عن النائب كاتشماز قوله: "خلال العمليات التي نفذتها القوات المسلحة التركية (TSK) تمّ حرق الأشجار لأسباب أمنية".

وأضاف: في الأعوام الـ4 الماضية تمّ "حرق مناطق الغابات عمداً، يذكرون بوضوح أنّ هذا يتم لأسباب أمنية، وإلى جانب ذلك يتم قطع الأشجار".

 وأشار نائب "حزب الشعوب الديمقراطي" إلى أنّ القوات المسلحة التركية أقامت قاعدة دائمة على التلال التي سيطرت عليها خلال العمليات التي نفذتها داخل إقليم كردستان العراق.

وتابع: "أقيمت قواعد عسكرية على تلال دهوك وزاخو، هذه ليست قواعد مؤقتة، والجميع يعرف هذا". 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية