من تونس إلى سوريا... هكذا انتهز الإخوان الثورات العربية

من تونس إلى سوريا... هكذا انتهز الإخوان الثورات العربية

من تونس إلى سوريا... هكذا انتهز الإخوان الثورات العربية


08/01/2025

قال الكاتب الصحفي حمد سالم المري: "لم تعد خافية على أحد ممارسات وتقلبات "الإخوان المفلسين" السياسية والإعلامية، ومحاولة تطويعهم الشريعة الإسلامية لتتلاءم مع ممارساتهم التي تنطلق من منهجهم القائم على أنّ "الغاية تبرر الوسيلة"، وعلى قول منظرهم الأكبر يوسف القرضاوي "الإخوان إذا أحبوا شخصاً رفعوه إلى السماء السابعة، وإذا كرهوه هبطوا به إلى الأرض السفلى"، ومحاولاتهم القفز على ثورات الشعوب، والاستفادة منها". 

وأضاف المري في مقالة نشرها عبر صحيفة (السياسة) الكويتية: "بعدما ثار الشعب التونسي على حكم زين العابدين بن علي الذي كان يحكمهم بالنار والحديد، وذاقوا منه الويلات، وعلم الإخوان أنّ الثورة نجحت في خلعه، انتهزوا ذلك وقفزوا عليها، ومن ثم قادوها لصالحهم، ونجحوا في الوصول إلى السلطة، قبل أن يكشف الشعب زيفهم وينقلب عليهم مرة أخرى.

وتابع المري: "في مصر، بعدما نجحت ثورة شعبها من جميع أطيافه، وأنهت حكم محمد حسني مبارك ـ رحمه الله ـ خطفت جماعة الإخوان الثورة، بالتعاون مع جماعات التكفير، وجيرتها لصالحها، ووصلت أيضاً إلى الحكم، قبل أن تنكشف أمام المصريين أنّها جماعة إرهابية، تحصر الدين في جماعتها فقط، وتسعى لمصالحها الضيقة من دون الاهتمام بمصالح الدولة العليا، فثار عليها الشعب المصري وأطاحها".

وأشار الكاتب الصحفي إلى ليبيا أيضاً، فبعدما نجح الشعب في إطاحة نظام معمر القذافي الديكتاتوري، ركبت جماعة الإخوان مركب الثورة، بعدما كانت قبل ذلك تمجد العقيد، وتصفه بأجمل الصفات، وحاولت خطفها لصالحها، لكن وبسبب عدم تقبل الشعب لها، انقسمت البلاد إلى قسمين؛ أحدهما تحكمه جماعة الإخوان، والآخر تحكمه حكومة مختارة من الشعب الليبي، ومعترف بها دولياً. 

إنّ شتم القرضاوي السعودية والإمارات ومصر، ووصف أنظمتها بالصهيونية والخزي والعار، يدل على أنّ الإخوان ما يزالون يخططون، وينتهزون الفرص لإثارة القلاقل. 

وكتب المري: "أمّا في سورية، وبعد أن ثار الشعب على نظام بشار الأسد الدموي، وجدت جماعة الإخوان هذه الثورة فرصة لها، فأججتها، سياسياً، وإعلامياً، وعسكرياً، نحو (15) عاماً، راح ضحيتها مئات الآلاف من السوريين، بين قتيل وجريح، وملايين المشردين، وتدمير مدن بأكملها، واعتقال وتعذيب مئات الآلاف، فيما جماعة الإخوان يعيشون في الفنادق والفلل الفخمة في تركيا والدول الأوروبية، مكتفين فقط بالتأجيج، وإلقاء المحاضرات، وعقد الندوات، واللقاءات الإعلامية، والتكسب المادي من الدول بحجة إغاثة الشعب السوري. 

وتابع: "بعد إطاحة نظام البعث، وهروب بشار الأسد إلى روسيا، نتيجة تعاون سياسي وعسكري غربي ـ إسرائيلي ـ روسي- تركي، أتاح لـ "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع، الذي كان يلقب نفسه "الجولاني" السيطرة على الحكم بسهولة، وتسلقت هذه الجماعة على جثث الشعب لتجيير الثورة لصالحها. وحتى لو تلون منتسبوها وغيّروا من أسلوبهم، ومن أشكالهم، فإنّهم قيمون على فكرهم، ومنهجهم، فظهر علينا عبد الرحمن القرضاوي، نجل المنظر الأكبر لـ"الإخوان" يوسف القرضاوي، وهو أمام المسجد الأموي يسبّ ويشتم السعودية والإمارات  ومصر، ويصف أنظمتها بالصهيونية والخزي والعار، مهدداً بطوفان التغيير، ممّا يدل على أنّهم ما يزالون يخططون، وينتهزون الفرص لإثارة القلاقل والثورات في دول الخليج العربية، من أجل مصالحهم، رغم أنّ هذه الدول يعيش شعبها، ومن يسكن فيها، بأمن وأمان وعدل، وفضائلها وصلت إلى كل بقاع الأرض من إغاثات ومساعدات مالية وعينية. 
وختم مقالته بالقول: "مستقبل سورية في يد هؤلاء سيكون قاتماً بلا شك، لأنّهم سيكونون أداة في يد تركيا، يأتمرون بأوامرها، وأسأل الله أن يحفظ الشعب السوري من كل مكروه".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية