معرض أبوظبي للكتاب: نور المعرفة يقاوم ظلمات كورونا

في التوقيت الذي ينتظره الكثيرون من عشاق المعرفة، ورغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وسيّجت العالم بالخوف، انطلقت في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس، الأحد، فعاليات الدورة الثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي وتستمر حتى 29 أيار (مايو) الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وتقام الفعالية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

تشهد الدورة الثلاثون، التي تعقد في نسختها الهجينة حضورياً وافتراضياً، مشاركات دولية ومحلية واسعة تجسد المكانة العالمية التي يحظى بها معرض أبوظبي الدولي للكتاب

وتشهد الدورة الحالية من المعرض، التي تعقد في نسختها الهجينة حضورياً وافتراضياً، مشاركات دولية ومحلية واسعة تجسد المكانة العالمية التي يحظى بها معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يمثل، كما قالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) جسراً ثقافياً وأدبياً بين الحضارات المختلفة بما يزخر به من إصدارات وفعاليات متنوعة تلبي التطلعات المعرفية لجميع الزوار.

ويشكّل معرض أبوظبي الدولي للكتاب منبراً أدبياً بارزاً، يجتمع فيه سنوياً أقطاب صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ويزوره سنوياً ما يزيد على 150 ألف زائر يرتادون هذه الاحتفالية الثقافية والفكرية. ويُنظَّم معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام بنمط هجين يجمع بين الصيغتين الواقعية والافتراضية، بحضور قرابة الـ 280 عارضاً على أرض المعرض.

إعفاء دور النشر من رسوم المشاركة

أعفت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي جميع دور النشر المشاركة في المعرض من دفع رسوم الأجنحة. تأتي هذه المبادرة حرصاً على دعم كافة الجهود الهادفة إلى دعم صناعة النشر، ولا سيما في ظل ما تشهده حركة النشر من تحديات جراء جائحة كوفيد – 19.

وإزاء الكتب المعروضة أمام الجمهور، تتيح منصة البيع عبر الإنترنت إمكانية البحث عن عدد كبير من العناوين في شتى أنواع المعرفة، مع إمكانية شرائها، كما تزود المنصة الزوار الافتراضيين بمعلومات حول الناشرين المشاركين في المعرض، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني للمعرض.

 وتلعب منصة البيع عبر الإنترنت دور الوسيط الذي يربط بين الزوّار والناشرين والبائعين عبر الإنترنت، ولا تقدم المنصة معلومات مفصلة حول العناوين فحسب، بل تقدم أيضاً معلومات عن الناشرين والعارضين أنفسهم. مما يعزّز مرونة وسهولة البحث عن الكتب وشرائها؛ حيث تقدم خدمة شراء الكتب واستلامها في المنازل من خلال مواقع العارضين الرقمية.

تبادل حقوق الملكية الفكرية

ويقدم المعرض، علاوة على ذلك، منصة جديدة تتيح تبادل حقوق الملكية الفكرية، حيث يمكن لكل من الناشرين والمهنيين شراء وبيع الحقوق، وتتيح المنصة عرض حقوق التأليف والنشر وبدء مناقشات لتبادل واكتساب شركاء أعمال جدد. كما تتيح المنصة المشاركة في برنامج أضواء على حقوق النشر الذي يقدم 300 منحة للعام 2021 في ثلاث فئات مختلفة: الترجمة، الكتب الإلكترونية، والكتب الصوتية. ويمكن للناشرين الإقليميين والدوليين التقدم بطلب للحصول على دعم يصل إلى 4000 دولار أمريكي مقابل بيع حقوق الترجمة، على أن يتم الاتفاق على تبادل الحقوق من خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وفي عام 2021 ستصبح هذه الصفقات افتراضية مما يسمح للأشخاص من جميع أنحاء العالم بالاستفادة والمشاركة، ويمكن للناشرين التقدم بطلب للحصول على دعم يصل إلى 2000 دولار لتحويل الكتب المطبوعة إلى إلكترونية أو ما يصل إلى 2000 دولار للتحويل إلى كتاب صوتي.

الفعاليات الافتراضية

ستكون برامج المعرض مزيجاً هجيناً من الفعاليات الفعلية وتلك الافتراضية، إذ تتيح حضور البرامج والفعاليات والأحداث المميزة فيما يستمتع المشاركون بالراحة والأمان في منازلهم، بل يتيح لهم أيضاً دعوة الأصدقاء من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بها معهم. سينضم المحاورون في بعض ندوات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2021 من أرض الحدث إلى ضيوفهم الموهوبين الافتراضيين حول العالم، مما يتيح للمتحدثين الانضمام من مختلف أنحاء العالم ويساهم في الارتقاء بالبرامج إلى المستوى العالمي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.

جائزة الشيخ زايد للكتاب

في إطار مشاركتها في المعرض، كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن برنامجها الثقافي لعام 2021، والذي يتضمن جلسات حوارية مع الفائزين بالجائزة بدورتيها الرابعة عشرة والخامسة عشرة.

وتنطلق أولى فعاليات البرنامج الثقافي لجائزة الشيخ زايد للكتاب بحفل التكريم الافتراضي للفائزين في فروع الجائزة الثمانية في دورة هذا العام، والذي سيقام في الساعة 6 من مساءً اليوم الإثنين 24 أيار (مايو) على قناة اليوتيوب الرسمية الخاصة بجائزة الشيخ زايد للكتاب.

وستتاح الفرصة لزوّار معرض أبوظبي الدولي للكتاب بمشاهدة الحفل، والذي سيبث مباشرةً على المسرح الرئيسي في القاعة رقم 9 في مركز أبوظبي االوطني  للمعارض.

كما تستضيف الجائزة عدداً من الفائزين خلال جلسة حوارية يوم غد الثلاثاء 25 أيار (مايو) الساعة 7 مساءً في القاعة رقم 9 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك بحضور سعادة الدكتور علي بن تميم، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وبمشاركة عدد من الكتّاب الفائزين في الدورتين، الرابعة عشرة والخامسة عشرة للجائزة، فيما يقدّم الجلسة الأستاذ الدكتور خليل الشيخ، الناقد والمترجم والباحث وعضو اللجنة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب.

في إطار فعاليات المعرض تنطلق أولى فعاليات البرنامج الثقافي لجائزة الشيخ زايد للكتاب بحفل التكريم الافتراضي للفائزين في فروع الجائزة الثمانية في دورة هذا العام

ويشارك في الجلسة عدد من الفائزين في الدورة الرابعة عشرة، وهم مارغاريت أوبانك من مجلة بانيبال الفائزة في فرع النشر والتقنيات الثقافية، والشاعر التونسي منصف الوهايبي الفائز في فرع الآداب، والمترجم التونسي محمد آيت ميهوب الفائز في فرع الترجمة، والكاتب العراقي حيدر قاسم الفائز بجائزة المؤلف الشاب، والكاتب الهولندي ريتشارد فان لوين الفائز في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى.

كما تشهد الجلسة مشاركة الفائزين في فروع الجائزة الثمانية في دورة هذا العام، وهم الكاتبة السعودية د. أسماء الأحمدي الفائزة بجائزة المؤلف الشاب، والكاتب التونسي ميزون بناني الفائز بجائزة أدب الطفل والناشئة، والكاتب المصري د. سعيد المصري الفائز بجائزة التنمية وبناء الدولة، والكاتب التونسي خليل قويعة الفائز بجائزة الفنون والدراسات النقدية، والدكتورة طاهرة قطب الدين من الولايات المتحدة والفائزة بجائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى، فيما يشارك في الجلسة بشكل افتراضي كلٌ من المترجم الأمريكي مايكل كوبرسون الفائز بجائزة الترجمة، والكاتبة المصرية إيمان مرسال الفائزة بفرع الآداب، ورشا الأمير من دار الجديد اللبنانية الفائزة بجائزة النشر والتقنيات الثقافية.

وتشارك الكاتبة المصرية إيمان مرسال، الفائزة بجائزة فرع الآداب لعام 2021 عن روايتها المعنونة "في أثر عنايات الزيّات"، في جلسة افتراضية تحاورها خلالها أسماء صديق المطوّع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي، وذلك يوم الأربعاء 26 أيار (مايو) في الساعة 7 مساءً.

اقرأ أيضاً: الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب أحمد القرملاوي: الاغتراب مصير لا فكاك منه

وتنظّم الجائزة جلسة حوارية افتراضية بعنوان "جائزة الشيخ زايد للكتاب حلم يتجدّد كل عام" في 27 أيار (مايو) الساعة 7 مساءً، حيث سيشارك الكاتب التونسي ميزوني بناني الفائز بفرع أدب الطفل والناشئة لعام 2021 عن كتابه "رحلة فنان"، للحديث حول جائزة الشيخ زايد للكتاب وأدب الطفل، والأصل والمغزى وراء كتابه "رحلة فنان"، ومدى تأثره بكتاب "كليلة ودمنة"، وستحاوره خلال الجلسة د. سارة سالم السويدي، مدير إدارة المناهج بدائرة التعليم والمعرفة.

وتختتم الجائزة برنامجها الثقافي بجلسة افتراضية بعنوان "علم الكلام الإسلامي والمجتمع: وجهات نظر عربية وألمانية"، والتي تنظّمها الجائزة بالتعاون مع مؤسسة ليتبروم الثقافية في 28 أيار (مايو) الساعة 7 مساءً بمشاركة أولريش رودولف، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة زيورخ، وفريد سليمان، الباحث في قسم الدراسات الدينية الإسلامية في جامعة فريدريش ألكسندر إرلنن- نورمبرغ في ألمانيا، ود. حيدر قاسم التميمي، وهو كاتب وأكاديمي عراقي يدرّس في قسم التاريخ في جامعة بغداد، فائز بجائزة المؤلف الشاب لعام 2020، وميرا سيفرز، وهي أستاذة مستجدة لأسس العقيدة الإسلامية والفلسفة والأخلاق في معهد برلين لعلم الكلام الإسلامي بجامعة هومبولت في برلين، وستيفان ميليش، المحاضر في اللغة العربية والدراسات الإسلامية في معهد الدراسات الشرقية (جامعة كولونيا).

اقرأ أيضاً: "أبوظبي الدولي للكتاب" يستضيف الروائي عبد الوهاب عيساوي في جلسة افتراضية

وتعاين هذه الجلسة النقاشية العلاقة المتداخلة والمعقدة بين علم الكلام والمجتمع في العصر الإسلامي، وفي عالمنا المعاصر اليوم؛ حيث سيناقش المشاركون دراسة بعنوان "علم الكلام الإسلامي في دراسات المستشرقين الألمان – يوسف فان إس أنموذجاً" للباحث العراقي د. حيدر قاسم التميمي. كما سيتركّز الحوار حول نظرة العلماء العراقيين والعرب إلى مساهمات المستشرقين الألمان في دراسة علم الكلام الإسلامي، وطبيعة الموضوعات والمناقشات المركزية في كل من العراق والعالم العربي وألمانيا فيما يتعلّق بعلم الكلام الإسلامي والمجتمع.

ألمانيا ضيف شرف المعرض

يذكر أنّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب يستضيف جمهورية ألمانيا الاتحادية كضيف الشرف لعام 2021 وكذلك للعام 2022. حيث تعبتر ألمانيا، كما قال موقع المعرض، مهد الكتّاب الأبرز حول العالم من "كانت" إلى "كافكا".