مع عودة بعثات التنقيب.. اكتشاف آثار نادرة في موقع قديم في العراق

مع عودة بعثات التنقيب.. اكتشاف آثار نادرة في موقع قديم في العراق


17/03/2022

مع تخفيف قيود السفر التي كانت مفروضة بسبب جائحة كورونا، وفي ظل تزايد اهتمام الحكومة بالآثار العراقية التي تعرضت منذ حرب الخليج الثانية ثم الغزو الأمريكي وسيطرة تنظيم داعش على الكثير منها لعمليات سرقة واعتداءات ممنهجة، باشرت فرق عالمية متخصصة في الآثار، عمليات تنقيب نادرة، جنوبي العراق.

وتمكن فريق من العلماء الفرنسيين والإيطاليين بالتعاون مع علماء عراقيين، من اكتشاف آثار نادرة في أطلال موقع أريدو القديم في العراق، في إطار مهمة تنقيب نادرة.

اقرأ أيضاً: ضم الآثار المُستردة.. العراق يعيد افتتاح "المتحف الوطني" بعد إغلاق دام 3 أعوام

وقال  معاون مدير مفتشية آثار المثنى، (جنوبي العراق) فاضل عبد العباس لوكالة "شفق نيوز" العراقية، إنّ "فريق الآثار الألماني العراقي المشترك تمكن من تنقيب إحدى المناطق الأثرية في آثار الوركاء والتي تعود لعصر فجر السلالات"، مبيناً أنّ "الفريق يعلن بشكل رسمي العثور على قارب بطول 7 أمتار وعرض يصل لمتر واحد و40 سنتمراً، ويتجاوز عمره 4 آلاف عام".

باشرت فرق عالمية متخصصة في الآثار عمليات تنقيب نادرة جنوبي العراق

وأوضح أنّ "الفريق المشترك عثر أيضاً بجانب القارب على نماذج فخارية لبعض الجرار والصحون والقوارب الصغيرة التي تشبه القارب الكبير المكتشف"، مشيراً إلى أنّ "هذا القارب تم تحديده أول مرة بشكل أولي قبل 10 أعوام من قبل أحد الحراس الآثاريين في المنطقة، وتم مسحه لاحقاً عن طريق الجو، كما تم الانتهاء من تنقيبه اليوم بشكل رسمي".

معاون مدير مفتشية آثار "المثنى" فاضل عبد العباس: الفريق المشترك عثر أيضاً بجانب القارب على نماذج فخارية لبعض الجرار والصحون والقوارب الصغيرة التي تشبه القارب الكبير المكتشف

وأضاف أنّ "القارب المكتشف بحالة جيدة جداً، وسيتم نقله إلى المتحف الوطني في بغداد لغرض إجراء الترميمات البسيطة عليه"، مبيناً أنّ "هذا الاكتشاف يعد فريداً من نوعه، وكونه بهذه الحالة الجيدة فإنه يمثل كنزاً ثميناً للعراق".

اقرأ أيضاً: بعد تركيا.. إيران تتورط في نهب آثار سوريا

ويُعتقد بأنّ مدينة إريدو القديمة كانت من أوائل المدن في المنطقة، بحسب أستاذ علم الآثار الفرنسي في جامعة ستراسبورغ، فليب كوينت، الذي قال: "هناك عدة أسباب لأهمية الموقع. أولاً كانت مأهولة بشكل مستمر على مدى فترة طويلة جداً تمتد من الألف الخامس إلى الألف الأول (قبل الميلاد)، وثانياً ما يمكن أن نجده هنا هو مقبرة من الألفية الخامسة، إذ يمكننا ربما العثور على الحمض النووي وتحديد أصول الأشخاص الذين أتوا إلى هنا وعاشوا هنا في العصور القديمة"، وفق ما نقله موقع "سكاي نيوز" عن "رويترز".

تضع حكومة الكاظمي الآثار العراقية ضمن أولوياتها، خصوصاً فيما يتعلق بالآثار المسروقة

وأضاف أنّ تشييد المباني الكبيرة وظهور التسلسلات الهرمية السياسية في المنطقة يجعلها واحدة من أماكن "مهد الحضارة".

وأردف: "بعد حرب الخليج الثانية.. كان هناك الكثير من أعمال النهب في جنوب بلاد الرافدين. لكن لحسن الحظ، لم تُنهب مدينة اريدو حتى الآن. لذلك نحن محظوظون جداً".

وكانت المدينة مخصصة لآلهة المياه في بلاد ما بين النهرين، إيا أو إنكي، في الأوقات التي كانت فيها جنوب بلاد ما بين النهرين ومواقع أور وإريدو مكاناً للأهوار والممارسات الزراعية الناشئة، مما سمح للمجتمعات المحلية بالازدهار.

يجذب الموقع الآن عدداً متزايداً، لكن محدوداً من السياح الأجانب والمحليين، الذين ظلوا غائبين لسنوات بسبب الاضطراب السياسي وانعدام الأمن في البلاد

وتم اكتشاف موقع أور القريب لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر، ويُعتقد بأنه مسقط رأس النبي إبراهيم، وقد زاره البابا فرنسيس، العام الماضي، وأقام تجمعاً بين الأديان قرب زقورة أور الشهيرة.

وقال الأثري الفرنسي مارتن ماكنسون: "هذه المدينة كانت مهمة أو كانت مركزاً دينياً لأننا نعرف هذه المدينة من الإله إيا أو إنكي، كان إله وقت السومريين على الماء، ماء الشرب والزراعة".

ومنذ تخفيف قيود السفر بسبب جائحة كورونا، وصلت العديد من البعثات الأثرية الأجنبية إلى العراق لدعم مشاريع التنقيب المحلية.

ورغم استمرار التحديات الإدارية والأمنية، قالت عالمة الآثار العراقية، وعل نعيم، إن هذه البعثات تسمح للعراقيين بالتعلم وتبادل الخبرات مع علماء الآثار من جميع أنحاء العالم.

ويجذب الموقع الآن عدداً متزايداً، لكن محدوداً من السياح الأجانب والمحليين، الذين ظلوا غائبين لسنوات بسبب الاضطراب السياسي وانعدام الأمن في البلاد.

ورغم كثرة عدد نقاط التفتيش في الرحلة التي تستغرق 4 ساعات تقريباً بين بغداد وأور، وصلت مجموعة من السياح من العراق وبريطانيا إلى الموقع المهجور إلى حد كبير.

وتضع حكومة الكاظمي الآثار العراقية ضمن أولوياتها، خصوصاً فيما يتعلق بالآثار المسروقة، وقد تمكن العراق عام 2021 من استعادة آلاف القطع الأثرية، بينها 17899 قطعة أعادتها الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: لتجفيف منابع تمويل الإرهاب.. مصر تستضيف مؤتمراً دولياً لمكافحة تجارة الآثار

وأعلنت السلطات العراقية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي استرداد "لوح جلجامش" الذي يقدر عمره بـ 3500 عام بمساعدة الولايات المتحدة، الأمر الذي وصفته السلطات بـ "الانتصار" على سراق "تاريخ وحضارة" البلاد.

وبتاريخ 17 كانون الأول (يناير) الماضي، أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية تسليم العراق 377 قطعة أثرية عراقية مهربة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية