منحوتات فنان عراقي تجسد آثار العزلة والاغتراب وتداعيات الحرب

منحوتات فنان عراقي تجسد آثار العزلة والاغتراب وتداعيات الحرب


26/11/2018

يعتقد الفنان والنحات العراقي عماد الظاهر أنه نجح في التحرر من البيئة العراقية واستخدام لغة الفن الحديث من خلال تركيزه على الفكرة، مؤكداً أنّ المهجر أثّر على أعماله الفنية من ناحية الأسلوب، والمواد المستخدمة في منحوتات تجسّد آثار العزلة والاغتراب وتداعيات الحرب.
واحتضن جاليري رؤى 32 للفنون بعمّان أخيراً معرض الظاهر، الذي جاء تحت عنوان "أنا القديم الجديد" مشتملاً على واحد وعشرين عملاً نحتياً منفذاً بالبرونز المصقول والبرونز المؤكسد والستيل.

اقرأ أيضاً: كيف عملت موسيقى شادي رباب على إنعاش صعيد مصر؟
ويركز  الظاهر في أعماله على الفكرة وتنوّع المواضيع، لكنه يرى بأنّ الأفكار الجديدة لم تلقَ بعد اهتمام المتلقي والمشاهد العربي الذي مايزال مهتماً بجمالية الشكل. وكذلك اعتبر هجرته إلى استراليا بمثابة سفر عبر الزمن أيضاً.

معروضات الظاهر تعبّر، باستمرار، عن أزمة الإنسان المعاصر وحالة العزلة والاغتراب، التي تصيبه في ظل الحروب

‎‫ويعتقد الفنان عماد الظاهر أنّ التشكيليين العراقيين لم ينطلقوا إلى العالمية بسبب تمسكهم بالهوية العراقية رغم أهميتها. ويرى أنّ غياب الحرية كان من أبرز العراقيل التي تعيق الفنانين عن مواصلة الإبداع، ويقول إنّ "تأويل الأعمال الفنية كان مرعباً في العراق".‬‬
والظاهر من مواليد بغداد، عام 1964، حاصل على بكالوريس الفنون الجميلة من جامعة بغداد. وقد استقر بالأردن مدة تزيد عن عشرة أعوام قبل أن يهاجر إلى أستراليا عام 2005‪.‬‬
‎‫أقام خمسة عشر معرضاً فردياً ما بين 1997 و2018 في عمّان، أبوظبي، بيروت، سيدني، وباريس. كما شارك في21 من المعارض المشتركة بين عامي 1998 و2018 والتي أُقيمت في روما، سيدني، بيروت، عمان، بغداد. وفي غضون ذلك مُنح العديد من الجوائز، منها: جائزة مهرجان الشباب 1989، الجائزة الأولى والثانية في مسابقة النحت في سيدني- استراليا، ما بين عامي 2005- 2007، وجائزة نصب الشهيد.‬‬

ظلّت معروضات الظاهر تعبّر، باستمرار، عن أزمة الإنسان المعاصر
‎‫ ‬‬
مارس الظاهر مهنة صناعة التماثيل والمنحوتات حتى قبل أن ينهي دراسته الأكاديمية لفن النحت في أكاديمية الفنون الجميلة، وقد تأثر خلال أعوام الدراسة بأساتذته، ولاسيما النحاتين محمد غني حكمت، وصالح القره غولي.‬
‎بعد تخرجه من أكاديمية الفنون الجميلة عام 1989، حالفه الحظ لقضاء أعوام الخدمة العسكرية الإلزامية في مشغل للنحت في العاصمة بغداد؛ إذ اشتغل حينها على تنفيذ عدة تماثيل وجداريات منها: نصب النصر، ونصب الشهيد.

يرى الفنان العراقي أنّ غياب الحرية كان من أبرز العراقيل التي تعيق الفنانين عن مواصلة الإبداع

‎‫‬‬
‎‫استقرار الظاهر في عمّان منذ 1994 شكّل مرحلة مهمة في حياته الفنية من حيث الإنجاز والإبداع، إذ أقام العديد من المعارض في عمان وعواصم عربية أخرى، ونفذ فيها بعض أعمال مثل؛ "جدارية السلام"، و"جداريه الأردن"، كما نفذ بعض التماثيل منها، رمز الأردن "العصفور الوردي". ويأمل حالياً أن يتمكن قريباً من تنفيذ عمل فني في العاصمة الأسترالية كانبيرا مع مجموعة من الفنانين التشكيليين والمهندسين المعماريين.‬‬

اقرأ أيضاً: آدم حنين.. فنان تشكيلي يحول منزله إلى متحف

وظلّت معروضات الظاهر تعبّر، باستمرار، عن أزمة الإنسان المعاصر وحالة العزلة والاغتراب، التي تصيبه في ظل الحروب، وجسدت أعماله حيوانات وطيوراً ذات قيمة رمزية لدى الحضارات القديمة.‬
‎‫ومن بين إنجازات الظاهر، النُصب الكبير الذي يمثل إنجازات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمّان وما قدمته للنازحين العراقيين، حيث يحلم بعراق يعمّه الحب. ‬‬



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية