بمصرع صالح الصماد في غارة جوية نفذتها مقاتلات التحالف العربي ضد سيارة كان يستقلها في الحديدة غرب اليمن، تخسر الميلشيات الحوثية الانقلابية واحداً من أبرز عناصرها؛ إذ يعد الرجل الثاني في الحركة التي يتزعمها القيادي المنشق عبدالملك الحوثي. بل يطلق عليه في أوساط الحوثيين بأنّه "القائد الأعلى للقوات المسلحة".
يعد الصماد الرجل الثاني في الحركة الحوثية بل يطلق عليه في أوساط الانقلابيين بأنه "القائد الأعلى للقوات المسلحة"
وباعتراف ميليشيا الحوثي، أمس، رسمياً بمصرع رئيس المجلس السياسي الأعلى، تكون قد طويت صفحة الرجل القوي في الحركة الانقلابية، الذي جاء في المرتبة الثانية في قائمة الـ 40 إرهابياً حوثياً، التي أعلنتها السعودية، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بأية معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده، حسبما أفادت قناة "العربية".
واعتبرت الحكومة اليمنية التي يرأسها هادي، مقتل الصماد، "ضربة موجعة وقاسية للقوات الحوثية وانتصاراً للقانون".
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، في حديث لصحيفة "الرياض" السعودية، إنّ "مقتل رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي لمليشيات الحوثي الإيرانية صالح الصماد ضربة موجعة وقاصمة لها وسيؤثر ذلك على وضعها السياسي والعسكري بمزيد من الإرباك والتخبط، كما سيعزز من حالة التداعي في صفوف مقاتليها".
من جهته، توعد زعيم الحركة الانقلابية عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة بـ"الانتقام" وزعم أنّ "هذه الجريمة لن تمر من دون رد".
مواليد صعدة 1979
ينتسب صالح علي الصماد إلى محافظة صعدة شمالي اليمن. ولد عام 1979 في منطقة بني معاذ، بمديرية سحار. تخرّج في جامعة صنعاء، وعمل مدرساً في مدرسة عبدالله بن مسعود في صعدة، وشارك في حروب الميليشيا الحوثية ضد الحكومة اليمنية، ابتداء من الحرب الثالثة. تولى مسؤولية رئاسة المكتب السياسي للجماعة بعد العام 2011، وتم تعيينه مستشاراً سياسياً لرئيس الجمهورية في 24 أيلول (سبتمبر) 2014 بعد ثلاثة أيام من اقتحام الحوثيين صنعاء.
الغارة التي استهدفت صالح الصماد قتلت معه أكثر من 20 قيادياً حوثياً ما يثخن جراح الحركة الانقلابية
وفي 6 آب (أغسطس) 2016 أصبح الصماد رئيساً للمجلس السياسي الأعلى في الحركة الانقلابية، وبدأ عمله في المنصب بعد أدائه القسم في مجلس النواب في 14 آب (أغسطس) 2016.
ويعد الصماد من الشخصيات السياسية اليمنية المغمورة التي لم يكن أحد في اليمن يعرفها، وبرزت عقب الانقلاب الحوثي المسلح بدعم إيراني على السلطة الشرعية أواخر 2014. وكان ورد اسمه ضمن قائمة تضم 55 مطلوباً من الحوثيين أعلنتها الداخلية اليمنية عام 2009.
وشغل صالح الصماد منصب رئيس المكتب السياسي للحوثيين، خلفاً لسلفه صالح هبرة، في حين خلفه، بعد مصرعه، مهدي المشاط في رئاسة المجلس الانقلابي.
ترأس الصماد أول وفد حوثي رسمي يزور إيران مطلع آذار 2015 بعد استكمال انقلابهم على السلطة الشرعية
وعقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، فرضت جماعة الحوثي على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعيينه ضمن هيئة مستشاريه كممثل عنها، قبل أن تطلب تصعيده نائباً له وتعيين عشرات الحوثيين في مناصب قيادية، وهو ما رفضه هادي، وفق مصادر سياسية، وقدم استقالته قبل أن يتراجع عنها بعد نجاحه في الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضوها عليه في صنعاء.
رئيس أول وفد حوثي لإيران
ترأس الصماد أول وفد حوثي رسمي يزور إيران مطلع آذار (مارس) 2015، بعد استكمال انقلابهم على السلطة الشرعية بالإعلان الدستوري، ووقع خلال زيارته اتفاقيات تتولى طهران من خلالها دعم سلطة الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني وبمعدل رحلتين يومياً إلى صنعاء، أعقبها تصريحات إيرانية رسمية بأنّ صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط في قبضتهم.
وأوفدت ميليشيات الحوثي بعد انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، الصماد إلى العاصمة العُمانية مسقط، لإجراء لقاءات مع دبلوماسيين دوليين في شهر أيار (مايو) 2015، وفق "العربية"، وبعدها استبعدته من المشاورات التي رعتها لاحقاً الأمم المتحدة، لأسباب غير معروفة.
الغارة التي استهدفت صالح الصماد، قتلت معه أكثر من 20 قيادياً حوثياً، ما يثخن جراح الحركة الانقلابية التي حولت اليمن السعيد إلى أرض للموت والخراب.