ميليشيات الدبيبة تحاصر "الأعلى للدولة".. كيف انقسم الإخوان على أنفسهم في ليبيا؟

ميليشيات الدبيبة تحاصر "الأعلى للدولة".. كيف انقسم الإخوان على أنفسهم في ليبيا؟

ميليشيات الدبيبة تحاصر "الأعلى للدولة".. كيف انقسم الإخوان على أنفسهم في ليبيا؟


20/11/2022

بينما أكد  المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باثيلي، خلال إحاطته بمجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي، أنّ مؤسسات ليبيا تواجه أزمة مشروعية، مشدداً على الحاجة لتنسيق المبادرات الدبلوماسية، ودعم جهود الأمم المتحدة، حاصرت ميلشيا مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، منتهية الولاية، مقر انعقاد جلسة للمجلس الأعلى للدولة، بحسب بيان صادر عن المجلس .

وكان  باثيلي قد حذر في إحاطته، من أنّ إطالة الفترة الانتقالية في ليبيا، يمكن أن يعرض البلاد لخطر الانقسام، مشيراً إلى أنّ بعض الفرقاء السياسيين يعيقون إجراء الانتخابات في البلاد، والتي يتطلب تنظيمها تضافر جهود الجميع.

الدبيبة في مواجهة المشري

إلى ذلك، أصدر المجلس الأعلى للدولة، الذي يترأسه خالد المشري، بياناً رسمياً عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي؛ "فيسبوك"، أكد خلاله أنّ ميليشيا مسلحة تابعة لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، قامت بمنع أعضاء المجلس من الدخول إلى قاعة الاجتماعات التي ستعقد فيها جلسة المجلس، مشيراً إلى أنّها نشرت آليات مسلحة أمام مقر المجلس.

المشري قام بتوجيه خطاب إلى المجلس الرئاسي، بشأن حصار مجلس الدولة ومنع جلساته، بأوامر من الدبيبة؛ لعرقلة الجهود السياسية، قائلاً: "بالإشارة إلى الواقعة التي حدثت يوم الإثنين، والتي تم فيها منع المجلس الأعلى للدولة من عقد جلسته العامة والمهمة، من قبل ما يسمى قوة حماية الدستور، بأوامر وتعليمات من وزير الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية (في إشارة إلى عبدالحميد الدبيبة)". وأضاف: "نأمل منكم فتح تحقيق عاجل في ملابسات هذه الحادثة، والتي تعد سابقة ومعرقلة للجهود السياسية، واتخاذ ما ترونه مناسباً من إجراءات".

تقدم المشري بشكوى للنائب العام ضد عبدالحميد الدبيبة ومستشاره إبراهيم الدبيبة، ووزير الدولة لشؤون الاتصال وليد اللافي

كما تقدم المشري بشكوى إلى النائب العام، الصديق الصور، ضد عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ومستشاره إبراهيم الدبيبة، ووزير الدولة لشؤون الاتصال في حكومته وليد اللافي. مطالباً بإجراء تحقيق عاجل مع رئيس الحكومة، ومنعه من السفر إلى حين الانتهاء من التحقيقات في الواقعة المذكورة.

من جانبه، طالب عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، ومقدم البرامج في قناة التناصح التابعة للمفتي المعزول الصادق الغرياني  محمود عبد العزيز، من وصفهم بـ"الأحرار"، بضرورة التواجد أمام فندق المهارى؛ لإسقاط رئيس مجلس الدولة خالد المشري، بحسب قوله وتعبيره.

وأضاف عبد العزيز، في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي؛ فيسبوك: "على كل الأحرار والحرائر، التواجد غداً الساعة 10 أمام المهاري؛ لإسقاط المشري، كفى عبثاً". وفقاً لتعبيره.

الإخوان نحو الانشطار والتشظي

إلى ذلك، تشي مجريات الأحداث في الأفق السياسي الليبي، باتجاه فصائل الإسلام السياسي نحو الانشطار الداخلي؛ بفعل تغير موازين القوى، ووفق مناسيب قبضة السلطة والثروة في البلاد؛ ولذلك بدت بعض الشخصيات المحسوبة على المفتي المعزول، وكأنّها توجه سهامها ضد رفيق دربها خالد المشري، وتميل في نفس اللحظة قليلاً نحو رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، الذي يناوئه المشري كل حين، ويطمع في منصب السلطة التنفيذية، التي تمهد البلاد نحو الاستحقاق الانتخابي.

فتحي المريمي: الوضع الصحيح الذي ينهي كافة العراقيل والصعوبات ويحقق الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، يكمن في إخلاء البلاد من كل مظاهر التسلح الميليشياوي وتسليم السلاح للجيش والأجهزة الأمنية

وفي هذا السياق، أكد المستشار الإعلامي لمجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، في تصريحات خصّ بها "حفريات"، أنّ  رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، استنكر بشدة ما تعرض له أعضاء المجلس الأعلى للدولة في ليبيا يوم الإثنين الماضي، من أعمال تهديد وترهيب بقوة السلاح؛ من خلال محاصرة المجلس من قبل مجموعات مسلحة.

ولفت المريمي إلى أنّ ما جرى يمثل تهديداً لحياة أعضاء المجلس الأعلى للدولة، وانتهاكاً لحريتهم الشخصية التي يكفلها لهم القانون، مؤكداً أنّ المستشار عقيلة صالح طالب النائب العام بفتح تحقيق عاجل حول هذه الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.

إبراهيم الأصيفر: كان من المقرر انعقاد جلسة المجلس الأعلى للدولة يوم الإثنين الماضي

ولفت المستشار الإعلامي لمجلس النواب الليبي إلى أنّ الوضع الصحيح والواقعي الذي ينهي كافة العراقيل والصعوبات، ويحقق الاستفتاء على الدستور، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، يكمن في إخلاء البلاد من كل مظاهر التسلح الميليشياوي، وتسليم السلاح للجيش والأجهزة الأمنية، وإجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة، وحل كلّ الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، وتوحيد المؤسسات.

تغير موازين القوى

بدوره، قال الكاتب السياسي الليبي، إبراهيم الأصيفر، إنّه كان من المقرر انعقاد جلسة المجلس الأعلى للدولة يوم الإثنين الماضي، الموافق الرابع عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وكان على جدول أعمال الجلسة طرح موضوع تغيير المناصب السيادية، وتوحيد السلطة التنفيذية، واختيار حكومة جديدة قادرة على الوصول بالبلاد إلى الانتخابات.

وأضاف الأصيفر، في تصريحاته لــ "حفريات"، أنّه بعد اللقاءات التي جمعت كلاً من عقيلة صالح، وخالد المشري الأخيرة في المغرب، وكذا اللقاء في تركيا، كل هذا دفع الدبيبة إلى استشعار الخطر، خاصّة أنّها لا تبدو محاولات فردية منهم فقط، ولكن من الواضح، في تقديره، أنّ ثمّة دعماً دولياً وإقليمياً لتلك التحركات، سيما فيما يتعلق بتسمية المناصب السيادية. وتابع: "إنّ مواقف خالد المشري المترددة والمتغيرة، كانت تمثل في حقيقة الأمر عنصر أمان لعبدالحميد الدبيبة، وهو ما كان يراهن عليه دائماً، بيد أنّ هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً، وقد حسم خالد المشري موقفه بصرامة وجدية، وكما يعرف المتتبع للشأن الليبي، فلا وجود لمواقف محددة لمعظم أعضاء المجلسين، حيث إنّ القرارات تتخذ منفردة  في كل مجلس، حسب من يقوده، سواء النواب أو الأعلى للدولة". وذلك وفقاً لنص تصريح المصدر.

إبراهيم الأصيفر: بعد اللقاءات التي جمعت كلاً من عقيلة صالح وخالد المشري الأخيرة في المغرب، وكذا اللقاء في تركيا، كل هذا دفع الدبيبة إلى استشعار الخطر، خاصّة أنّها لا تبدو محاولات فردية منهما فقط

ويلفت الأصيفر إلى أنّ هذا التحول جعل عبدالحميد الدبيبة في حيرة من أمره، ولم يعد أمامه أي خيار إلّا تعطيل انعقاد الجلسة، حتى لو كلفه ذلك تحريك ميليشيا مسلحة، واستخدام القوة والبلطجة.

يختتم الكاتب السياسي الليبي، إبراهيم الأصيفر تصريحاته، قائلاً إنّ صدور عديد التصريحات المتطرفة، والتي تدعم موقف عبدالحميد الدبيبة، وما يقوم به، أمر ليس بالغريب، فدار الإفتاء مثلاً تدعم هذه المواقف، منذ اقتحامات المؤتمر الوطني، وهي من سَنّت هذه الأفعال الميليشاوية وعززتها بالفتاوى المتطرفة، سواء من الصادق الغرياني، أو من قبل أعضاء دار الإفتاء. مؤكداً أنّ الصراع في حقيقته أضحى صراع بقاء بين المجلس الأعلى للدولة والحكومة منتهية الولاية، حيث أصبح الدبيبة يعرف جيداً أنّ المشري يعمل جاهداً للإطاحة به، وتغيير المناصب السيادية، وكذلك فإنّ المشري يعرف محاولات الدبيبة في انتخابات الأعلى للدولة الأخيرة، حيث عمل جاهداً على الإطاحة به.

مواضيع ذات صلة:

استئناف إرسال مرتزقة بالتزامن مع اتفاقية التفاهم النفطي.. تركيا تصر على التواجد في ليبيا

هل أحكمت تركيا سيطرتها على ليبيا؟

قطر وتركيا في ليبيا: صديقتان دائماً


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية