مصر تتحرك لمواجهة الفيروس الفتاك... ما التفاصيل؟

مصر تتحرك لمواجهة الفيروس الفتاك... ما التفاصيل؟

مصر تتحرك لمواجهة الفيروس الفتاك... ما التفاصيل؟


18/02/2023

أقرّت الحكومة المصرية، خلال الأسبوع الماضي، خطة عاجلة لمواجهة فيروس "ماربوغ"، المعروف باسم المرض الفتاك، الذي انتشر مؤخراً، وأحدث حالة من الرعب نتيجة التحذيرات من خطورته الكبيرة المرتبطة بسرعة انتشاره، وارتفاع نسبة الوفيات بين الإصابات الناجمة عنه، والتي قد تصل إلى 90% على حدّ تقديرات وزارة الصحة العالمية.

وحذّرت وزارة الصحة المصرية نهاية الأسبوع الماضي من خطر تفشي الفيروس الفتاك، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية الإثنين الماضي أنّ غينيا الاستوائية أكدت أول تفشٍّ على الإطلاق لمرض الحمى النزفية "ماربورغ"، مشيرة إلى أنّ الفيروس المرتبط بإيبولا مسؤول عن ما لا يقل عن (9) حالات وفاة بالدولة الصغيرة في غرب أفريقيا.

ما هو فيروس ماربورغ؟

حمى ماربورغ النزفية هي مرض شديد الفتك بالناس، يسبّبه فيروس من الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها الفيروس المسبّب لحمى الإيبولا النزفية، بحسب ما أوردته شبكة "سكاي ينوز".

ويظهر الفيروسان تحت المجهر الإلكتروني في شكل خيوط ممتدة تلتف لتشكّل أجساماً غريبة في بعض الأحيان، وتلك الخيوط هي التي استُلهم منها اسم "فصيلة الفيروسات الخيطية".

كما أنّ هناك تشابهاً تامّاً، من الناحية السريرية، بين حمى ماربورغ وحمى الإيبولا النزفية، على الرغم من اختلاف الفيروسين المسبّبين لهما، وحتى الآن لا يوجد أيّ لقاح أوعلاج محدّد لمكافحة هذا المرض.

وما أعراضه؟

تظهر أعراض الإصابة بهذا الفيروس القاتل بشكل مفاجئ؛ وتتضمن ارتفاعاً في درجة الحرارة وصداعاً شديداً وآلاماً في العضلات، فضلاً عن الإسهال المائي الحاد وآلام البطن والتشنجات والغثيان والقيء، بحسب بيان صادر أمس عن وزارة الصحة المصرية.

حذّرت وزارة الصحة المصرية نهاية الأسبوع الماضي من خطر تفشي الفيروس الفتاك

وبحسب وزارة الصحة المصرية، يمكن أن يظهر طفحاً جلدياً في اليوم الثالث من المرض، وفي الفترة من اليوم الخامس واليوم السابع تظهر أعراض نزيف على المصاب مع استمرار الحمى.

كذلك يشكو المريض من الأوجاع والآلام العضلية والخمول الشديد، وأحياناً النزيف من الأنف واللثة وحالات من التهيج والعدوانية.

حمى ماربورغ النزفية هي مرض شديد الفتك بالناس يسبّبه فيروس من الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها الفيروس المسبّب لحمى الإيبولا النزفية

وأوضحت الوزارة أنّ فترة حضانة المرض هي من يومين إلى (21) يوماً، وتصل فترة العدوى بعد ظهور الأعراض إلى (7) أسابيع، مشيرة إلى أنّ العلاج يتم من خلال إعطاء المحاليل الوريدية أو السوائل الفموية، ولا يوجد حتى الآن مضادات أو لقاحات للفيروس.

كيف تحدث الإصابة بالعدوى؟

يقول الدكتور شريف حتة استشاري الطب الوقائي والصحة العامة المصري: إنّ التلامس الجلدي يُعدّ أبرز طرق انتقال عدوى فيروس ماربورغ.

ويوضح حتة، بحسب تصريحات نقلها عنه موقع "مصراوي"، أنّ الإصابة بالعدوى تنتقل خلال ملامسة إفرازات الشخص المصاب أو عن طريق ملامسة الخفافيش أو إفرازاتها، مشيراً إلى أنّه لم يتم حتى الآن اكتشاف أدوية أو لقاحات لهذا الفيروس.

ولفت استشاري الطب الوقائي والصحة العامة إلى أنّ معدل الوفاة جراء الإصابة بفيروس ماربورغ ليست كبيرة بالرغم من سرعة انتشاره، مشدداً على ضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية والتهوية الجيدة للمنازل وعدم ملامسة الأسطح.

وزارة الصحة المصرية: تظهر أعراض الإصابة بهذا الفيروس القاتل بشكل مفاجئ وتتضمن ارتفاعاً في درجة الحرارة وصداعاً شديداً وآلاماً في العضلات، فضلاً عن الإسهال المائي الحاد وآلام البطن والتشنجات والغثيان والقيء

وتنتج عدوى الفيروس عن طريق التعرض للمناجم والكهوف التي تسكنها أنواع من الخفافيش، وهي خفافيش الفاكهة، ويطلق عليها (Rousettus bat)، كما يصيب المرض العاملين في المجال الصحي أثناء علاج الحالات، حيث لا يتم تطبيق إجراءات احترازية له، لذلك ينتقل عن طريق المعدات الطبية الملوثة به، والذي يرفع من معدل الإصابات، كما أنّ جثة المصاب قد تساهم في نقل المرض، وفق تقرير لموقع "القاهرة 24".

تحركات عاجلة من "الصحة العالمية"

عقدت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء اجتماعاً عاجلاً بشأن "ماربورغ"، وجمعت المنظمة خبراء الصحة من جميع أنحاء العالم لمناقشة سبل تطوير لقاحات أو علاجات لفيروس "ماربورغ"، في ظل مخاوف وتحذيرات متزايدة من أنّ "العالم قد يفاجأ بالمرض غير القابل للعلاج"، بحسب "العربية".

وأشار أعضاء اتحاد لقاحات فيروس ماربورغ (MARVAC) إلى أنّ "الأمر قد يستغرق شهوراً حتى تصبح اللقاحات والعلاجات الفعالة متاحة".

أعراض الإصابة بالفيروس

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ "المزيد من التحقيقات جارية، وأنّه تم نشر فرق متقدمة في المناطق المتضررة لتتبع المخالطين والعزل وتقديم الرعاية الطبية للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض".

وأحصى فريق (MARVAC)، حتى الآن، (28) لقاحاً مرشحاً لأن يكون فعالاً ضد "ماربورغ"، مبرزاً أنّه سيجري التركيز على (5) منها لمعرفة مدى فعاليتها.

هل يتحول الفيروس إلى جائحة عالمية؟

يقول الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة: إنّ احتمالية تحول فيروس ماربورغ إلى وباء عالمي غير واردة وصعبة للغاية؛ فالفيروس ليس جديداً، فقد ظهر منذ عام 1967، وعدد الإصابات به منذ ذلك الحين حتى اليوم نحو (500) إصابة فقط.

وأضاف في تصريحات، نقلها عنه "المصري اليوم"، أنّ الخطورة تتمثل في أنّ معدل الوفيات به مرتفعة، ويصل إلى 80% بين الإصابات به، حيث توفيت (379) حالة، والسبب هو عدم وجود علاج أو لقاح له.

الدكتور شريف حتة: الإصابة بالعدوي تنتقل خلال ملامسة إفرازات الشخص المصاب أو عن طريق ملامسة الخفافيش أو إفرازاتها، ولم تُكتشف حتى الآن أدوية أو لقاحات لهذا الفيروس

ولفت عنان إلى أنّ الإصابات الناتجة عن الفيروس لم تكن تتخطى حالة أو اثنتين خلال العام، لكنّه سجّل أعلى عدد إصابات به في 2005 وصلت إلى (300) إصابة، مضيفاً أنّ هذا المعدل من الإصابات يجعل من الصعب تحوّله إلى وباء عالمي؛ لأنّ احتمالات انتقاله بين البشر محدودة للغاية، ومن الصعب حدوثها، لذلك ظل عدد الإصابات به حتى الآن محدوداً.

كيف يمكننا الوقاية منه؟

أوردت منظمة الصحة العالمية مجموعة من النصائح لتجنب عدوى المرض؛ أوّلها تجنب الاختلاط مع الخفافيش المسببة له، وفي حالة العمال المجبرين على مزاولة عملهم، تنصح المنظمة بارتداء ملابس وقائية.

أيضاً تنصح المنظمة بضرورة طهو جميع المنتجات الحيوانية قبل استخدامها بطريقة جيدة قبل استهلاكها، وتجنّب الاتصال المباشر مع المرضى المصابين بالمرض، كما توصي العاملين بالقطاع الصحي بارتداء القفازات واتخاذ الإجراءات الاحترازية عند التعامل مع المصابين.

مواضيع ذات صلة:

الفيروس المخلوي... ما قصة المرض الذي يثير قلق المصريين؟

هل يتحور فيروس جدري القرود ويخرج عن السيطرة؟.. "الصحة العالمية" تجيب

الفيروسات الصديقة وسيط دائم بين الحياة والموت



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية