مصور مصري يثير دهشة العالم بلغز الفرعون العائد

مصور مصري يثير دهشة العالم بلغز الفرعون العائد

مصور مصري يثير دهشة العالم بلغز الفرعون العائد


17/03/2024

"يخلق من الشبه أربعين"؛ مثل مصري قديم عاد ليشغل الكثيرين، بمجرد رؤيتهم صورة "عم كامل" حارس مقبرة الملك (إخناتون). إذ أنّ التشابه بين وجه الحارس والتماثيل التي نراها لـ (إخناتون)، يكاد يصل إلى درجة التطابق؛ فهل جاءت الصورة مصادفة؟ أم كان لقاءً مدبراً بين المصور والحارس؟ 

(كريم بدر) بدأ حياته مهندساً، وكان التصوير الفوتوغرافي هو الهواية الأقرب إلى قلبه، فبدأ في التقاط عدة صور للقاهرة التاريخية في أوقات مختلفة، ليسجل تلك اللحظات ويقتنصها ويمتلكها بين طيات ألبوماته العديدة؛ كآلة الزمن التي تعيده عقوداً وقروناً إلى الوراء. 

الحارس "عم كامل" رفقة الزميل كريم بدر

تخصص (بدر) في تصوير وتوثيق التراث الثقافي والمعماري، وحصل على شهادة الماجستير في مجال التراث الثقافي من جامعة (السوربون) بباريس في العام 2014، وعمل في مشاريع مختلفة لحفظ وإدارة التراث الثقافي في مصر من خلال اليونسكو وجهات أخرى، وألقى عدداً من المحاضرات الأكايمية حول التراث والتخطيط الحضري للقاهرة التاريخية والإسلامية، وهو في مشاريعه الخاصّة يهتم بالتصوير الفوتوغرافي؛ بهدف توثيق التراث المادي والروابط المختلفة بين التراث الثقافي للمدينة والناس الذين يعيشون حولها، ورصد العوامل البشرية المختلفة التي تؤثر على التراث الثقافي.

ربّ صدفة خير من ألف ميعاد

في شباط (فبراير) عام 2024 ذهب (بدر) رفقة عدد من أصدقائه إلى مدينة (تل العمارنة) بالمنيا، وهي المدينة نفسها التي قرر الملك (إخناتون) جعلها عاصمته الجديدة منذ (3400) سنة، وتقع بها مقبرته، وخلال زيارتهم لمقبرة الملك لاحظ (كريم) "عم كامل"، وأعجب بملامحه المميزة، وطلب منه التقاط صورة، وبعد دقائق اكتشف التشابه الشديد بين حارس المقبرة الملكية وصاحبها، ونشر الصورة على حسابه الشخصي عبر (فيسبوك) معلقاً: "الملك إخناتون وهو بيفتح لينا الباب بنفسه"، ولم يتوقع (بدر) ردّ الفعل الهائل أبداً، ففي خلال ساعات أصبحت الصورة الأكثر انتشاراً على وسائل التواصل الاجتماعي، و"لم تكن جودة الصورة هي السبب وراء انتشارها بهذا الشكل، بل عدد من الأسباب الأخرى"، ذكرها (كريم) في تصريح لموقع (حفريات)، مؤكداً أنّه قابل الزخم الذي صاحب انتشار الصورة بترحاب، ففي خلال أيام كتب العديد من المواقع عن تلك المصادفة، وتلقى العديد من المكالمات تسأله عن تفاصيل تلك المصادفة، وكانت مكالمة "عم كامل"، الذي اتصل ليشكره بعد انتشار الصورة غير المتوقع ليرتب معه لقاءً جديداً، هي الأقرب إلى قلبه.

🎞

يرى (بدر) أنّ ارتباط أهل الصعيد بحضارة القدماء المصريين يختلف اختلافاً هائلاً عن ارتباط أهل المدن الشمالية، ويشبه إلى حد كبير ارتباطهم بأولياء الله الصالحين، فتأثيرهم لا يقف عند التأثير الجيني الواضح في الصفات والملامح، بل تراه أيضاً في الثقافة الفطرية والطريقة التي يتحدثون بها عن قدماء المصريين كأنّهم الأجداد، وأنّ التقاطه لهذه الصورة سيدفعه إلى البحث بشكل أكبر عن علاقة حراس المقابر الملكية بالأماكن التي يعملون فيها.

وفي حديث صحفي للدكتور (حسين عبد البصير)، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أشار إلى أنّ هذا التشابه الكبير بين حارس مقبرة الملك إخناتون والملك إخناتون، يؤكد تواصل الحاضر بالماضي، وأنّ المصريين اليوم هم أحفاد المصريين القدماء، مُضيفاً: أرض المنيا ومنطقة تل العمارنة التي تضم مقبرة الملك إخناتون ما تزال تحمل الجينات الوراثية للملك إخناتون، وربما كان هذا الحارس حفيداً بعيداً للملك إخناتون، وحتى إن لم يكن، فهو يُعبّر عن الأصل المصري المُمتد منذ أقدم العصور المصرية القديمة إلى وقتنا الحاضر.

حارس إخناتون على الـ (تيك توك)

بعد شهرة "عم كامل "، أو حفيد إخناتون كما يحب أن يلقب نفسه، أنشأ حساباً على منصة (تيك توك) باسم (حارس إخناتون)، يروي فيه قصة عمله طفلاً في الـ (13)؛ لتوفير وسيلة انتقال في منطقة (تل العمارنة)، وقتها كان يمتلك حماراً صغيراً يقوم بتأجيره للأجانب، وبعد إيصاله سائحاً إنجليزياً إلى مقبرة (إخناتون)، وانتظاره في الخارج، وجد السائح خارجاً من المقبرة وهو يقول: أنت صورة مصغرة من الملك! أنت حفيد الملك! والتقط له صورة حينها. بعدها بأعوام جاء تعيينه حارساً للمقبرة ذاتها، وكان يسمع عن الملك بشكل عادي، ولا يعرف تفاصيل قصته، خاصّة أنّه رجل بسيط، ولكن مع مرور الوقت بدأ يسمع قصصه وحكاياته وبطولاته من مفتشي الآثار بالمنطقة، والمرشدين السياحيين الذين يأتون مع الأفواج السياحية، حتى أصبح يعشقه، ويشعر بالفخر لأنّه يحرس مقبرته.

🎞

في مقطع آخر يتحدث (حارس إخناتون) عن تاريخ المنطقة التي يعيش فيها، ويعتبرها الأهم؛ لأنّها كانت عاصمة مصر القديمة، وهي منطقة (تل العمارنة)، ومنها خرجت الدعوة لتوحيد الآلهة التي أطلقها الملك (إخناتون)، واصفاً إيّاه بالملك الزاهد الذي يأتي إليه السياح من جميع بلاد العالم ويحترمونه.

ربما تتناثر التساؤلات هنا وهناك بعد هذه الصورة المدهشة: هل هي المرة الأولى التي يصادفك فيها هذا النوع من التشابه العابر للقرون والأزمان؟ ترى ما التغيير الذي فعله هذا التشابه بين أشخاص بسطاء مثل عم كامل وملوك غيروا صفحات الزمن، يأتي الناس من جميع أنحاء العالم ليشاهدوا آثارهم؟

لعل الدرس الأول في هذا الحدث الطريف هو استعادة روح الأجداد في تعاملنا مع مفردات الحياة اليومية، من منظور جمالي يجعلنا نحن أيضاً أقرب في سلوكنا ونظرتنا إلى ملوك ما زالوا خالدين بأعمالهم وقيمتهم.

🎞




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية