مسؤولون ليبيون: ميليشيات نافذة اعتقلت المريمي وسلمته لواشنطن

مسؤولون ليبيون: ميليشيات نافذة اعتقلت المريمي وسلمته لواشنطن... ما علاقة الدبيبة؟

مسؤولون ليبيون: ميليشيات نافذة اعتقلت المريمي وسلمته لواشنطن


18/12/2022

بعد أن اعترف رئيس الوزراء الليبي المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة بتسليم المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أكد مسؤولون ليبيون أنّ ميليشيات نافذة متورطة في اعتقال واستجواب مشتبه به في تفجير طائرة "بان أمريكان" فوق لوكربي بأسكتلندا عام 1988.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المسؤولين الذين قالت إنّهم "تحدثوا شرط عدم الكشف عن هوياتهم خوفاً من الانتقام"، أنّه تم تسليم صانع القنابل المزعوم المتورط في الهجوم، أبو عقيلة محمد مسعود خير المريمي، في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، بأوامر من إحدى الحكومتين المتنافستين اللتين تديران ليبيا.

مسؤولون ليبيون: ميليشيات قامت بستليم المريمي إلى الولايات المتحدة من حي أبو سليم بطرابلس الخاضع لسيطرة أحد المقربين من الدبيبة

وأضافوا أنّ الأمر بدأ بنقل المريمي من منزله في حي أبو سليم بطرابلس، وأنّه نقل إلى مدينة مصراتة الساحلية، ثم سُلّم في نهاية المطاف إلى عملاء أمريكيين نقلوه جواً خارج البلاد.

وحسب الوكالة، فإنّ الحي يخضع لسيطرة "جهاز دعم الاستقرار"، وهو عبارة عن مظلة لميليشيات يقودها أمير الحرب عبد الغني الككلي المقرب من رئيس "حكومة الوحدة الوطنية" عبد الحميد الدبيبة.

وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت الككلي بالتورط في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان على مدى العقد الماضي.

الدبيبة يعترف بتسليمه المتهم بالإرهاب المريمي إلى الولايات المتحدة خدمة للمسار الجنائي

وشكك البعض في شرعية التسليم؛ بسبب تورط إحدى الميليشيات والافتقار الواضح للإجراءات الرسمية، وقال كثيرون: إنّ الولايات المتحدة مارست ضغوطاً لشهور من أجل تسلّم المريمي.

والخميس اعترف الدبيبة بتسليمه المريمي إلى الولايات المتحدة وقال: إنّه لن يسمح بفتح ملف "لوكربي" من جديد، داعياً الليبيين إلى التفريق بين ملف "لوكربي" من حيث مسؤولية الدولة الذي أقفل بالمليارات التي دفعها النظام السابق من أموال الليبيين، ومن حيث المسار الجنائي المرتبط بالمتهم بالإرهاب مسعود المريمي، أحد العناصر المخططة الذي صنع القنبلة ووضعها بين أمتعة المسافرين، ممّا أدّى إلى وفاة أكثر من (200) في عملية واحدة، وقال: إنّ ما اقترف المريمي لا يمكن أن يدافع عنه.

وهاجم الدبيبة كلّ من انتقد قرار تسليم المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن تحدث عن انتهاك السيادة الليبية، لافتاً إلى أنّ أحدهم "عميل يتلقى التمويل من دول أخرى، والآخر تاجر مخدرات".

شكك البعض في شرعية التسليم بسبب تورط إحدى الميليشيات والافتقار الواضح للإجراءات الرسمية

وبرّر قرار حكومته تسليم المريمي بالقول: "صار لزاماً علينا التعاون من أجل استقرار ليبيا، ومحو اسم الإرهاب عن الشعب الليبي البريء"، مشدّداً على أنّ "التعاون تمّ وفق القواعد القانونية مع المتّهمين في قضايا خارج البلاد خاصة ذات الطابع الإرهابي".

وقد حمّل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والعديد من المكونات السياسية والمجتمعية حكومة الدبيبة المسؤولية عن تسليم المواطن الليبي، محذرين من أنّ ذلك سيقود إلى فتح قضية لوكربي التي سعى الليبيون لطيّ صفحتها الأليمة، والتي كلفت الدولة الليبية أموالاً طائلة تم تسديدها لأهالي الضحايا خلال فترة حكم الراحل معمر القذافي.

يُذكر أنّه في عام 1988 جرى تفجير طائرة تابعة لشركة "بان أمريكان" في رحلة رقم (103) بين لندن ونيويورك، فوق بلدة لوكربي، وأقرت السلطات في عهد الراحل معمر القذافي بمسؤوليتها عن التفجير، بعد اتفاقٍ مع الولايات المتحدة عام 2003، بتقديم تعويضات (2.7) مليار دولار لأسر الضحايا.

وحوكم في القضية متهم واحد، هو ضابط المخابرات الليبي السابق عبد الباسط المقرحي، ووفق لائحة الاتهام الأمريكية، قام مسعود بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت الطائرة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية