ملتقى "بيت الزبير الفلسفي" في سلطنة عمان: تكريس قيم المعرفة الإنسانية

ملتقى "بيت الزبير الفلسفي" في سلطنة عمان: تكريس قيم المعرفة الإنسانية


16/05/2022

في إطار السعي لتكريس قيم المعرفة الإنسانية وتعزيز المساحات البحثية، تنطلق مساء اليوم الإثنين في مؤسسة بيت الزبير العُمانية، أعمال النسخة الأولى من "ملتقى بيت الزبير الفلسفي" بمشاركة مفكرين وفلاسفة وباحثين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

ويتضمن حفل افتتاح فعاليات الملتقى، الذي يستمر 4 أيام، كلمة الملتقى وأهدافه الرامية إلى إيجاد مناخ تفاعلي وتواصلي بين الباحثين والمختصين من مختلف المرجعيات والتكوينات الفلسفية.

بالإضافة إلى افتتاح معرض للكتاب الفكري الفلسفي يشارك فيه عدد من المكتبات ودور النشر العمانية، فضلاً عن افتتاح معرض الفن التشكيلي العماني الذي يضم أعمالاً تجريدية لـ 14 فناناً عمانياً.

كما وتقدم الأستاذة داليا تونسي من المملكة العربية السعودية، وهي المديرة العامة لمؤسسة بصيرة الأفكار للاستشارات التربوية والتعليمية، حلقة فلسفية للأطفال بعنوان "أفكار كبيرة لأعمار صغيرة"، وفق ما أوردته صحيفة "العرب" اللندنية.

برنامج الملتقى

ويشتمل اليوم الأول للملتقى على تدشين مشروع الفلسفة للصغار والناشئة المتمثل في ترجمة عدد من كتب سلسلة الفيلسوف الصغير للفيلسوف الفرنسي المعاصر أوسكار رونيفييه، بالتعاون مع دار ناتان الفرنسية التي طبعت السلسلة، والمترجمة اللبنانية ماري طوق التي ترجمت الكتب الـ 3، فضلاً عن تدشين كتب الفلسفة للناشئة التي قام بتأليفها الكاتب والمترجم المغربي محمد آيت حنا.

كما سيشهد حفل الافتتاح الإعلان عن جائزة صادق جواد للدراسات الفكرية التي تهدف إلى تكريس قيم المعرفة الإنسانية وتعزيز المساحات البحثية أمام الباحث العماني، ورفد المكتبة العمانية والعربية بمنتوج فكري يتجاوز الأطر الجغرافية المحدودة.

وسيتضمن حدث الإعلان عن الجائزة جلسة بعنوان "الإرث الفكري لصادق جواد" بمشاركة الباحثين بدر العبري ومحمد رضا اللواتي، وستقدم داليا تونسي كذلك حلقة الفلسفة للكبار بعنوان "الدودة والطائر" تهدف إلى تقديم حوار فلسفي بالاستعانة بأدب الطفل.

ويشارك في جلسات الملتقى عدد من الأكاديميين والباحثين بداية بعبدالله ولد أباه من موريتانيا بورقة تحمل عنوان "نقد العقل الفلسفي المعاصر: الفلسفة والأزمات الراهنة للإنسانية"، كما يشارك محمد شوقي الزين من الجزائر في جلسة بعنوان "في أصل التفلسف: تواشج التجربة الفلسفية والتجربة الصوفية"، والمغربي عبدالسلام بن عبدالعالي في جلسة أخرى بعنوان "الفلسفة والترجمة".

ومن لبنان يشارك كل من مشير باسيل عون في جلسة بعنوان "إشكاليات التعددية الثلاث التأويلية والإبيستيمولوجية والأنثروبولوجية: مقاربة نقدية" في اليوم الثاني من الملتقى، ورضوان السيد في جلسة أخرى عن "العقل بين الفلاسفة وعلماء الأصول: قراءة نقدية"، أما الباحث العماني علي الرواحي فسيشارك في جلسة بعنوان "هابرماس في الثقافة العربية".

وفي اليوم الأخير للملتقى ستقام جلسة بعنوان "فلسفة ما بعد الإنسانية واللامركزية الأوروبية" ويشارك فيها الباحث العُماني محمد العجمي، في حين سيشارك محمد المصباحي من المغرب في جلسة بعنوان "العودة إلى الفلسفة باعتبارها عودة إلى الذات الحلقة المنفتحة على الآخر"، وفي جلسة أخيرة يقدم الزواوي بغورة من الجزائر ورقة عنوانها "الفلسفة والعصر، معالم أولية" بإدارة الدكتور رضا مهدي.

يسعى الملتقى للتعريف بحيوية شبكة العلاقات بين الفلسفة والعلوم والموضوعات الأخرى، وإيجاد مناخ تفاعلي وتواصلي بين الباحثين والمختصين من مختلف المرجعيات والتكوينات الفلسفية

ويركز الملتقى على دور الفلسفة المستقبلي، إذ يحاول الوقوف على تحولات الدرس والخطاب الفلسفيين، وتعزيز قيم الوعي الفلسفي، وتقريب المسافة المعرفية بين المتن الفلسفي والعقل العمومي، والإسهام في حركة البحث الفلسفي من خلال توسّل وترسيم إحداثيات جدل معرفي متواكب ومضموني، وتعميق قيم التفكير المعرفي، وبيان ما تقدمه الفلسفة من ضمانات وافرة لتمتين العدة المعرفية والممكنات التفسيرية أمام البنى التفسيرية الأخرى.

كما يسعى الملتقى للتعريف بحيوية شبكة العلاقات بين الفلسفة والعلوم والموضوعات الأخرى، وإيجاد مناخ تفاعلي وتواصلي بين الباحثين والمختصين من مختلف المرجعيات والتكوينات الفلسفية، وتقديم بعض الحلقات والجلسات التخصّصية لتنمية الوعي النقدي والتفكير العلمي الفلسفي لدى الأطفال والناشئة والقائمين على مؤسسات التنشئة والتعليم.

يذكر أنّ الاهتمام العُماني بالفلسفة ليس جديداً، فقد توجت سنوات من النشاطات الفلسفية بتدشين لجنة الفلسفة منذ عام 2014، وهي لجنة منبثقة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، تهدف إلى التفكير في المواضيع والشؤون اللامفكر فيها في المجتمع، ولتحسين السمعة السيئة والمخيال المجتمعي المنتشر عن مثل هذه المفاهيم الضرورية كالحرية والديمقراطية والفلسفة من حيث ارتباط هذه الأخيرة بالعديد من المحرمات التاريخية، ولتحقيق ذلك اتخذت العديد من الخطط والخطوات المختلفة، التي من شأنها الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المتلقين والقُرّاء، بمختلف أطيافهم المعرفية وتوجهاتهم الأيديولوجية.

مواضيع ذات صلة:

"دعونا نتفلسف".. سرد لحياة وأفكار 25 فيلسوفاً

الفلسفة الإسلامية: مشروع النسيان والنبذ



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية